برنامح تخصيب اليورانيوم في كوريا الشمالية يتراجع كقضية

> واشنطن «الأيام» كارول جياكومو :

> بعد اكثر من اربع سنوات من اتهام الولايات المتحدة لكوريا الشمالية بامتلاك برنامج سري لتخصيب اليورانيوم مما افضى الى انهيار اتفاق نووي مع بيونجيانج تراجعت اهمية البرنامج كقضية ويقول بعض الخبراء ان واشنطن ربما بالغت في معلومات المخابرات او اساءت قراءتها.

ولم يعد المسؤولون الامريكيون يجعلون من برنامج التخصيب قضية كبرى. وكانت وكالة المخابرات المركزية الامريكية تنبأت انه قد ينتج ذات يوم وقودا نوويا بحلول عام 2005 ولكن ذلك لم يحدث.

ويقولون ان البرنامح سيلقى اهتماما في مراحل لاحقة من المحادتات السداسية التي تهدف الى انهاء الطموحات النووية لكوريا الشمالية وليس في المفاوضات التي تجرى حاليا في بكين.

ويقول تشارلز بريتشارد وهو مفاوض أمريكي سابق مع كوريا الشمالية ان "كل شيء" خلال السنوات الاربع الاخيرة في الازمة النووية من انتاج كوريا الشمالية المتسارع للبلوتونيوم واول تجربة نووية لها في اكتوبر 2006 وانسحابها من معاهدة حظر الانتشار النووي واتفاق ابرم في عام 1994 مع واشنطن "مرتبط بالمطالب الخاصة باليورانيوم عالي التخصيب".

وينتج اكثر البرامج النووية تقدما في كوريا الشمالية في مجمع يونجبيون وقود البلوتونيوم للاسلحة. وانتج وقودا يكفي ما بين ست او ثماني قنابل.

وتوقف ذلك في عهد الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون في عام 1994 عندما تعهد الشمال بموجب "اطار عمل متفق عليه" على تجميد برنامجه النووي مقابل مفاعلات تعمل بالماء الخفيف لا تمثل تهديدا في مجال الانتشار النووي وزيت وقود ثقيل بقيمة خمسة مليارات دولار.

وقال الرئيس الامريكي جورج بوش وكبار مساعديه ان الاتفاق يكافيء السلوك "السيء" ويساعد على دوام قيادة شيوعية غير شرعية في بيونجيانج.

وعندما تم الكشف عن برنامج تخصيب اليورانيوم المنفصل لكوريا الشمالية في عام 2002 اتهم الجانبان بعضهما البعض بمخالفة الالتزامات الماضية وانهار اطار العمل المتفق عليه.

واصرت واشنطن من فترة طويلة على انه قبل بدء محادثات جديدة يتعين على بيونجيانج ان تفكك برنامج التخصيب.

وقال مساعد بارز بالكونجرس الامريكي يتابع هذه القضايا "ان تكون الادارة مستعدة الان..في محادثات بكين..ان توفر زيت وقود ثقيل واعفاء من العقوبات مقابل تجميد يونجبيون بدون ذكر اليوراينوم عالي التخصيب على ما يبدو..هو تحول مدهش في السياسية."

وكثيرون ممن يدافعون عن اتفاق نووي جديد يشعرون بالارتياح لمسألة ترك برنامج التخصيب حتى مرحلة تالية قائلين ان الادارة ركزت في نهاية الامر على اكثر التهديدات مباشرة وهو برنامج بيونجيانج المتسارع للبلوتونيوم.

غير ان المتشددين يشككون في ان تكون هناك اي محادثات في وقت لاحق ويقولون ان العقوبات المشددة فقط هي التي يمكن ان تقنع بيونجيانج بالتخلي عن مساعيها النووية.

ويقول مسؤولون عملوا بشأن كوريا الشمالية في عام 2002 ان مجتمع المخابرات كان مجمعا في ذلك الوقت على ان الشمال يتابع قدرات تخصيب.

واعترف الكوريون الشماليون بذلك في محادثات اكتوبر تشرين الاول 2002 مع المفاوضين الامريكيين ولكنهم لم يلبثوا ان تراجعوا عن اعترافهم بعد ذلك.

وفي فبراير شباط 2003 قال جيمس كيلي الذي كان مساعدا لوزير الخارجية انذاك للكونجرس ان البرنامج "ليس متخلفا كثيرا" عن برنامج البلوتونيوم في انتاج مواد تصلح للاسلحة.

لكن عالم الفيزياء ديفيد أولبرايت الذي زار بيونجيانج مؤخرا لاجراء محادثات على مستوى رفيع قال لرويترز إنه يعتقد أن "التحليل (الأمريكي) شابته أخطاء ولم تظهر معلومات تؤيد الزعم المتعلق بمنشأة كبيرة لأجهزة الطرد في كوريا الشمالية... ربما لم تكن هناك قط منشأة تحت الانشاء أو حتى قيد التخطيط."

وقال جوناثان بولاك من كلية الحرب البحرية في دراسة موثقة "على الرغم من تحذيرات الادارة المخيفة حول انشطة الشمال في التخصيب الا ان غالبية المسؤولين اعترفوا بان الطريق الى قدرة تخصيب ذات معنى لا زالت احتمالا بعيدا وغير مؤكد بالمرة."

والوضع الحالي لبرنامج اليورانيوم عالي التخصيب غير واضح,وقال يون وولفستال من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان واشنطن شهدت خلال السنوات الاخيرة "مؤشرات صغيرة" على ان بيونجيانج
لازالت تحاول الحصول على تكنولوجيا التخصيب.

واضاف "ولكني لم اسمع عن مواد حساسة كبرى دخلت الى كوريا الشمالية."

وقال مسؤول امريكي اخر بارز "أنا افترض ان لديهم برنامج تخصيب ولكننا لانعرف على وجه اليقين اين هو ولا ما هي قدراته. الكثير من هذا لا يعدو ان يكون تخمينا." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى