إطلالة على منتخبنا الأولمبي في دبي من الباب الخلفي

> «الأيام الرياضي» علي سالم بن يحيى:

>
منتخبنا الأولمبي في دبي
منتخبنا الأولمبي في دبي
انتهت مباراة منتخبنا الأولمبي لكرة القدم مع الأولمبي الفلسطيني عصر الأربعاء الماضي وظفر الأحمر بنقطة التعادل التي يريدها وأبحر في سفينة الأمان نحو طريق آخر أكثر خطورة لوقوعه في المجموعة السادسة الى جانب منتخبات كوريا الجنوبية، الإمارات، أوزبكستان، وان المهمة صعبة وتحتاج لتلاحم السواعد مع بعضها خاصة أن أول لقاء سيكون أكثر صعوبة مع الاولمبي الكوري في سيول نهاية شهرنا الجاري، ومعه سنكون على مفترق طرق إما واصلنا المشوار سويا وإما تفرقت أيادي سبأ من بعده "لو" والعياذ بالله تعرض منتخبنا لهزيمة موجعة.. وهذا الكلام لا ألقيه على عواهنه واعتباطا وإنما استخلاصا لما شاهدته على أرض الواقع في دبي قبل وبعد مباراتنا مع منتخب فلسطين ورغم أن بعض الكلام سيبدو قاسيا لكنها الحقيقة دائما لا تغطى الشمس بمنخل، كما أنه سيساعد على تلافي الأخطاء التي ترتكب في حق المنتخبات دون دراية ووعي من أحد وفي الاخير هي سمعة وطن نغار على ترابه وسمعته مهما اختلفنا أو تشابكنا، فإلى المشاهدات والإطلالات.

في البدء سفارة (راكدة)
لا تربطي علاقة ود أو خصام مع سعادة سفيرنا في دولة الامارات العربية المتحدة وإسمه مرعليّ مرور الكرام لكن الكلام المحمل بالآلام والمواجع من قبل المغتربين يجعلني أنقله بكل شواهده، فأقل القليل من الوصف بأنها سفارة راكدة بعيدة كل البعد عن همومهم ومطالبهم وفي جميع المجالات وحتى معاملاتهم لا تمر الا ....

وفي المجال الرياضي الحال من بعضه فبعثة المنتخب كان مقررا لها الوصول الى مطار ابوظبي عصر الاثنين ووصلت البعثة دون استقبال بالورود والاحضان كالمسافرين الآخرين وقام بالمهمة الرجل الطيب منير زين.. والمصيبة الاخرى ان احدهم في السفارة اتصل متأخرا يسأل عن المنتخب وانطبق عليه القول: "صمت دهرا ونطق كفرا".

رحلة طويلة وشاقة
توجهت بعثة المنتخب الى دبي برا وقت الذروة ووصلت وقد نال الاعياء ما ناله من اللاعبين بعد ثلاث ساعات ولا ندري من هو العبقري في قيادة الاتحاد الذي خطط للرحلة وهو يعرف مسبقا ان المباراة ستقام في دبي.. أهو عقاب للاعبين.. أم عدم دراية .. والسفينة تسير بالبركة فلا حسيب ولا رقيب؟.. حاولت البعثة على مضض ان تقبل ذلك العمل العشوائي وفوجئت بالسكن الذي يقع خارج المدينة وعليهم ان يعملوا حسابا دقيقا لوصولهم لملعب المباراة ولن تصدقوا اعزائي اذا قلت ان حافلة البعثة تحركت الى الملعب الساعة الثانية والنصف ظهرا ووصلت في الرابعة اي قبيل المباراة بساعة والمفاجأة التي (زعلت) الكابتن محسن صالح ومدير المنتخب صالح الحاج اننا مع منتخب فلسطين نسكن سويا وتحركت حافلتنا قبلهم وفوجئ الجميع أنهم سبقونا (فإيش الحكاية)؟ والحكاية لم تنته فالفريق الفلسطيني دخل الملعب وقام بالاحماء اما منتخبنا فعمل الاحماء خارج ملعب المباراة وسألنا احد الاداريين فأكد ان ادارة الملعب منعتهم !! ومن تحت الطاولة ظهرت اقاويل ان الاماراتيين لا يريدون منتخبنا ان يتأهل لأنهم يحملون ذكريات سيئة معه.. ولا زال هدفا الغرباني والنونو في مرمى معتز في اذهانهم!!

رئيس البعثة بلا سلطة مالية
والبعثة تدلف باب فندق (أكاديميةالاتصالات) حدث تصادم بسيط بين رئيس البعثة عبدالمنعم شرهان وصالح الحاج مدير المنتخب والمسؤول المالي ايضا. فالعدد المتفق عليه بين قيادة اتحادنا مع اتحاد الامارات حسب المراسلات ينص على التالي 10 غرف مزدوج و8 فردي ولكن العدد الفعلي زائد 7 وبالتالي لابد من استئجار غرف اخرى خوفا من (مرمطتهم في الشوارع) وتماشيا مع الفيلم الكارتوني (توم وجيري) كان الاثنان يجريان خلف بعضهما البعض.. ولم يحسم مطاردتهما سوى اتصال من رئيس اتحاد الكرة الشيخ أحمد العيسي وأمر بالحجز لهم.. وفي الوقت ذاته اغلق احدهم من قيادة الاتحاد تلفونه السيار هروبا من المشكلة وكأنه يقول: «هذه مشكلتكم وحلوها»!! فمتى سنتعلم أن حب (الماااااااال) عفوا حب الوطن وسمعته شعبة من الايمان؟!!

الاداء فيه (إن وأخواتها)
كل من شاهد المباراة خرج بانطباع سيء عن اداء منتخبنا وشخصيا شعرت ان اللاعبين في الملعب هم اشباح لنسخهم الاصلية فلا روح ولا مقاومة واللعب بفتور.. قد يكون الارهاق والتعب عنوانا لذلك ونعتقد ان انضمام مجموعة جديدة لم تتجانس مع البقية سببا آخر لكن هناك شيء في النفوس فسألت مجموعة من اللاعبين عن الاداء المتواضع وهل هم راضون عنه فأجابوا بحسرة وألم انهم غير مقتنعين البتة بالاداء وأكدوا ان مباراة الذهاب في صنعاء كانت افضل رغم سلبيتها.

مفاجأة من العيار الثقيل
جلست مع احد اللاعبين في بهو الفندق وحاله كحالي خجول جدا واخذنا في الحديث عن المباراة من بعيد لبعيد وكشف عن عدم رضاه لمستواه والمستوى اجمالا واكد ان الارهاق يعد سببا من جملة اسباب اهمها انهم غير مرتاحين لا ماديا ولا معنويا.. الله.. إزاي.. يا كابتن؟ ضحكت في بادئ الامر واعتبرته يمازحني ولكنه أقسم انهم فعلا وضعهم سيء جدا فمكافأة الفوز امام فلسطين في صنعاء لم يستلموها وكذا مكافأتي التعادل والتأهل والامر من ذا وذاك اعترافه بأن مكافأة التعادل امام الكويت في خليجي 18 لم يستملوها!! فقلت كيف ذلك والناس اعلنت عن ذلك؟! وأقسم بالله انهم لم يستلموها الى الآن.. ولكنهم غير قادرين على البوح بذلك وفي تلك الاثناء تدخل زميل له وأكد كلامه (دون ذكر اسميهما) بأن المكافأة لا زالت في علم الغيب.. وعندها تذكرت (الزوبعة) التي حصلت اثناء خليجي 18 عن المكافأة بعد التعادل امام الكويت والسؤال أين المكافأة؟!

رياضتنا انتهت بعد خليجي 18
لا زالت الاشارة خضراء للدخول صوب الباب الخلفي لمعرفة خفايا وأسرار يحاول البعض طمسها، وهي في الاساس مهمة ينبغي إظهارها لمعرفة المرض وعلاجه سريعا قبل استفحاله والقضاء على امل البروز والتألق بعد البزوغ في خليجي 18 فهذا لاعب (احترم رغبته في عدم ذكر إسمه) قال ان رياضتنا انتهت بعد كأس الخليج معللا بأن الاهتمام قل فحتى الملعب منعنا من قبل حارسه للدخول والتدريب وغاب الدعم المعنوي وكثير من اللاعبين (والكلام للاعب) غير مرتاحين وتمنوا الخسارة والعودة الى احضان اهاليهم بعد فترة من التنقل والسفريات والارهاق دون تكريم يليق أو اهتمام فعلي.. وتأكيدا على ذلك فقد وصلت بعثة المنتخب الى صنعاء مساء وهي مكللة بغار التأهل ولم تجد أيا من قيادة الاتحاد سوى الحافلة وسائقها.

ولم يجد اللاعبون الذاهبون الى الحديدة من صنعاء نثريات السفر واحتاروا في امرهم.. مما دعا رئيس البعثة عبدالمنعم شرهان لاعطائهم مائة دولار من (جيبه الخاص) ومع كل ما حصل يطالبون اللاعبين بالحضور الى صنعاء عصر اليوم للدخول في معسكر مغلق تأهبا للسفر إلى جمهورية مصر العربية لاستكمال الاستعداد لمباراة كوريا نهاية الشهر، وكيف سيتم التعامل مع اللاعبين في ظروف كهذه وكأنهم ليسوا من بني البشر؟

رأس حربة واحدة لا يكفي
ظهرت حاجة المنتخب لمهاجمين من نوع خاص فياسر باصهي الوحيد المهاجم الصريح ومستواه في تراجع واذا اصيب مثلا فلا بديل جاهز له، ومن هنا فالحاجة ملحة للبحث والتقصي عن آخرين ولماذا لا يجرب الكابتن محسن صالح المهاجم فتحي خبازي المنتقل حديثا الى اليرموك فهو مهاجم مكافح ومزعج في آن واحد ومن نجوم الموسم الماضي مع فريقه تضامن شبوة.. وياما في الدوري مظاليم!

محسن صالح يصرخ
من تابع منتخبنا مع فلسطين يعتقد اننا نلعب مع منتخب اقوى عتادا وموهبة منه، وهو في الاساس عبارة عن (خليط) من الشباب دون اعداد او مباريات تجريبية كما ان قوات الاحتلال الاسرائيلي منعت اكثر من اربعة لاعبين من ركائزه الاساسية من المغادرة وأبقتهم عند معابر الكرامة وغزة، وعودة لصرخة محسن صالح فهو تعب كثيرا من التوجيه والارشاد بعدم العودة الى الخلف والتكتل الدفاعي غير المبرر واعتبر ذلك التراجع بمثابة (أم المصائب) وقد أعيت من يداويها!!

جانب من الجماهير اليمنية
جانب من الجماهير اليمنية
الجمل يخرج من صمته
شوهد الكابتن حمزة الجمل مساعد مدرب منتخبنا وهو في المدرجات وحالته عصيبة لرداءة المستوى وكان الجمل قد طرد في مباراة الذهاب بعد اعتراضه على قرارات الحكم.

سالم عبدالله رجولة وبطولة
حارس مرمى منتخبنا الوطني سالم عبدالله عوض ظل في مقر اقامته في سلطنة عمان على تواصل مع عدد من زملائه للاطمئنان عليهم وحثهم على الفوز ولم ينس السلام على مدرب الحراس الكابتن سيد السويركي ومعروف ان سالم انتقل للعب ضمن صفوف نادي النصر العماني ولا زال في انتظار كرته الدولي من اتحادنا .. وبالتوفيق يا حامي الحمى!!

بين (الزريبة) والقصر العالي
ونحن نتجول في جنة الدنيا (دبي) كم شعرت بعظمة الانجازات التي تحققت ولا استطيع وصفها وتذكرت على الفور احد الاصدقاء الاعزاء ودون شعور بعثت له برسالة عبر SMS مفادها:

«بكل أسف اقول ان (الشبح) الذي نسكنه لا يستحق ان نسميه (الوطن) فشتان ما بين (الزريبة) والقصر العالي وآه يا يمن» هذه الرسالة رغم قسوتها كتبتها بأحرف من شرايين دمي وعنفوان شبابي عادت الى ذهني مرة اخرى وأنا أرى حال المصور ايمن ثلها الذي رفض إرسال بعض الصور الى «الأيام الرياضي» ثم تراجع وقال: «علشانك بارسل الصور" ولم يرسل، أحيانا يقول هات الايميل، وأحيانا أخرى بعدين وهكذا دواليك وتطوع زميلي الخلوق خالد الصعفاني في وقت متأخر بإرسال بعض الصور بعد أن (تململ) ايمن.. عندها هجمت على صورة الاستاذ الخلوق (زيزو) عبدالعزيز عمر الذي يرسل صوره لجميع الصحف اليمنية وعلى طريقة زميلي الضاحك فـؤاد بـاضاوي (طـربق.. طربق)!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى