العزف الجميل يولّد لحناً أجمل

> عمر محمد بن حليس:

>
عمر محمد بن حليس
عمر محمد بن حليس
العزف الجميل المنسق يولد لحنا أجمل في سيمفونية الإبداع الراقي، عكس العزف النشاز الذي لا يأتي إلا بمزيد من الكآبة ويخلق في النفس وأمامها سحابة سوداء.

والفرقة أو الجماعة (أي فرقة وجماعة) لا يكتب لعملها النجاح ولا تكتسب تعاطف وحب الآخرين إذا لم يكن قائدها ملما تمام الإلمام ومدركا تمام الإدراك طبيعة عمله الذي يأخذ منه وقتا طويلا لأنه هم ثقيل لكنه ليس صعباً، وهو (القائد) مستعد أن يفني وقته وراحته من أجل إخراج ذلك العمل بصورة ناصعة ليرضي به ضميره ويجعل الآخرين يقبلون به، وقبل هذا وذاك لينال رضا الخالق سبحانه وتعالى ويقربه إليه زلفى، وهو الغاية إذا سلمنا بأننا جميعا زائلون ولن تبقى إلا أعمالنا الصالحة الخيرة المختلفة {ومن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا}.

على العموم إن ما دعاني لكتابة هذه السطور في هذه الفترة بالذات هو الموقف الأخير لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) الذي تمثل في وصول قيادتها السيد عبدالرحمن الجفري، الشيخ محسن بن فريد والاستاذ يحيى الجفري وآخرين إلى أرض الوطن في سبتمبر 2006م أي قبل الانتخابات الرئاسية والمحلية التي شهدتها البلاد وما أعلنه السيد رئيس حزب (رأي) في المهرجان الانتخابي لمرشح المؤتمر حينها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح من أن حزب رابطة أبناء اليمن وقيادتها يقفون إلى جانب فخامة الأخ الرئيس لأنه الأقدر على مواصلة مسيرة الإصلاحات الشاملة في كل نواحي الحياة التنموية والديمقراطية، لأنهم يرون أن الإصلاح أمر ضروري ومن يستطيع أن يتجه بالبلد إلى الصلاح المنشود فلن يكونوا على خلاف معه. إن قيادة حزب رابطة أبناء اليمن قد التقطت الخيط في الوقت المناسب، أقصد خيط الحوار الذي يخدم المصلحة العليا للوطن ويحافظ على وحدته ويعزز ويقوي بنيانها، وهذا الأمر دعت إليه قيادة (رأي) باستمرار وخاصة في السنوات القليلة الماضية لإيمانها بأن الوطن هو مظلة الجميع.

أتمنى من كل قلبي أن تكون الحوارات الجارية حاليا بين من كلفهم الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وقيادة حزب رابطة أبناء اليمن تسير بخطى حثيثة واضعة همّ الوطن والمواطن بكل معاني الكلمة بأبعادها ومضامينها أولاً وأخيراً لأنها (الحوارات) تتركز حول برنامج الرابطة للإصلاح والبرنامج الانتخابي للأخ الرئيس، لأنها قضايا تهم الوطن. وهو ما ينظر إليه المتفائلون بأنه بمثابة العزف على أوتار قيثارة الحب والانتماء لهذا الوطن وطن 22 مايو بعيدا عن التعصب والتخوين والتكفير الذي يحاول أن يذهب إليه البعض بغرض عرقلة أي خطوة من خطوات الحوار الذي يرضي كل الأطراف بلا استثناء.

إن الدعوات المتكررة إلى الحوار والاحتكام للعقل والمنطق بكل تأكيد لا تعتبر وهناً ولا قصوراً ولا صفقة كما يحلو للبعض تسميتها، لكنها نابعة من الإيمان العميق بأنه لا خروج من الإخفاقات والصعاب إلا بالحوار ذي النية الحسنة والصادقة، الحوار الهادئ المنطقي العصري الذي يعتبر حبله السري هو القبول بالآخر والاستماع إليه {وجادلهم بالتي هي أحسن}.

إذاً فلحن العقل لسيمفونية الحب والوفاء والعزة والمستقبل الأجمل ليس سهل العزف والإخراج طالما وأنه لا يزال بيننا من يعزف العزف النشاز بعقول غير مستوعبة لواقع اللحن العصري الجميل وأسلوبه.

وعليه فطالما أن الصعب يبدأ من السهل والمعقد من اليسير، فليسهم الجميع في إخراج اللوحة الجميلة المرتقبة ولتتضافر كل الجهود لعزف سيمفونية الأمـل والعـمل.. فالغد الأجمل آت لا ريب مهما طال الانتظار، فسبحان مداول الليل والنهار وعالم الأسرار الذي له وحده العزة والبقاء والخلود.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى