تخرجت ولكن..!

> «الأيام» عبدالله علي عثمان/خورمكسر- عدن

> إن المتصفح والناظر لمشاعر الخريجين من الجامعات في الجمهورية اليمنية التي تنص أهداف ثورتها على إزالة الفوارق والامتيازات الطبقية، وكذلك رفع مستوى الشعب سياسياً واقتصادياً وثقافياً، فسوف يرى ويقرأ عبارات اليأس والإحباط واضحة على وجه كل خريج جامعي . إذ ان الناظر يرى نفسه مضافاً إلى الأكوام من الخريجين الذين قدر الله عليهم أن يكون مصيرهم في أياد لا ترحم فصاروا عاطلين عن العمل بعد أن أضناهم السهر وأجهد أهليهم الشقاء لتوفير متطلبات الكليات آملين أن يستريحوا معاً في نهاية المشوار الطويل المضني ولكن مع الأسف فما أن يتسلم أحدهم شهادته حتى يقع في حيرة من أمره فأي الأبواب يطرق؟ وأي السبل يسلك؟ وذلك بعد أن تاه الكثير وسدت الأبواب أمامهم فقد أصبحت الوظائف مقصورة على أبناء الطبقات المسئولة في الدولة أصحاب الوجاهات والتجار. اما أبناء (الغلابى) فهم مقهورون وسيظلون مغلوبين على أمرهم إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، وإلى أن نغير ما بأنفسنا. وها نحن اليوم نرى أنفسنا معادلة بسيطة تحمل طرفين اثنين وهي :

خريج بتقدير مقبول + مبلغ مالي أو (وسيط) = وظيفة .

وفي المقابل إذا كنت حتى بتقدير ممتاز ولا تحمل الطرف الثاني والأهم فلم ولن تحصل على الوظيفة، وهذا ما جعل الكل يتلفظ وبتكرار (الوساطة فوق القانون)، فإذا هي هدف ثورتنا التي حققناها والتي تكتب على صدر كل عدد من أعداد الصحف الرسمية مؤكدة لنا استهتار وعبث المتسلطين ولا أظن أن هذا سيدوم لأهله، بل ستخلق جيلاً ناقماً وتعجز كل الوسائل عن رد غضبه ولو وظفت كل الوسائل الإعلامية التي توظف اليوم ضد بعض من ضاق بهم الوضع ذرعاً. وأخيراً:

فالشعب لو كان حياً ما استخف به ** فرد ولا عاث فيه الظالم النهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى