الأساليب الخططية الحديثة التي استخدمتها المنتخبات في بطولة خليجي 18

> «الأيام الرياضي» هاتف شمران:

> الكل يجمع في وطننا العربي أن دورات الخليج هي النافذة الحقيقية التي أطلت من خلالها الكرة الخليجية إلى سماء الكرة العالمية فقد تأهلت منتخبات الكويت والعراق والإمارات والسعودية ( 4 مرات ) إلى نهائيات كأس العالم وكان المنتخب الكويتي هو أول المنتخبات الخليجية الذي تأهل للنهائيات في اسبانيا عام 1982 . وتظل دورات كاس الخليج هي أنجح الدورات و البطولات العربية وأكثرها انتظاماً منذ عام 1970 في البحرين ويعتبر المنتخب الكويتي صاحب الرقم القياسي في الفوز بالبطولات حيث فاز المنتخب الكويتي (9 مرات ) والمنتخب العراقي ( 3مرات ) والمنتخب السعودي ( 3مرات ) وقطر(مرتين) وبعد مرور 37 عاماً استطاع منتخب الإمارات أن يحقق حلم الإمارات بحصوله على ( بطولة خليجي 18) وما يمليه علينا الواجب القومي لخدمة كرتنا العربية واللحاق بها بالركب العالمي ومساهمة مني ومن خلال خبرتي و تجربتي التدريبية والمحلية العراقية والاحترافية العربية لأكثر من عشرين عاما كانت لي فيها مساهمات تحليلية عديدة بالإضافة إلى تأليف عدد من الكتب التدريبية لرفد المكتبة العربية .

ومن أهم التحليلات :
1) تحليل كأس العالم ثلاث مرات عام 98 في فرنسا وعام 2002 في كوريا واليابان وعام 2006 في ألمانيا .

2) بطولة أمم أوروبا في البرتغال عام 2004 .

3) ثلاث دورات خليجية أ- خليجي (12) الإمارات من 3 لغاية 16 نوفمبر 94 ب- خليجي (13) سلطنة عمان للفترة 15 لغاية 28 أكتوبر عام 96 ج) خليجي (14) في العاصمة البحرينية المنامة للفترة 30 أكتوبر لغاية 2 نوفمبر 98 ومن خلال مشاهداتي وملاحظاتي لبطولة خليجي (18) والتي أقيمت في الإمارات ومقارنتها بالبطولات الخليجية التي سبقتها أقدمت على وضع هذه الدراسة المبنية على المتابعة والتحليل واستخلاص النتائج بالأساليب العلمية الحديثة مدعومة بالأرقام والمخططات آملاً من الله التوفيق لكل من يعنيهم الأمر للاستفادة منها للنهوض بمستوى كرة القدم في وطننا العربي لمواكبة ما وصلت إليه الكرة العالمية ومن الله العون والتوفيق ، ولكي تكون الفائدة محددة ومعلومة الأهداف ارتأيت أن تكون الدراسة مبنية على المباحث الأساسية المهمة التالية: أولاً: الأساليب الخططية الحديثة والتحليلات التي أقدمت عليها الفرق .

ثانياً: المقارنة بين الأساليب الحديثة والقديمة والمعوقات التي ظهرت في البطولة ثالثاً : الفوائد المتوخاة من دراسة مستويات الفرق المشاركة والاستنتاجات التي يمكن أن تخرج بها لبناء واقع كروي متطور.

المبحث الأول : (أ) الاساليب الخططية المستمرة في هذه البطولة مدعومة بالرسومات والمخططات التوضيحية .

(ب) التحليلات وتشمل :

( 1 ) تحليل الفرق المشاركة من قبل بعضها البعض.

( 2 ) تحليل الفرق المشاركة من خلال وجهة نظري مبنية على الأساليب الخططية الحديثة التي اعتمدتها بعض الفرق ومقارنتها بالفرق التي استخدمت أساليبها المعهودة.

( 3 ) الفائدة المتوخاة من هذه التحليلات.

قبل الخوض في تفاصيل هذا البحث يجب أن نضع أمام القارئ العزيز المجموعات التي وزعت بها المنتخبات الخليجية كما هو مدرج أدناه :

المجموعة ( أ ) : (1) الأمارات (2) الكويت (3) عمان (4) اليمن .

المجموعة (ب): (1) العراق (2) قطر(3) السعودية (4) البحرين.

المبحث الأول : مع تغيير السلوك الهجومي ومنح النقاط الثلاث للفائز تطورت خطط اللعب وفق هذا التغيير وعلى أثرها تغيير السلوك الدفاعي نتيجة لذلك لهذا لا يمكن التحدث كثيرا عن أنظمة اللعب دون معرفة أهم الواجبات والوظائف التي يتكلف بها اللاعبون في هذه البطولة بالذات والتي يمكن أن تتغير في كل لحظة أثناء سير المباراة وفقاً إلى ثلاث حقائق مهمة في كرة القدم وهنا يأتي دور المدرب صاحب الفكر التكتيكي العالي :

أولا: نتيجة المباراة بشكل عام يمكن القول أن النظام المعمول به حالياً وفي كل البطولات المحلية الخارجية على مستوى الفرق والمنتخبات هو منح الفريق الفائز ثلاث نقاط أعطى ميولاً كبيراً لجميع المدربين وخبراء الكرة في العالم إلى تغيير أسلوب اللعب وجعل الفرق تلعب بجانب المخاطرة والذي يعتبر عاملاً من عوامل الإثاره في كرة القدم بعد ترك جانب الأمان مما أدى إلى حالة عدم التوازن في خطوط الفرق .. بالمناسبة يعتبر مبدأ المخاطرة و الأمان أهم مبادئ كرة القدم التي تخدم التكتيك حيث هناك أكثر من ألف مبدأ لخدمة التكتيك وتغليب مبدأ المخاطرة على مبدأ الأمان يخلق حالة عدم توازن بين خطوط المنتخبات وإن المنتخبات التي اعتمدت هذا الأسلوب ودعت البطولة مبكرا مثل منتخب الكويت واليمن وقطر.

ثانيا :حيازة الكرة ظهر نوعان من واجبات اللاعبين في لحظة حيازة الفريق للكرة ليبدأ الضغط على الخصم من المنطقة المحيطة لخط الوسط وأفضل الفرق التي استخدمت هذا الأسلوب منتخبات سلطنة عمان - العراق - الإمارات والتي أذهلت خبراء الكرة بأسلوبها المتطور عن طريق الضغط على الخصم من الثلث الوسطي للملعب واعتمدت هذه المنتخبات الثلاثة على الطريقةMW كما في الشكل ( رقم 1) وطريقة استخدام المثلثات النمساوية كما في الشكلين (3-4) بأسلوبها المنظور من خلال استخدام المربع السحري المفتوح من الأعلى والأسفل وباستخدام اللاعب الجوكر اللاعب الخامس المضاف للمربع السحري والذي يكون محور الحركة حسب موقع الكرة والربط مع زملائه في هذا الوسط (الثلث الوسطي للملعب ) .

حيث لاحظنا اللاعبين (1) حيدر عبدالامير (2) علي حسين رحيمة (3) صالح سدير (4) مهدي كريم بالإضافة إلى اللاعب الجوكر (نشأت أكرم ) بالنسبة لمنتخب العراق في المباراة الأولى فقط واللاعبون (1)خليفة عايد (2)احمد حديد (3) إسماعيل العجمي (4) احمد مبارك واللاعب الجوكر (فوزي بشير) بالنسبة لمنتخب سلطنة عمان والإمارات (1) عبدالرحيم جمعة (2) محمد عمر (3) صالح عبيد (4) هلال سعيد (5) اللاعب الجوكر سبيت خاطر .

ثالثا : الأسلوب الخططي الآخر باستخدام المربع السحري لكن بدون الجوكر الأشكال رقم (2-3-5) حيث يتميز هذا الأسلوب بالقدرة العالية على تطبيق دفاع رجل لرجل في الثلث الدفاعي والوسطي في الملعب لأن موقع اللاعبين بشكل مربع هندسي مفتوح من الأعلى والأسفل وإشغال الجزء المفتوح فيه من قبل احد لاعبي منطقة الوسط ، ويجب ان يتمتع هذا اللاعب بمهارات فنية وبدنية وتكتيكية عالية بالإضافة إلى إعداد نفسي جيد لكي يحصل التوازن في الأداء الفني والتكتيكي ويحصل الانجاز في الجوانب الدفاعية والهجومية ومن الفرق التي استخدمت هذا الأسلوب منتخب البحرين والإمارات والسعودية وأكثر المدربين نهجا لهذا الأسلوب المدرب اريكسون وهو أول مدرب طبق مع الفرق الايطالية عندما كان يعمل مدربا في أنديتها قبل أن يستخدمه مع منتخب انجلترا المنتخب السعودي طبق من خلال الرباعي (1)عبدو عطيف (2)محمد الشلهوب (3)سعود كريري (4)نايف القاضي.

رابعا : الأسلوب الخططي الجديد (استخدام المثلثات النمساوية ) الشكلان رقم (3-4) أول من استخدام هذا الأسلوب عالميا المنتخب الألماني والمنتخب الهولندي وفكرة هذا الأسلوب هو خلق زيادة عددية في لحظات معينة من اللعب وباتجاه موقع الكرة أي خلق حالة اللعب (3)ضد(1) أو (3)ضد(2) وهذه الطريقة تحتاج إلى لاعبين يتمتعون بمهارات فنية عالية لتنفيذها بسرعة عالية للاستفادة من الوقت المتوفر لهذه الزيادة حيث نلاحظ إن أفضل الفرق الخليجية التي طبقت هذا الأسلوب هو منتخب سلطنة عمان ، ومنتخب الإمارات في الدفاع حيد ألو علي وبشير سعيد وراشد عبدالرحمن وفي الوسط سبيت خاطر وعبدالرحيم جمعة وصالح عبيد والثلث الهجومي إسماعيل مطر وخالد درويش وهلال سعيد ، حيث كان لاعبو عمان يتوزعون على شكل مثلثات مرتبطة الواحد بالآخر في الدفاع محمد ربيع وسعيد الشون واحمد الحديد وفي الوسط خليفة عايد وسلطان الكوفي وإسماعيل سليمان أي بملعب عمان وفي وسط الخصم إسماعيل العجمي وفوزي بشير واحمد مبارك أما في الثلث الهجومي بدر الميمني وعماد الحوسني وفوزي بشير حيث كان اللاعبون يمثلون اشكالا تشبه الرقم (7)أو شكل الزاوية الهندسية في نهاية التشكيل الهجومي للفريق فكان منتخب سلطنة عمان متميزا بهذا الأسلوب ،وهذا التشكيل يعتمد على طبيعة وقوف اللاعبين وتوزيعهم داخل الملعب اضافة إلى انه يعتمد على أسلوبين مهمين هما:

أ. لعب الكرات القطرية والكرات الملعوبة والموازية لخطوط التماس.

ب. تقليل الكرات الملعوبة بشكل عرضي وجعل الخصم أمام الكرة وليس خلفها خاصة بالثلثين الدفاعي والوسطي من الملعب وإن هذين الأسلوبين سوف يقللان من قيمة المراقبة المعروفة رجل لرجل ويصنعان جهدا عاليا على الخصم مع ملاحظة ومتابعة اللاعبين داخل الملعب ولاحظنا نجاح منتخب سلطنة عمان من خلال العقلية التدريبية الممتازة وصاحب الفكر التكتيكي العالي ماتشلا الذي أحسن تطبيق هذا الأسلوب . نظرا لطول فترة استخدامهم هذا الأسلوب مع مدربهم الذي أمضى فترة طويلة مع منتخب سلطنة عمان حيث لاحظنا التقارب في الثلث الهجومي والثلث الوسطي من الملعب وهذا ساهم في تقليل الفراغات وعدم إعطاء الحرية للخصم بالتحرك بالكرة وبدونها وهذا يساهم في شل قدرة لاعبي الخصم لخلق الزيادة العددية المطلوبة في الثلثين الوسطي والهجومي .. وهذا ينطبق كذلك على مدرب منتخب الإمارات عبدالكريم ميتسو من خلال الأساليب الخططية الحديثة التي كنا نرى منها في كل مباراة شكلا مغايراً للمباراة التي تسبقها .. خامسا: الأسلوب الخططي الآخر هو تشكيل قلب الهجوم المقدم الشكلين (2-6) .

وإن هذا الأسلوب برز ولمع عالميا بإسم الخبير الكروي المعروف (غوستاف ديس ) من المجر ويحتاج هذا الأسلوب إلى لاعبين أفذاذ وموهوبين من الناحية الفردية وإن أحسن المنتخبات التي نفذت هذا الأسلوب بشكل متميز هما المنتخبان السعودي والبحريني ومن لم يحسن تطبيقه في هذه البطولة منتخب قطر الذي غير بأسلوبه الفردي ومحاولات لاعبيه العددية والتي كانت سببا رئيسيا لفشل تطبيق هذا الأسلوب ..حيث كان اللاعب (ياسر القحطاني ) يلعب بمركز قلب الهجوم المتقدم واللاعب (سيبستيان سوريا) في منتخب قطر حيث كان يقوم بنفس الدور لكن كان الفارق بين منتخبي السعودية والبحرين في تطبيق هذا الأسلوب حيث كان اللاعب (ياسر القحطاني) يتحرك باتجاه نقطة الجزاء واللاعب ( علاء حبيل ) كان يتحرك في الأطراف ،حيث لاحظنا تقدم ياسر القحطاني باتجاه نقطة الجزاء ( وعمر الغامدي ) على يمينه (ومالك معاذ ) على شماله ( وعلاء حبيل ) باتجاه جوانب منطقة الجزاء و(طلال يوسف ) من اليمين ( وسلمان عيسى) في الشمال ،أما منتخب قطر فكان اللاعب ( سبستيان سوريا ) على جوانب الجزاء واللاعب ( خلفان إبراهيم ) على يمينه (وحسين ياسر ) على شماله .

سادسا: التشكيلات الوسطية كما هي مبينة في الشكلين (7و 8) الأسلوب الخططي الآخر هو استخدام اغلب الفرق المشاركة لاستراتيجية جديدة وهي تكثيف وتقوية التشكيلات الوسطية دون الاعتماد على التوجهات الجديدة ومتطلبات المناورة في هذا الوسط ( الثلث الوسطي ) ومن التشكيلات التي برزت خلال البطولة:

1. (1-3-4-1-2) 2. (1-4-4-2) 3. (1-4-3-3-) 4. (ا-4-5-1) 5. (1-3-5-2) 6.(1-4-4-1-1) 7.(1-4-2-3-1)..وكانت الغاية من هذه التشكيلات تكثيف منطقة الوسط اعتمادا على القاعدة التي تؤكد انه :(( لا سبيل يجعل الكرة أكثر ايجابية ألا بخلق حركة ذكية في التشكيل الوسطي )) فوضعت الفرق أحسن لاعبيها في هذا الخط وقد لوحظ في خليجي (18) إن للتشكيلات الوسطية ثلاث حركات تكتيكية .

يتبع في العدد القادم.

المنامة-البحرين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى