2500 مصلّ فقط في المسجد الأقصى بسبب القيود الإسرائيلية

> القدس «الأيام» ماجدة البطش:

>
الفلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة أمس في باحة المسجد الأقصى في ظل انتشار كثيف للشرطة الإسرائيلية
الفلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة أمس في باحة المسجد الأقصى في ظل انتشار كثيف للشرطة الإسرائيلية
تمكن عدد قليل من الفلسطينيين لا يتجاوز الـ2500 من الوصول الى المسجد الاقصى رغم الاجراءات الاسرائيلية ليؤدوا صلاة الجمعة في باحة المسجد في القدس في ظل انتشار كثيف للشرطة الاسرائيلية تحسبا لوقوع اضطرابات على خلفية الاشغال المثيرة للجدل التي تجريها اسرائيل.

وسجلت بعض المناوشات عند مشارف المسجد وفي محيط مدينة القدس القديمة بينما اندلعت صدامات بعد انتهاء الصلاة مع الشرطة الاسرائيلية التي استخدمت قنابل صوتية وخراطيم مياه لتفريق المتظاهرين، وفق ما افاد شهود.

واعلن المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد اعتقال 15 شخصا.

وافاد عدنان الحسيني مدير اوقاف القدس ان نحو 2500 شخص اقاموا الصلاة في الباحة فيما تحدث روزنفلد عن ستة آلاف مصل، بالمقارنة مع عشرات آلاف المصلين في الاوقات العادية.

وقال الحسيني لوكالة فرانس برس ان "عدد المصلين الذين استطاعوا الوصول الى المسجد الاقصى لم يتجاوز الفين وخمسمئة وذلك بسبب الاغلاق والحواجز العسكرية في مدينة القدس".

واضاف "عند ذهابنا الى المسجد الاقصى بتنا كأننا ذاهبون الى ساحة حرب وليس الى مكان عبادة ليواجه الانسان ربه بهدوء وسكينة"، معتبرا "انه جزء من الحرب النفسية التي تشنها اسرائيل على الفلسطينيين".

وبدت مدينة القدس خارج اسوارها كأنها تخضع لمنع التجول اذ خلت من المارة او باعة البسطات الذين ينتشرون بعد الصلاة كل يوم جمعة امام بوابات المدينة القديمة.

ولم تسر في الشوارع القريبة من بوابات القدس سوى سيارات الشرطة وحرس الحدود الاسرائيلي بينما وضعت متاريس حديدية امام كل منافذ البلدة.

وامام سوق باب القطانين المؤدي الى باب الحرم الشريف تجمهر رجال في الاربعين من عمرهم لمجادلة الشرطة للدخول للصلاة في الاقصى.

كما بدت باحة المسجد الاقصى شبه فارغة سوى من بضع مئات خلافا لايام الجمعة عادة حيث تكتظ بالمصلين.

وقال الشيخ يوسف ابو سنينة في خطبته ان "الحفريات الاسرائيلية تشكل خطرا كبيرا على مسجدنا ونطالب بإيقافها بجميع اشكالها فهي لا تؤدي الا الى الدمار والهلاك والخراب".

واعتبر ان "الانسان العاقل لا يلعب بالنار"، في اشارة الى السلطات الاسرائيلية.

واتهم الشرطة الاسرائيلية بانها حولت باحة المسجد الاقصى الجمعة الماضي الى "ساحة حرب" حين دخلت اليها لتفريق متظاهرين فلسطينيين، داعيا المصلين الى الهدوء تفاديا لتجدد الاضطرابات.

وقال مخاطبا المصلين "فوتوا الفرصة على اعدائكم بان لا تجعلوهم يدنسوا مسجدكم".

وانتشر نحو ثلاثة آلاف شرطي وعنصر من حرس الحدود منذ الفجر في القدس القديمة ومحيطها على ما افاد قائد الشرطة في منطقة القدس ايلان فرانكو.

واوضح روزنفلد انه لم يسمح بالصلاة في باحة المسجد الاقصى سوى للمسلمين فوق سن الخمسين الذين يحملون بطاقة هوية صادرة عن اسرائيل، والنساء.

وقالت ام محمد ابو سنيه من حي باب حطة احد الاحياء القريبة من الحرم القدسي ان "الشرطة الاسرائيلية قامت وعلى مدى ثلاثة ايام باعتقال شبان حارتنا وتجبرهم على التوقيع على عدم دخول القدس لمدة 15 يوما". كما اكد الحسيني ان الشرطة الاسرائيلية منعت امامه شخصا يبلغ من العمر 53 عاما من الدخول لتأدية الصلاة. وقال "انهم يريدون تعويد الناس على الاغلاق حتى لا يترددوا على المسجد الاقصى".

من جهته ام زعيم الحركة الاسلامية لعرب اسرائيل رائد صلاح الصلاة في احد الاحياء العربية من القدس الشرقية بعد ان حظر عليه الاقتراب من المدينة القديمة بأمر من محكمة اسرائيلية بسبب مشاركته الاسبوع الماضي في تظاهرة "غير مرخص لها" احتجاجا على الاشغال الاسرائيلية.

وقال الشيخ صلاح لوكالة فرانس برس انه تمكن من الوصول الى حي الصوانة وهي منطقة خارج اسوار القدس "بشق الانفس بعد ان دخلت اكثر من طريق وعبرت اكثر من حاجز".

وام الصلاة في ساحة ترابية امام عدد كبير من انصار الحركة الاسلامية اكد ان عددهم "يقدر بخمسة آلاف مصل".

واضاف "ان اعدادا كبيرة من الشبان لم تتمكن من الوصول الى هذا المكان بسبب الحواجز العسكرية التي وضعت في كل مكان". وتابع ان "قرار منعي من قبل المؤسسة الاحتلالية باطل ولا وزن له عندي، انهم محتلون وسيبقون محتلين"، مؤكدا "احتفظ بحقي الكامل بالدخول الى المسجد الاقصى في اي لحظة انا اختارها لان المسجد حق لنا ندخل في اي وقت اليه بدون منة من احد". واثارت خطبة الجمعة التي القاها الشيخ صلاح استياء مسؤولين اسرائيليين. وقال وزير شؤون القدس ياكوف ادري انه "يطلق دعوات جدية الى العنف ضد دولة اسرائيل"، داعيا الى اخضاعه للتوقيف الاداري.

وقالت متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان جنديين اسرائيليين اصيبا بجروح طفيفة برصاص فلسطيني خلال تظاهرة عند معبر قلنديا بين الضفة الغربية والقدس.

وبدأت اسرائيل في السادس من فبراير الجاري عمليات تنقيب عن آثار قبل وضع عواميد دعم لجسر جديد الى احد الابواب المؤدية الى المسجد الاقصى هو باب المغاربة اذ ان الجسر الخشبي الحالي تعرض لاضرار في 2004.

واعلنت دائرة الاوقاف الاسلامية الفلسطينية ان هذه الاشغال تهدد اساسات المسجد الاقصى.

وعلى اثر موجة الاحتجاجات التي تجاوزت الاراضي الفلسطينية وعمت العالم العربي والاسلامي، اعلنت بلدية القدس الاثنين تعليق اشغال بناء الجسر، لكنها واصلت الحفريات.

واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الخميس في ختام لقاء مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان في انقرة موافقته على استقبال فريق خبراء تركي سيتحقق مما اذا كانت الاشغال تشكل خطرا على المسجد الاقصى، في بادرة تهدف الى التهدئة، غير انها اثارت احتجاجات في اوساط اليمين الاسرائيلي.

واعتبر النائب يوفال شتاينيتز من الليكود في تصريحات نقلتها صحيفة هآرتس "ان قراره يطعن في سيادة اسرائيل ويفتح الطريق لتدويلها او حتى لاسلمة المدينة القديمة".

واحتلت اسرائيل القدس الشرقية خلال حرب يونيو 1967 قبل ان تضمها. ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المقبلة. ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى