كمنجات آمنة النصيري في بيت الثقافة بصنعاء

> «الأيام» مازن سالم صالح:

> تتمتع الفنانة آمنة النصيري بخصوصية بارزة في المشهد التشكيلي اليمني، كونها من أكثر الفنانات انتماء لمحليتها، أضف إلى ذلك بيئتها الريفية، لذلك لا غرابة إن جاءت لوحاتها معبرة عن النقاء والبراءة ورهافة الإحساس فهي انعكاس لخيالاتها وأفكارها ومضمون مشاعرها وانفعالاتها.

يوم عن يوم تزداد تجربتها ثراء وتميزا لتجسد الفطرة الفنية والحضور الإبداعي والأكاديمي.

ومؤخرا احتضنت قاعة بيت الثقافة بصنعاء معرضها الحادي عشر الذي يستمر حتى 18 فبراير الجاري، والذي يحمل عنوان (كمنجات) ويقام تحت شعار (التحليق في فضاءات الروح). وفي افتتاح المعرض الذي أقيم بحضور الأستاذ خالد الرويشان، وزير الثقافة استهلت النصيري التقديم بكلمة خلصت فيها إلى أن الإحساس بالقيم الجمالية فنية أو أدبية زاد حصين ومناعة تامة ضد مظاهر القبح التي يجب أن نحاربها بالجمال.

وحقيقة ان هذا الاستهلال حفزني لأن أسأل الفنانة آمنة النصيري عن موضوع التحليق كعنوان بارز لهذا المعرض فأجابت من فورها: كناية عن الطيور وأسرابها وتشبه بالروح وانعتاقاتها.

تفسير مقنع يعكس حالة الوعي الفني لآمنة النصيري التي ضمنت معرضها هذا نحو 45 لوحة فنية تنوعت ما بين عوالم سحرية وطبيعية وحكايات وخيالات توزعت ما بين الجمادات والطيور والقمر والهلال وغيرها.

وبالنظر الى موضوعات هذه اللوحات نجد أنها يسيرة وعفوية ومتحررة من قواعد الرسم ونسبه المختلفة، وهو ما دفعني بفضول فني نادر لدي أن أسألها عن الأسلوب المتبع في رسم هذه اللوحات، وتجسيد هذه الإبداعات عن أية موضوعات؟

فردت بقولها : «إن التقنية في اللوحات تميل إلى شفافية وضبابية اللون، والمنحى تجريدي مع وجود مسحة تعبدية .. أما الموضوعات فتعكس تبدلات وتحولات الروح الإنسانية في انعطافاتها وتأولاتها المختلفة». مهارة فنية ولا أروع منها تعكس التوافق الروحي والفني لدى هذه الفنانة المخضرمة ذات الثقافة الوجدانية والتعبيرية القروية المعززة بالمسحة الأكاديمية أرهفت إحساسنا وحركت مشاعر النبل في ذواتنا وهي ما جعلتني أكثر تهيؤاً لاكتشاف عوامل الجمال والتمتع بتلك اللوحات أكبر فترة ممكنة، وفوجئت أن بارئتها أثبتت بطريقة أو بأخرى أن ينبوع اللون وحساسية الريشة لديها تعكس البراءة والنقاء وجوهر الفن في أزهى انفعالاته، خاصة وقد علمت مسبقا منها أن لوحات هذا المعرض مهداة إلى روح الفنانة الألمانية الجنسية التركية الاصل (اليانور جمال الدين) وإلى كل الأرواح البريئة التي تركت عالمنا الفاني لتحلق عاليا في أحداث لبنان والعراق وفلسطين كما قالت أيضا. كلمات ولوحات معبرة ووفاء نادر ومشاعر فطرية لفنانة تشكل نمطا فريدا في المشهد التشكيلي اليمني، فبالإضافة إلى أنها زوجة الفنان المعروف حكيم العاقل فإن مساراتها الإبداعية والفنية ما بين آفاق التجريب ودهشة البدايات، قد احتشدت لتولد هذه الكمنجات وغيرها في فضاءات الإبداع الفني ومحرابه الأكاديمي عبر مسيرة فنية باذخة لها دلالاتها الإبداعية وأبعادها الفنية التي تحظى بالإعجاب وتستحق الاحترام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى