الريادة في الصحافة

> عامر علي سلام:

>
عامر علي سلام
عامر علي سلام
ربما تعتقد عزيزي القارىء أنني سأحاول أن أستميلك لقراءة هذه المقالة المتواضعة عن (الريادة في الصحافة) وأن الموضوع لا يهمني أو يهمك، وأنني سأمتدح تناولك لها بالتصفح والقراءة.. ولكني لا أهدف إلى ذلك أبداً..غير أنني كقارئ مثلك أحاول أن أقرأ دائماً وأبحث في حرية التعبير وحرية الصحافة (بالذات) في اليمن لعلني أجد قضايا رأي عام تهمنا جميعاً ونجد فيها دوراً للصحافة اليمنية إذا تناولتها بموضوعية تستطيع من خلالها خلق (رأي عام) له تأثير وله مكانته في تعديل أو تغيير أي قرارات مصيرية ترتبط بقضايا الوطن وتنميته ومعيشة سكانه وقضاياهم.

ولكن دعونا نتفق في البداية كقراء وكتاب صحافة بكل أنواعها (رسمية، حزبية، أهلية، مستقلة، تخصصية) أن نبحث عن الريادة التي يمكن أن تمتلكها أي صحيفة أو مؤسسة إعلامية أو صحفية للطباعة و النشر في اليمن، في ظل الواقع اليمني المتغير الذي يطيب لنا دائماً أن نطلق علية المسميات الطنانة، وندعي بأن هناك ديمقراطية وحرية تعبير وحرية صحافة في ظل تعددية سياسية مفترضة أو قائمة أمام متغيرات دولية تفرض علينا كنخب حاكمة، ونخب قادرة ومتنفذة، ونخب مالكة (رأسمالية)، ونخب مثقفة، أن نسمح بالهامش التقليدي وادعائنا بأنه هامش ديمقراطي أو هامش للصحافة اليمنية وريادتها في المجتمع..وهنا اسمح لي عزيزي القارئ أن أقف قليلاً أو طويلاً - كما تريد- وأقول: لا يمكن أن يكون هناك أي هامش للصحافة مادامت هناك (صناعة للرأي العام) وعندما تعجز الصحافة ولا تستطيع أن تصنع رأياً عاماً، فإنها - للأسف - تعتبر صحافة للنخب فقط!! (إذ لا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن تكون في الريادة حتى وإن توفرت لها الإمكانات وساعدتها الظروف في الانتشار). وفي مجتمع أمّي-كالمجتمع اليمني-الذي نسبة الأمية فيه عالية جداً، فإن قراء الصحف اليومية والأسبوعية هم قلة قليلة في المجتمع اليمني، وهنا يأتي دور الكلمة المقروءة وتحولها إلى كلمة مسموعة بأن تنتشر بين الناس في أحاديثهم العامة والخاصة في مختلف الملتقيات والمواقع.

لذا فإننا الآن بحاجة إلى الريادة في الصحافة..إلى صحافة الرأي ..إلى صناعة الرأي العام بالاهتمام بقضايا الرأي العام، وهنا يأتي باب التنافس الصحفي ، من يملك المصداقية والإرادة الحرة في صناعة(رأي عام)، بأن يشعل قضايا الوطن وهمومه، بأن يبحث في انتهاكات حقوق الناس، بأن يصنع رأياً عاماً قوياً في ضمير السلطة.. وفي فكر المعارضة.. وفي وسط الشارع ، في رفع وعي المواطن أكان قارئاً أم مستمعاً.

ولكي نستطيع أن نكوّن صحافة صادقة قادرة على صناعة الرأي العام وتؤثر فيه دائماً علينا أولاً أن نحصل على المعلومة الصحيحة -الحقيقية- والحصول على المعلومة للصحفي في تناوله بمصداقية لقضية ما يجعل من مهنته بحق مهنة المتاعب كما يقال عنها.. ومن دون وجود حرية الحصول على المعلومة بالنسبة للكاتب أو الصحفي أو القارئ في الأخير تفقد الصحافة أي معنى لحريتها ، ومن ثم تصبح عبارة عن سطور ومقالات وأخبار للاستهلاك اليومي!! وليس لصناعة (رأي عام) وهي بذلك لا تستطيع أن تؤثر في عقول الناس ولا يصبح لها أي دور في حرية التعبير ..أو حتى في حرية التفكير !! بالرغم من أن الفكر كما يقول الفلاسفة هو الذات الحر في الإنسان ، وأن الأفكار وحدها التي تستطيع أن تطير بنا وبيننا دون قيود أو موانع!!

إذن سنصل أنا وأنت عزيزي القارئ إلى أن الريادة في الصحافة تأتي أولاً من حصولنا جميعاً على الحقيقة فيما نقول ونكتب ونقرأ.. ومن حصولنا جميعاً على المعلومة وعلى حرية نشرها وتناولها بمصداقية تخدم المجتمع بكل فئاته.. فمثلاً عندما نعلم جميعاً بأن ثروات المجتمع الطبيعية لها أرقام ولها مردود وعائدات، يجب أن نحصل على حقيقة تناولها ونعلم مصادر تصريفها.. ونستطيع أن نقول ونكتب عنها بحرية!!.. ذلكم الهامش هو الذي ندعيه.. كحق عام ودستوري وإنساني ومهني للكاتب والقارئ الصحفي .. غير ذلك فإننا نبقى نحوم في دائرة صحف ومقالات وأخبار.. وكتاب وقراء ،ليس لهم هم سوى النشر أو قضاء الوقت بالاطلاع والقراءة!

وأخيراً، نقول: إذا أردنا أن نكون في الريادة .. ونمتلك صحافة رائدة في مجتمعاتنا العربية عموماً .. وفي مجتمعنا اليمني خصوصاًعلينا أن نعرف كيف نصنع (رأي عام)..وعلينا أن نتمكن من أن نمارس حقوقنا في الحصول على المعلومة الصحيحة ..وعلى حرية النشر والتناول بمصداقية بما يخدم المجتمع.. ويخدم الناس ويسعى الى تطوير وتحسين معيشتهم نحو الأفضل .

وعندما تعجز الصحافة التقليدية عن ذلك ، فإن التطور الإليكتروني (ربما) يدعونا جميعاً نحو صحافة إليكترونية قادمة بقوة ومن دون حدود أو قيود أو موانع .. لأنها تأتي عبر الفضاء المفتوح..كالأفكار تسافر بين مواقعها دون حدود.. أو احتكار.. فهل تستطيع الصحافة الإليكترونية أن تكون هي الرائدة؟.. هذا ما سنعرفه في المستقبل القريب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى