وقالوا ديمقراطية!

> أحمد عبدربه علوي:

>
أحمد عبدربه علوي
أحمد عبدربه علوي
تحقيق الديمقراطية هو شعار المرحلة الحالية والقادمة، ولكن كيف تتحقق - بحق وحقيق - الديمقراطية، التي أصبحت الكلمة الأكثر تردداً في كل خطاب أو جريدة أو محاضرة أو اجتماع سياسي أو حتى في مقايل القات أو في أية انتخابات رئاسية أو برلمانية...إلخ. دعوني أقول إن الحوار الصريح الهادف هو أحد ركائز نشر الحرية والديمقراطية ودعم ومساندة جهود الإصلاح في كل المجالات سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية. تشجيع الحوار هو مسئولية الدولة والحزب الحاكم باعتباره الطريق الصحيح لجذب المشاركة الشعبية في صنع القرار وتبني المشروعات التي تستهدف التقدم على طريق الإنجازات وليفهم من لا يفهم بأنه لا يمكن أن يكون أي حوار مفيداً للعمل الوطني إلا إذا اتسم بالموضوعية والحفاظ على الصالح العام وإثراء الانتماء للهوية الوطنية بعيداً عن الأغراض الشخصية. الديمقراطية هي الحرية في إبداء الرأي والرأي الآخر والقرار للأغلبية، فإذا ما صدر القرار فعلى الأقلية أن تلتزم به.. هكذا تعلمنا، وهذه هي الديمقراطية بكل اللغات الحية وفي كل المجتمعات القديمة والحديثة.

إن من مزايا المجتمعات الديمقراطية أن فيها رأياً ورأياً آخر، وفي ظل وجود الرأي الآخر يصعب على من يجلسون على كراسي الحكم ويمسكون بمقاليد السلطة إخفاء الحقائق أو التعتيم عليها أو تزييفها دون أن ينكشف الأمر، والشيء العجيب أننا كثيراً ما نسمع من يعقب على مسلك من المسالك بقوله: أين هي الديمقراطية؟ وكثيراً ما نسمع من يعقب على مسلك آخر في معرض السخرية: هذا الذي حملته لنا الديمقراطية!. كلا الطرفين ينظر إلى الديمقراطية من زاوية مختلفة، الأول يسعى إليها والثاني يعترض عليها، وكل واحد من الطرفين يعبر عن خلل في واقع الديمقراطية في بلادنا، فالأول يعبر عن استمرار كثير من المسالك التي تتنافى مع النهج الديمقراطي، والثاني يعبر عن مسالك تدل على إساءة فهم للديمقراطية وعدم الوعي بأبعادها ودلالاتها .. وقالوا ديمقراطية!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى