وتـلـك الأيــام .. منطق «الأيام»..ومناطقيتهم !!

> عبدالله ناجي علي:

>
عبدالله ناجي علي
عبدالله ناجي علي
هامش الحرية الصحفية الذي تتمتع به بلادنا منذ تحقيق الوحدة وما رافق هذه الفترة من محاولات لخنق هذا الهامش - المهمش أصلاً- يؤكد أن التعاطي مع هذا الهامش من قبل من هم في موقع المسؤولية قد بدأ ينحو منحى الانفعالات العصبية الناتجة عن ضيق صدور بعض من هؤلاء المسؤولين ونشاهد ذلك عند توجيه النقد إليهم وتنبيههم للأخطاء التي يرتكبونها تجاه المواطنين من ناحية وتجاه الفساد الذي يمارسونه من ناحية أخرى.. خاصة الفساد الإداري الذي يمس توزيع الوظائف الحكومية بطريقة غير عادلة ولأفراد من خارج المحافظات.

ويبدو أن هذا الصنف من المسؤولين قد نسوا وتناسوا أن مهمة الصحافة باعتبارها سلطة رابعة تهدف إلى تنوير المجتمع بجوانب الحياة معرفياً إضافة إلى دورها الرقابي المتضمن عرض الاختلالات التي تظهر في أجهزة الدولة بهدف تصحيحها وليس بهدف التشهير بالمسؤولين مثلما قد يفهم البعض.

ولا ندري حقيقة كيف استوعب هؤلاء المسؤولون أن الكتابة عن أخطائهم المضرة بالمواطنة هي إثارة للمناطقية ؟!! يا سبحان الله سلوك هؤلاء المسؤولين مناطقي بامتياز. ومن يعترض على ذلك فهو مناطقي وربما يتهم بالانفصالية! وهذا ما حدث أخيراً مع صحيفة «الأيام» التي تطرقت إلى قضية التوظيف غير العادل في هيئة المساحة الجيولوجية فرع عدن ، برغم أن الصحيفة تناولت هذه القضية في سياق منطقي سليم لا يخرج عن حقوق المواطنة المطلوب تحقيقها من قبل ولاة أمرنا.. ليفاجأ الرأي العام أن الرد من قبل مسؤول الهيئة جاء مجافيا للحقيقة!! والأغرب من ذلك أنه وضع الصحيفة في مربع الإثارة المناطقية!! تصور عزيزي القارئ الطرح المنطقي للمواطنة من قبل الصحيفة تحول إلى مناطقية.

فهذا الفهم الخاطئ والقاصر لدور الصحافة من قبل هؤلاء المسؤولين وهذا الطرح المشوه لرسالة الصحافة لا يتناسب والخط الإعلامي لصحيفة «الأيام» التي تتهم اليوم بإثارة المناطقية، فالصحيفة تتعامل مع الواقع كما هو بسلبياته وإيجابياته وحسب الخط الإعلامي الذي رسمه لها مؤسسها الأستاذ محمد علي باشراحيل- طيب الله ثراه- الذي حدد لها خطاً إعلامياً هدفه الأول والأخير خدمة مصالح المجتمع وتحديثه نحو الأفضل ، وهذا النهج هو ما يواصلة اليوم الناشران هشام وتمام باشراحيل، ومعهما كل الأقلام الوطنية الشريفة وقراؤها في الداخل والخارج.

فهل من العقل والمنطق أن توصف «الأيام» بالمناطقية لا لشيء ولكن لأنها تخوض معركة وطنية مع قوى الفساد والإفساد الرافضة للتغيير والإصلاح نحو الأفضل؟! وهل من العقل والمنطق أيضاً أن يصفها البعض بالمناطقية وهي تدافع عن حقوق المواطنة وتطالب بعدالة التوظيف، ولتكون الأولوية لأبناء المحافظة خاصة وأن محافظة عدن حبلى بالكفاءات العلمية والعملية. بينما التوظيف يتم من خارجها!

فالمعركة الجهادية التي تخوضها «الأيام» ومعها كل الصحف الوطنية الشريفة سيكون حليفها النصر إن شاء الله طالما بقيت الأصوات الوطنية الشريفة مرتفعة تطالب بالمواطنة العادلة من على صدر هذه الصحف الوطنية التي تقف على رأسها صحيفة «الأيام» وعلى الفاسدين تدور الدوائر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى