حرب افغانستان اصبحت منسية مع تركيز واشنطن على العراق

> ولمنجنتون «الأيام» اندريا هوبكنز:

> يعمل برايان سبرلوك حاليا ضمن افراد القوات الجوية الامريكية العاملة في افغانستان الا ان زوجته ايلين برادي تعول على سماع ارسال هيئة الاذاعة الكندية لتتبع الانباء وليس على شبكة (سي ان ان) الامريكية بشأن تغطية حرب افغانسان المنسية.

واعتماد الزوجة على اذاعة كندا التي ارسلت قوات الى افغانستان ولم ترسل أي وحدة الى العراق لهو خير دليل على ان انباء افغانستان توارت على استحياء خلف جملة اعداد القتلى في العراق.

وقالت الزوجة برادي وهي ربة منزل تعمل في الصحافة بين الحين والآخر في وسط اوهايو "هذا هو السبيل الذي اتعرف من خلاله على قائمة الاخبار اليومية.. (تورونتو جلوب) و(ميل) وهيئة الاذاعة الكندية."

وفيما ركز الرأي العام الامريكي انظاره على غزو افغانستان في اكتوبر عام 2001 الذي اعقب احداث 11 سبتمبر من العام ذاته فإن بداية حرب العراق بعد ذلك بمدة 17 شهرا سرعان ما سحبت البساط من تحت اقدام الحرب الافغانية المنسية واخرجتها من دائرة الضوء حتى الوقت الراهن.

وقالت برادي البالغة من العمر 36 عاما "اتصور ان الناس يعتقدون ان الحرب قد وضعت اوزارها في افغانستان وان القوات موجودة هناك لمجرد الوجود المشرف."

ويعمل زوجها في حقل التمريض ويتمركز في قاعدة باجرام الجوية وهو يتولى علاج الجرحى من مختلف الوحدات. وتقول الزوجة "عندما اقول للناس انه ارسل الى الحرب فإنهم يفترضون انه قد ذهب الى العراق."

وفي الوقت الذي تتري فيه انباء قاتمة عن القتلى في العراق يمكن اعتبار ان افغانستان تنعم بالسلام النسبي بالنسبة للعراق. وقتل اكثر من اربعة آلاف شخص في اعمال العنف في العام الماضي وهو اشد الاعوام دموية منذ سقوط حركة طالبان عام 2001 .

وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس الأول الخميس إن 3200 جندي أمريكي إضافي سيجري نشرهم في أفغانستان لمساعدة قوات حلف شمال الأطلسي في عملية ستنفذ ضد حركة طالبان خلال فصل الربيع. وقال شون كاي وهو خبير امني واستاذ جامعي في مجال العلاقات الدولية بجامعة وزليان بأوهايو "تدهور الموقف بالفعل بصورة كبيرة." واضاف "لايزال القتال في بعض المناطق في الجنوب اكثر شدة عنه بالنسبة للعراق."

ويرابط نحو 27 الف جندي امريكي في افغانستان بالمقارنة بنحو 140 الفا في العراق. وقتل اكثر من 350 امريكيا في افغانستان وهو يمثل نحو عشر من قتلوا من العسكريين في العراق وعددهم 3100 امريكي فيما ارتفع ايضا عدد القتلى من المدنيين الامريكيين في العراق.

وقال كاي ان الامر يتطلب اعادة التركيز الاعلامي على افغانستان كما انها تحتاج الى أكثر من ذلك.. اي الاموال والقوات وهو مطلب مهم على الساحة السياسية فيما تتعرض خطة بوش لمضاعفة حجم القوات في العراق لانتقادات من جميع الجبهات.

وقال كاي وهو يعترض بقوله إن مستوى الزيادات الطفيفة في القوات الامريكية في افغانستان ليس كافيا "اذا شئت ان تعضد فعلا حجة مدى اهمية زيادة حجم القوات فإن تطبيق ذلك يسرى على افغانستان في الوقت الراهن بصورة اكبر من العراق."

وفيما اعترض كثيرون من المرشحين للرئاسة في الولايات المتحدة ومنهم الديمقراطية هيلاري كلينتون على ارسال مزيد من القوات الى العراق ويرجع السبب في ذلك جزئيا الى انه سيقلل من حجم القوات في افغانستان فإن كاي لا يشعر بالتفاؤل بشأن تحول التركيز السياسي.

ويقول كاي ان من المهم اتخاذ اجراء في اسرع وقت.

وفي عام 2005 فيما كانت حربان مستعرتين مع نقل مزيد من القوات كل يوم كان الميجر وليام ايوينج في انتظار دوره للانتشار. ولم يجادل الحرس الوطني في كنتاكي بشأن ارساله الى هذه الحرب او تلك الا ان ايوينج وهو اب لثلاثة اطفال قال انه شعر بسعادة لان العراق لم يكن من نصيبه.

وقال ايوينج وهو من قدامى المحاربين الذي كان ضمن قوات مشاة البحرية في حرب تحرير الكويت عام 1991 "كنت مسرورا للذهاب الى افغانستان الا ان الامريكيين يعتقدون على سبيل الخطأ ان الجنود الذين يتوجهون الى افغانستان ظروفهم اسهل او افضل او انها ليست بهذه الدرجة من الخطورة. لكنني ما لبثت ان ادركت ان الامر ليس على هذا النحو."

وقضى ايوينج البالغ من العمر 39 عاما من منتصف عام 2005 حتى عام 2006 وهو يعكف على تعليم الجنود الافغان كيفية استعمال الكمبيوتر وتحسين الاتصالات وتعرضت القاعدة التي يعمل بها لهجوم بالصواريخ الا انه كان محظوظا وقال انه شخصيا لا يعرف ان كان احدهم قد قتل.

وبعد عودته الى كنتاكي قال انه لا يرى ان الحرب في افغانستان غير مهمة وكل ما في الامر انها تبدو اقل اهمية لقلة الحجم النسي للقوات هناك.

وقال ان الانباء الخاصة بأفغانستان تكتسب اهمية اقل واضاف "في ذيل الصفحة هناك دائما خبر او اثنان عن افغانستان مقابل من 10 الى 15 خبرا عن العراق."

وبعد عودتها الى اوهايو تبادلت برادي الرسائل الالكترونية مع زوجها ويتصل هو بها تليفونيا في معظم الايام ليحادث ابنتهما بيرل البالغة من العمر اربع سنوات.

واتفق الزوجان على ان يصارح كل منهما الآخر بشأن اي مشاكل قد تواجه اي منهما ومنها الهجمات التي تتعرض لها القاعدة الجوية التي يعمل بها الزوج والحزن الذي تشعر به الابنة بيرل لغيابه الا انه لم يعد بمقدور برادي رغم ذلك ابلاغه بكل شيء.

وقالت برادي "لم أقل له إن الناس لا يعرفون بالضبط الموقع الجغرافي لافغانستان.. ليس بمقدوري ان اقول له ذلك." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى