وتـلـك الأيــام .. اعرفوا الطفولة

> جلال عبده محسن:

>
جلال عبده محسن
جلال عبده محسن
صيحة أطلقها روسو (1712 ـ 1778م) منذ القرن الثامن عشر الميلادي يوم قال: «اعرفوا الطفولة» وأعتقد أن مرجع الصيحة كانت ومازالت تعبيرا عن عجز الإنسان عن التعامل الصحيح مع الطفولة باعتبارها البداية الحقيقية التي يعول عليها لبناء مجتمع قوي ومزدهر.

ولو ألقينا نظرة ولو عابرة في صفحات تاريخ الشعوب والمجتمعات المتقدمة وما وصلت إليه من تقدم ورقي في مختلف المجالات، لوجدنا أن سر نجاحها هذا هو بدايتها الطيبة والصحيحة في معالجة مشاكلها بحسب أولويتها وأهميتها ووفقا لرؤى مستقبلية معينة لنتائج العمل الذي ستبدأ به ومدى ما ستحققه من نجاح ولو على المستوى البعيد، شعورا منها بالمسئولية وإيمانا بعظمة ذلك.

إن قضية بناء الإنسان والاهتمام بالرعاية الصحية للأمومة والطفولة وتربية النشء منذ الصغر كانت محطتهم الأولى التي انطلقوا منها، واليابان هذا العملاق استطاع أن يتحول من بلد محطم لا يملك شيئا بعد الحرب العالمية الثانية وفي مدة تقل عن ثلاثين عاما أن ينافس أكبر دول العالم الصناعية، بل ويتفوق عليها وصولا إلى مركز الزعامة، ولا يوجد سبب رئيس أو أساسي لنجاح اليابان أكثر من نظامها التعليمي.

إذا أردنا إلقاء نظرة مستقبلية لمجتمع الغد، فلننظر إلى حال أطفاله اليوم، و ماذا أعددنا لهم نحن.. فها هي أحدث التقارير قد وضعت اليمن في المرتبة الثانية للعالم من حيث سوء التغذية لأطفالنا وهم فلذات أكبادنا، أجيال المستقبل، ونكرر الخطأ عاما بعد عام، وهذه ميزانية عام 2007م خير دليل على ذلك، تشير إلى تراجع اعتمادات قطاعي التعليم والصحة، حيث انخفضت مخصصات التعليم من (8.21%) عام 2005م إلى (6.15%) عام 2006م لتصل عام 2007م إلى (7.11%)، كما انخفضت مخصصات الصحة من (5%) عام 2005م إلى (9.3%) عام 2006م لتصل عام 2007م إلى (3.3%)، وتظل الميزانية المرصودة للدفاع والأمن والبالغة 276 ملياراً و252 مليون ريال أكثر ما نرصده للوزارات الأربع والمعنية بصحة الإنسان وتربيته وتعليمه وهي وزارات التعليم الثلاث بالإضافة إلى وزارة الصحة والبالغة 224 ملياراً و273 مليون ريال.

إن الدولة القوية بمفهوم اليوم هي ليست التي تمتلك الترسانة العسكرية والتسلح النووي، بقدر ما تستطيع هي أن تستثمر كل طاقاتها البشرية والطبيعية في خدمة وتأمين مصالحها الذاتية.. المعيشية والروحية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى