إسرائيل تترقب فيما يبحث العرب الخيار النووي

> القدس «الأيام» دان وليامز:

> بعد عشرات السنين من التفكير والقلق بشأن ما إذا كان العالم العربي سيحاول اللحاق بقدرات اسرائيل النووية فإن الدولة اليهودية ربما تواجه سباق التسلح الذي كانت تخشاه..والسبب في ذلك عدوها اللدود إيران.

أعلن عدد كبير من الدول العربية من المحيط للخليج في الآونة الأخيرة عن رغبتها في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية.

ويقول المحللون إنها ربما تحاول أيضا الرد على سعي إيران المحتمل لامتلاك قنبلة نووية وهو ما تنفيه طهران.

ويقول خبراء إن رد فعل اسرائيل يمكن أن يأتي بصور مختلفة إزاء الشكوك التي تكتنف الانتشار النووي في المنطقة.

وقال افنر كوهين مؤلف دراسة (اسرائيل والقنبلة) "ما نشهده من احتمال امتلاك إيران ودول عربية قنبلة سرية يمثل تغيرا كبيرا.

ومن وجهة نظر اسرائيل فإنه يثير تساؤلات خطيرة للغاية." وفي الوقت الراهن يبدو أن اسرائيل ليست في عجلة للتخلي عن سياسة السرية النووية التي حققت لها منافع كثيرة والتي تقول إنها سمحت لها بردع أعدائها وفي الوقت ذاته تجنبت أنواع الاستفزاز العلني الذي كان من الممكن أن يستدرجها إلى سباق تسلح نووي.

وبالرغم من أن اثنتين من الدول العربية الراغبة في الحصول على الطاقة النووية في الوقت الحالي وهما مصر والأردن أبرمتا معاهدتي سلام مع اسرائيل كما أن باقي الدول من غير المرجح أن تلجأ للحرب فإن هذا لا يرقى إلى حد تحقيق الهدوء في المنطقة والذي يقول المسؤولون الاسرائيليون إنه لابد أن يسبق أي مراجعة استراتيجية.

وأقر شمعون بيريس نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ومهندس الاستراتيجية النووية الاسرائيلية بأن بعض الدول العربية مثل الأردن يمكنها أن تستفيد من الطاقة النووية كبديل للنفط ولكنه قال إن عراقيل كبيرة ستقابلها فيما يتعلق بالتمويل وعمليات التفتيش الدولي الملزمة.

وصرح بيريس لرويترز في مقابلة بأنه "إذا كانت دول عربية ترغب في تطوير وقود نووي للأغراض السلمية فعليها أن تفعل ذلك في إطار القانون الدولي.

إنه ليس شيئا يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها.

إنه لا يمثل مشكلة." ووصف العرب بأنهم يمثلون خطرا على اسرائيل أقل من إيران التي تقول إن برنامجها النووي سلمي تماما ولكن رئيسها محمود أحمدي نجاد أثار مخاوف من احتمال قيام حرب عندما حث على "محو اسرائيل من على الخريطة" وأنكر حدوث محرقة اليهود.

وأردف بيريس قائلا "العقلاء لا يشجعون فكرة حرب نووية" مضيفا أن على اسرائيل أن تحتفظ بعلاقات طيبة مع الدول العربية التي وصفها بالمعتدلة والقوى الغربية في مواجهة إيران.

ومضى يقول "كما أن على اسرائيل الحفاظ على ضبط النفس" في إشارة فيما يبدو إلى سياسة "الغموض" التي كان هو من وضعها. وتقول اسرائيل التي دمرت مفاعلا نوويا عراقيا في غارة جوية عام 1981 إنها لن تتقبل إيران المسلحة نوويا.

لكن زعماء اسرائيليين أوضحوا أنه في الوقت الراهن تعتمد الدولة اليهودية على الولايات المتحدة حليفتها الرئيسية والدول الغربية للتوصل إلى حل دبلوماسي.

ويقول محللون مستقلون إن اسرائيل ستتعرض في نهاية الأمر لضغوط لقبول الكشف بقدر أكبر عن قدراتها النووية للحيلولة دون لجوء أي دولة عربية ربما تملك قدرات نووية في المستقبل إلى مشاريع سرية لصنع القنابل.

وقال مارك فيتزباتريك الخبير في الحد من التسلح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن "ما لم توسع مصر ودول أخرى من بنيتها الأساسية النووية فإن السؤال الذي سيطرح نفسه هو ما إذا كانت هناك أمور يمكن لاسرائيل أن تقوم بها لمساعدتها في اتخاذ قرار بالتخلي عن التخصيب والمعالجة (لليورانيوم)." ومضى فيتزباتريك يقول "لا بد أن يكون ذلك في مجال الحد من التسلح." وكمثال لاتفاق لا يتطلب أن تعلن إسرائيل عن قدراتها اقترح فيتزباتريك موافقة اسرائيل على إغلاق المفاعل النووي الرئيسي في ديمونة كبادرة على حسن النوايا في الوقت الذي تحتفظ به بمخزونات المواد الانشطارية التي تستخدم في صنع القنابل.

ولكن فيتزباتريك قال إن مثل هذه الخطوات المحدودة قد لا تكون مقبولة للعالم العربي الذي رأى طويلا ازدواجية في المعايير في قبول الغرب الضمني لرفض اسرائيل الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي والاعتراف بالمفتشين الأجانب على الأنشطة النووية. واتفق مع ذلك جاري سامور وهو خبير في حظر الانتشار النووي بنيويورك.

قال سامور "ما من شك إنه في حالة حصول إيران على أسلحة نووية فإن الدول العربية بقيادة مصر سترى أن الحل هو وجود اتفاقية إقليمية للحد من التسلح الامر الذي سيتطلب من اسرائيل التخلي عن أسلحتها النووية." ورحب المؤلف كوهين بمثل هذا الاقتراح وقال إن اسرائيل ربما تكون مستعدة لأخذ زمام المبادرة.

وأضاف "عدم وجود أسلحة نووية مع أي أحد أفضل من امتلاكنا جميعا لها." ولكن سامور أشار إلى أنه مع إصرار إيران وبعض الدول العربية على عدم الاعتراف بإسرائيل فإن الجهود الدبلوماسية والثقة المتبادلة وهما عنصران لازمان لاتفاقية أسلحة كبرى سيكونان شبه مستحيلين.

وذكر أن على اسرائيل البقاء في نفس المسار على أمل وقف الخطط النووية الإيرانية في الوقت المناسب لمنع قيام سباق للتسلح.

وقال سامور "من المهم ان تواصل اسرائيل الإبقاء على سياسة الغموض.

إذا أعلنت اسرائيل صراحة عن قدراتها النووية أو كشفت عنها أعتقد أن هذا سيزيد بصورة كبيرة من الضغوط على العرب (للدخول في سباق تسلح)." وقال مسؤول دفاع اسرائيلي رفيع تحدث إلى رويترز بشرط عدم نشر اسمه إنه إذا فقدت اسرائيل احتكارها للطاقة النووية في المنطقة "فإن هذا قد يعني تحولا كبيرا في صنع السياسات لدينا.

ولكن بالنسبة للوقت الراهن فإن الأولوية الرئيسية هي منع إيران من الحصول على القنبلة." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى