قراءة متأخرة لبطولة مبهرة في حضرة العرس الخليجي الكأس إماراتية منتخبنا بين الإطلالة الجميلة والنغمة المجحفة

> «الأيام الرياضي» شكري حسين:

>
منتخبنا الوطني
منتخبنا الوطني
جاد الزمان أخيرا على أرضها وابتسمت أبراجها الشامخة على وقع أفراحها الصاخبة بإحرازها كأس الخليج الـ 18 بعد رحلة أمل مضنية,هي الإمارات الدولة الهائمة بين أطياف الجمال ومرافئ اللؤلؤ والمرجان هي .. مواكب فرح وشلالات مرح غصت بها مدنها المترفة ولم تتوقف إلا عند ملامسة الحلم الذي طال انتظاره.

ركبت أمواج التحدي غير آبهة بمخاطر الانزلاق .. رفعت بيارق المواجهة فتوارت أمام وهج إصرارها كل الاعلام .. إنها الامارات حيث للسحر مكان وللدهشة والتجديد عنوان .. فتحت أذرعها للقادمين إليها .. ابتسمت في وجه زائريها منشدة أجمل الالحان ولوحت بمناديل الترحاب للنازلين ضيوفا على أرضها .. نثرت في وجوههم باقات السعادة والإمتنان .. منحتهم دفء البهجة والشعور بالإطمئنان لكنها أبداً ظلت متيقظة وأمست متحرزة على حلمها المنتظر .. أشهرت في وجوه الطامعين (سيوف) الإنذار ،وكتبت محذرة الجميع :(ممنوع الاقتراب) قالتها صراحة: عفوا يا جار الكأس في الدار.

في المساء لامست أمانيها عنان السماء فصدحت حناجر أبنائها بنشيد الولاء للوطن مهدية ترانيم صباحاتها وفاء لحامي حماها المؤتمن .. هي الامارات البلد الغارقة في روضة غناء تصدح فوق سماوات مدنها الساحرة وشوارعها الراقية عصافير الحب والجمال .. هي الامارات البلد السابح في أنهار من السعادة .. كيف لا وقد طوقت عنقها أخيرا بقلائد الذهب رافعة كأس البطولة قائلة:( مبروك يا شعب الامارات).

عجيب أمرهم
لسنا من هواة التطبيل ومرتادي أسواق النفاق ،إلا أن الواجب يحتم علينا الإشارة إلى الأداء الراقي والظهور المشرف الذي ظهر به منتخبنا في كأس الخليج الاخيرة والذي كان مثار أحاديث الصحافة الرياضية والقنوات الفضائية والتي أسهبت في الحديث عن التطور اللافت الذي حصل لمنتخبنا ما بين الدورات الثلاث، وعندما تأتي الشهادة من خصومك ويعترف لك الآخرون، فإن في الأمر ما يدعو للتوقف عنده ،والاستزادة منه .. أقول ذلك بعد سلسلة الهجمات غير المركزة من بني جلدتنا .. عذرا صحافتنا التي حكمت على المشاركة بالفشل ،كون النقطة هي النقطة ،والجديد لم يحصل ،وأتصور أن مثل هذه التناولات لم يحكمها ضمير، ولم تصغ إلى نبضات الأمانة الصحفية، ولم تتصرف إلا بوحي عدائيتها المفرطة لاتحاد الكرة، فتبدل عندها كل ما هو جميل الى قبيح.

لا أتصور أن أحدا كان يتوقع أن تظل فرصة صعودنا إلى الدور التالي مستمرة الى الرمق الأخير من مباريات المجموعة ولا أعتقد أن أحدا كان يطمح بأكثر مما خرجنا به .. بمعيار النقاط لم يطرأ جديد لكن بمعيار الافضلية والثبات في المستوى والشجاعة الهجومية والجرأة وإحراج المنافس فكلها كانت في مصلحة المنتخب رغم الفارق الكبير والبون الشاسع مع الآخرين .. نعم لقد عاد منتخبنا هذه المرة مرفوع الرأس لأنه أعلن عن وجوده ولعلنا نتذكر كيف كنا ندس رؤوسنا في الرمال عقب كل مشاركة ،ويوم أن ظهرت لنا أنياب ومخالب جعلنا الآخرين يخشون منا، فنأتي نحن وبنوازع عدائية لنكسر مجاديف الامل المزروعة في قلوب عشاق منتخبنا ،لا لشيء سوى إرضاء لقلوبنا المريضة.. حقاً الأمر يدعو للعجب.

الخطوة الاولى
الظهور اللافت لمنتخبنا في دولة الامارات سيضعنا تحت المجهر، وسيضاعف من مسؤولياتنا ،الأمر الذي سيحتم علينا بذل المزيد من الجهود حتى تتوفر للمنتخب الظروف المناسبة والمعينة نحو الرقي المنشود ومسؤولية ذلك في تصوري لا تقع على اتحاد الكرة وحده رغم أنه المعني الاول ،ولكن الجميع مطالب بالوقوف إلى جانب المنتخب وإعداده بالشكل اللائق وتهيئة الظروف أمامه، والمتمثلة في العناية الاكبر بلاعبينا وتأهيلهم بدنيا ونفسيا وإزاحة جدار الألم من طريقهم ، حتى يكونوا أهلا للعطاء داخل الملعب بعيدا عن إرهاصات ومشاكل الحياة.

ومن الضروري أيضا الأخذ بيد الجهاز الفني الحالي بقيادة الكابتن محسن صالح، الذي للأمانة أحدث نقلة نوعية كبيرة في أداء المنتخب ،أهمها أن لاعبي منتخبنا في عهده خلعوا رداء السلبية والتحفوا بمعاطف الثقة والتحدي ،وهو ما ظهر جليا في المباريات الثلاث التي خاضها مؤخراً..ويحسب له أنه تمكن من إخراج المنتخب من براثن الانهزامية الى واقع الطموح والتفاؤل .. إلى جانب تقديمه وجوها جديدة أثبتت وجودها كزاهر فريد وعلاء الصاصي وأوسام السيد.

التحدي الاكبر
سيكون منتخبنا في دورة خليجي 20 المقرر إقامتها في بلادنا في تحد كبير يعكس المستوى الطيب الذي ظهرنا به مؤخرا وسنظهر به لاحقا إن شاء الله.. والطموح بالتأكيد لا يتوقف عند المنافسة الحقيقية على اللقب ولكن يتعداه إلى أمور أخرى اولها وليس آخرها حسن التنظيم والاستضافة..فكأس الخليج لم تعد حدثا عابرا أو هي دورة لمنافسات كرة القدم فحسب ،ولكنها نجاح على كل الأصعدة الادارية والتنظيمية وحسن الاستضافة والرقي في التعامل ، إلى جانب الطفرة الكبيرة في وسائل نقل الحدث سواء كان عبر الشاشات الفضية الوجه الجميل للبلد، ناهيك عن العقلية الادارية التي ينبغي أن تكون حاضرة في مثل هكذا مناسبة ،إذ لا يقتصر الأمر على بناء ملعب دولي يتسع للحدث، بل يتعداه إلى ما هو أكثر من ذلك بكثير.

من غير المعقول
أن تسلك بعض الاقلام مسلكا مشينا ومنحرفا تريد من خلاله تغطية نقاط السوء التي ظهرت عليها في دولة الامارات بقلبها للحقيقة فإن ذلك يندرج فقط في اطار العبث السفسطائي على أساس أن الشخص الذي يخونه المنطق ويفتقد الحجة ويعز عليه قول الحقيقة يبدأ بفلسفة الامور على النحو الذي صورته تلك الاقلام البعيدة تماما عن أمانة المهنة وأخلاقياتها وإن ادعتها زورا وبهتانا.

وحزّ في نفسي كثيرا تناولات بعضهم ممن ذهبوا لأغراض أخرى بعيدة عن الهدف الاسمى وهو إظهار الصورة الجميلة لإعلامنا في معرض العرس الخليجي، وكم هو مؤسف أن يدعي قلم زميل بالظلم الذي تعرض له وصور المضايقة التي حصلت، وكلها محض افتراء وكذب ،ليقيني أنه أراد بمثل هكذا افتراءات صرف الحقيقة ،بعد أن كاد أن يسقط في مستنقع الرذيلة وكفى.

اشارات عابرة
> سالم عوض ظهر كعادته جسورا في مرماه ومحاربا يقاتل بألف سيف ،فاستحق أن يكون نجم منتخبنا الاول.

> التميز كان عنوان الاداء القوي الذي ظهر به خط دفاع منتخبنا( محمد صالح يوسف وحماده الوادي وزاهر فريد )الذين نالوا عبارات الإشادة والإطراء من كل الناس سواء في اليمن أم خارجها (رجال والله).

> أوسام السيد وعلاء الصاصي نجمان فوق العادة من تحت أقدامهم تنطلق الغزوات نحو مرمى الخصوم.

> أكرم الورافي عازف القيثار البديع في خط المنتصف أفضل من لفت الأنظار بأدائه الراقي .. إنه موسيقار اليمن الجديد .. نهنئ أنفسنا بمقدمك يا أكرم.

> علي العمقي لؤلؤة لا تصدأ وقبوة كاذي فاحت روائحها في كل مكان .. يكفيك هدفك الاسطورة فقل ما يجود الزمان بمثله.

> علي النونو وفكري الحبيشي وفضل العرومي .. كنتم القادة وستبقوا في الريادة لأنكم أصل وفصل كل الحكاية.

> الزملاء صلاح العماري وفؤاد باضاوي وسالم الشاحت وعلي سالم بن يحيى وعلي باسعيدة وفؤاد قاسم .. أدب جم وأخلاق رفيعة نتشرف بمعرفتهم.

> الزميل ماهر المتوكل رجل لا تفارق محياه الابتسامة يعشق النكتة ويتداولها بشراهة ولعل أجمل تعليق سمعته منه عندما قال لفؤاد باضاوي : أمي قبل السفر دعت علي وقالت (الله لا يجعل لك وجه خير ياماهر) فاصطبحت بوجهك يا فؤاد.

> (مهيم والشباره ومعوضة) .. رفقاء دائمون لا تمل صحبتهم ولا تندم على الجلوس معهم .

> وختاما .. للأستاذ عادل الأعسم : إذا رجمت من الخلف فاعلم أنك في المقدمة .. وهل يصل الرجم إلى النجم؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى