قرار (أفزع) الناس!

> أحمد محسن احمد:

>
أحمد محسن احمد
أحمد محسن احمد
نعتقد أن ما يحدث في جامعة عدن اليوم له أبعاد ومضامين يقرأها الكثيرون بصورة واضحة.. إذ إن إخراج هذا العدد المتميز من الكفاءات العلمية التي لم تصل إلى هذا المستوى ببساطة هو في حد ذاته يشكل هدراً علمياً لا ترضى به دولة تنهج (حسب خطاب قياداتها السياسية) النظام والقانون، خاصة وأن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أثقل ظهر المواطن في اليمن بجرعاته المتعددة والمتلاحقة لا يرضى بخروج الكادر المحلي اليمني ليستبدل بالمتعاقد الأجنبي الذي لا يرضى إلا بالدولارعملةً وأجراً مقابل عمله!

إن هذا الإجراء لا يخطر على بال إنسان عاقل ومحب لبلده الغالية اليمن ما لم يكن له مضمونه الذي يعشعش في أذهان أصحاب هذا القرار ويكشف النوايا المبيتة لإفراغ هذا الصرح العلمي الراقي من مضمونه ومحتواه!.. وإذا كان هناك- كما يقال- وراء الأكمة ما وراءها لإعادة استثمار الشواغر تحت مسمى (ديمغرفة جامعة عدن) كما يجري مع مختلف المرافق في عدن.. والشواهد كثيرة.. فكم هي المرافق والمؤسسات الاقتصادية والخدمية التي ارتج وترنح حالها ووضعها بسبب هذه الإجراءات الخالية من الوعي وإدراك العواقب الوخيمة؟! فالأمم والبلدان في العالم تتباهى وتضاهي نظيراتها بالقدرات والكفاءات العلمية التي تزين بها أوضاعها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية!.. فرجال العلم والمعرفة وبالذات كوادر الجامعات في العالم لا تقاس خدماتهم بالسنوات التي يقضونها في أعمالهم.. بل يتم قياس أهمية الكادر أو الكفاءة بتلك العقول النيرة التي تحمل مشاعل النور للشعوب كي تمضي في طريقها الصحيح نحو الرقي والتطور والحضارة!

وفيما يخص أحداث جامعة عدن فإنني أذكر هنا المذبحة الشهيرة التي تمت لكوادر البلد في الشطر الجنوبي بعد الاستقلال.. وكلنا يذكر تلك التصفيات الجماعية للكوادر المعروفة والكفاءات العالية التي كانت تدير البلاد حينها .. فتمت المذبحة الشهيرة لتصفية ذلك الكم الهائل من الكوادر في ذلك الزمن الفائت.. واليوم يظهر جلياً أن (إجلاء) كوادر جامعة عدن من مواقعهم وهم الأقدر على تقديم العطاء الزاخر يمثل لنا مذبحة مماثلة لتلك المذبحة الإدارية في ذلك الزمن .. فهل نقول.. ما أشبه الليلة بالبارحة!

في الأخير نقول.. إنه - وتحت شعار المصلحة العليا للوطن والمواطن- ينبغي التنبه إلى خطورة هذه الخطوة وتحكيم العقل والمنطق والعودة إلى الشعور بالمسؤولية والحفاظ على ثروة البلاد من الكوادر التي لا يمكن لنا الاستغناء عنها.. وتحكيم العقل هنا بعدم توسيع الهوة في الاتجاه العام الذي تتصارع فيه أمواج الاضطرابات وعدم الاستقرار الذي تسببه بعض المرافق بقياداتها التي تتعنت وتتعمد تجاهل خطورة المواقف المؤثرة والموجعة لمسار الوطن الغالي.. اليمن السعيد!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى