وصمة ثأر!!

> «الأيام» نصر عبدالنبي أحمد/ عدن

> من الملاحظ أن هناك استمرارا لظاهرة باثيولوجية تكررت كثيرا تستهدف سوق لودر العظيم بتاريخه المشرف في حركة السوق التجارية بأبين منذ القدم، وبأبنائه المتميزين بالوعي الثقافي والاجتماعي القائم على المسالمة واحترام حقوق الآخرين ضمن نمطه العلائقي الاجتماعي، إلا أننا نلاحظ من يستهدف لودر العتيدة بأساليب تخرج عن المروءة والشهامة التي عهدتها هذه المدينة طوال تاريخها المشرف، ومحاولة جعلها ساحة لتصفية حسابات بين قبائل جبانة لاتجد في تصفية ثأرها إلا في زحمة البشر دون أي مراعاة لدم الأبرياء الذين يقعون ضحية لهذا الجنون الطائش، الذي لا يبني مروءة قبيلة أو رفعة بقدر ما يدخلها في مستنقع الجبن والانحطاط.

وغالبا ما يكون الفاعل في نظر الحكمة هو شخص منحرف لأنه تجاوز القانون الاجتماعي الذي تعاقد عليه الناس، ومن جانب آخر أنه لم يقم وزنا لبقية أفراد المجتمع في استغلاله لفض الزحام البشري الآمن ليظهر نفسه بطلا في عرف التخلف. وأصلا فإن العادات القبلية الحقة التي تأخذ بمعيار المروءة ترفض أن تصفي ثأراتها إن أرادت على حساب زحمة بشرية من أناس أبرياء لا علاقة لهم بالمشكلة القائمة بين أطراف النزاع، وأبناء لودر يأنفون هذه الأساليب الدنيئة التي تسيء إلى مدينتهم الجميلة، ولذلك يجب أن يقف المتشيعون بالإساءة إلى هذه المنطقة عند حدهم، وأبناء لودر لا يعجزون عن حمل السلاح، إلا أنهم يغلبون العقل والحكمة على السلوكيات البالية التي عفا عليها الزمن والتي لا تقدم للمجتمع سوى التخلف والعجز.

كما نشير إلى أن الجهات الأمنية في هذه المحافظة لا تقوم بدور فاعل، وعلى وزير الداخلية أن يبحث عن حل للمشكلة في أبين، حيث يجب تفعيل الانتشار الأمني على الأقل في أوقات المناسبات والأعياد، فإذا كان في صنعاء يتم الانتشار الأمني في المناسبات والأعياد لضبط المعاكسين للنساء فالأجدر أن يفعّل الانتشار الامني في سوق لودر لضبط القائمين بالفوضى الثأرية والانتقامية في زحام اللحم البشري.

لربما تكررت هذه الظاهرة الباثيولوجية في مناطق أخرى من مناطق الجمهورية لخاصية استغلال الزحام، إلا أن ما يميز ظاهرة سوق لودر أن الفاعلين دائما ليسوا من أبناء المدينة وإنما من مناطق مجاورة وهذ ما يؤكد نظافة أيدي أبناء المدينة نفسها من دم هؤلاء الأبرياء، بل يرجون من كل الأطراف المتنازعة أن تغلب العقل والحكمة حتى لا يكون سوق لودر وصمة ثأر وساحة لدم الأبرياء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى