فتح وحماس تتفقان في مكة على تشكيل حكومة وحدة وعباس يطلب من هنية احترام الاتفاقيات

> مكة المكرمة «الأيام» ناصر ابو بكر وسليمان نمر:

> وقعت حركتا فتح وحماس مساء أمس الأول الخميس في مكة المكرمة اتفاقا سياسيا ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية، فيما كلف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رئيس الوزراء اسماعيل هنية تشكيل هذه الحكومة و"احترام الاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير".

وبعد يومين من المحادثات المكثفة التي عقدت في المدينة المقدسة بدعوة من العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز، وبعد ان حصد العنف الداخلي الفلسطيني منذ 25 يناير الماضي ارواح 67 شخصا، وقعت الحركتان اتفاقا وافقتا فيه على المشاركة في حكومة واحدة بموجب برنامج سياسي واحد.

واعلن مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل عمرو بنود الاتفاق التي توافقت عليها الحركتان في الجلسة التي عقدت في حضور العاهل السعودي في قصر الصفا المطل على الحرم المكي.

وجاء في "اعلان مكة"، "الاتفاق وبصورة نهائية على تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وفق اتفاق تفصيلي معتمد بين الطرفين والشروع العاجل باتخاذ الاجراءات الدستورية لتكريسها".

كما شدد البيان الذي اتفقت عليه الحركتان على "التأكيد على تحريم الدم الفلسطيني واتخاذ الاجراءات والترتيبات التي تحول دون اراقته مع التأكيد على اهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية كأساس للصمود الوطني والتصدي للاحتلال وتحقيق الاهداف الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني".

ونص البيان ايضا على ضرورة "اعتماد لغة الحوار كسبيل وحيد لحل الخلافات في الساحة الفلسطينية" و"المضي قدما في اجراءات تطوير واصلاح منظمة التحرير وتسريع عمل اللجنة التحضيرية استنادا لتفاهمات القاهرة ودمشق وقد جرى الاتفاق على خطوات تفصيلية بين الطرفين بهذا الخصوص".

الى ذلك، جاء في الاعلان تأكيد على "مبدأ الشراكة السياسية على اساس القوانين المعمول بها في السلطة الوطنية الفلسطينية وعلى قاعدة التعددية السياسية وفق اتفاق معتمد بين الطرفين".

واكد المتحاورون التزامهم بما جاء في الاتفاق من اجل التفرغ للقضايا الفلسطينية "وعلى رأسها القدس واللاجئون والمسجد الاقصى وقضية الاسرى والمعتقلين وبناء الجدار والاستيطان".

وبعد التوقيع على الاعلان من قبل كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، كلف عباس رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي اسماعيل هنية رسميا تأليف حكومة الوحدة الوطنية الفلسـطينـية.

وتلا نبيل عمرو قرار التكليف الرسمي لهنية بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية المقبلة، وتضمن التكليف دعوة من عباس الى هنية الى "احترام قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير" الفلسطينية، وبالتالي الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل.

وجاء ايضا في بيان التكليف "ادعوكم كرئيس للحكومة المقبلة للالتزام بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني وصون حقوقه والحفاظ على مكتسباته وتطويرها والعمل على تحقيق اهدافه الوطنية كما اقرتها قرارات المجالس الوطنية ومواد القانون الاساسي ووثيقة الوفاق الوطني وقرارات القمم العربية".

وقال الرئيس الفلسطيني في كلمة القاها بعد ذلك "سنبدأ عهدا جديدا بحكومة جديدة قادرة على انهاء معاناة شعبنا (...) نرجو ان تتوقف كل الاعمال التي نخجل منها وان ننطلق الى العمل الجاد من اجل تحرير بلدنا".

ولم يشر الاتفاق بين الحركتين الى نقطة الاعتراف بإسرائيل، الامر الذي يطلبه المجتمع الدولي من حركة حماس، الا ان التكليف الرئاسي لتشكيل الحكومة، والذي يدعو الى احترام الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل، جاء "بحسب صيغة قبلت من الطرفين" حسبما قال المسؤول السعودي الذي كان يقدم مراحل الجلسة.

من جهته، اكد اسماعيل هنية قبوله تكليف الرئيس الفلسطيني وتوجه الى عباس "بالشكر على تكليفه اياي تشكيل اول حكومة وحدة وطنية بالمعنى السياسي (...) هذا شرف كبير لي ولاخواني (...) ولكن هذه مسؤولية كبيرة".

واضاف "اقول للاخ ابو مازن سنكون بإذن الله عند قدر المسؤولية، سنحمي العهد (...) وسنحمي العرض والقدس والمقدسات (...) سنحمي الوحدة الوطنية، سنصون الدماء الفلسطينية الزكية، سنصوب السلاح بعيدا عن الصدر الفلسطيني".

اما خالد مشعل فقال في كلمة القاها في المناسبة "سوف نرفع الغطاء عن كل من يطلق النار من هذه اللحظة"، داعيا الفلسطينيين الى ضرورة عدم العودة الى الاقتتال الداخلي.

وتلا العاهل السعودي كلمة رحب فيها بالاتفاق "المشرف" ووجه تحية الى المتحاورين الذين "ارتفعوا الى مستوى المسؤولية وتمكنوا من حقن الدماء وتحقيق الوحدة الوطنية".

واكد انه "واثق بانهم سيحافظون عليه بإرادتهم الحرة المستقلة". ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى