كاتب مصري يصر على تحديه وسخريته برغم الصعوبات

> القاهرة «الأيام» علاء شاهين :

>
الكاتب الصحفي المصري إبراهيم عيسى
الكاتب الصحفي المصري إبراهيم عيسى
يشبه الكاتب الصحفي المصري إبراهيم عيسى دوره في المشاق التي يلاقيها منذ تسعة أعوام مع السلطات بما لقيته شخصيتا زورو أو روبن هود في كونه بطلا شعبيا مزعجا دائما ما يسبق العدو بخطوة.

وعرف عن عيسى انتقاده اللاذع للرئيس حسني مبارك وهو كاتب له شعبية كثيرا ما لعب لعبة القط والفأر في مواجهة المسؤولين الذين يسبب لهم الإزعاج.

وحينما أغلقت صحيفته الأسبوعية "الدستور" في عام 1998 تمكن عيسى من تجاوز حظر على كتاباته وكتب مقالة في الصفحة الأولى لصحيفة أخرى يهاجم فيها الحكومة باسم مستعار وكانت صورته بجوار المقالة.وقال "كان الأمر مثل زورو يبعث لخصومه رسالة (مع تحياتي زورو)."

وعند منع صحيفة الدستور من الصدور أدار عيسى صحفا من وراء الكواليس وقدم برنامجا تلفزيونيا. وحينما أوقفت السلطات برنامجه التلفزيوني السياسي قدم برنامجا دينيا وكان مخرجا لبرامج أخرى.

وحينما صودرت روايته "مقتل الرجل الكبير" عام 1999 بسبب الإسقاطات الواضحة على الرئيس حسني مبارك تسربت إلى السوق عشرات النسخ منها.

وقال عيسى وهو رجل مرح يميل إلى البدانة لرويترز في مكتبه بصحيفة الدستور التي أعاد إصدارها عام 2005 "كنت أقاوم في البداية لأني لم أكن أتصور ان النظام المصري غبي وضيق الأفق وهش الى درجة أن يستهدف صحفيا."

وأضاف ضاحكا "بعد قليل لما تيقنت ان هناك استهدافا واضحا تحول الموضوع (إلى ما يشبه) علي الزيبق. وعلي الزيبق في الفولكلور المصري ممكن تعتبره مثل (بطل شعبي) بيعمل مقالب في النظام وصاحب الشرطة ويضربه على قفاه كنت... أجهز الجريدة للطبع وأقعد أضحك جدا لأنني وترتهم وجعلتهم يلاحقون الجريدة في المطبعة قبل النشر."

ووزعت روايته بشكل رسمي في العام الماضي خلال فترة أدت فيها الحملة الأمريكية من أجل مزيد من الديمقراطية في الشرق الأوسط لإيجاد مساحة أكبر للمعارضة السياسية والفكرية.

وأدت مقاومة عيسى وانتصاره فيما يبدو إلى رفعه لمصاف الأبطال بين كثير من الصحفيين ومنتقدي الحكومة. ولكن حينما فقدت حملة الديمقراطية الأمريكية قوتها مني بانتكاسة جديدة.

ففي يونيو حزيران قضت محكمة في القاهرة بادانة عيسى بالقذف بحق مبارك وأمرت بحبسه لمدة عام,واستأنف عيسى ضد الحكم الذي أدانته جماعات حقوق الإنسان المحلية والدولية,وتستأنف المحاكمة اليوم.

وأضاف قبل جلسة المحكمة "انا مترقب ولست قلقا.. لا يمكنني اشراك الآخرين في السيناريوهات المحتملة حتى لا أبدو قلقا."

ولكن المحاكمة لم تؤثر على انتقاده للسياسات الاقتصادية والسياسية لمبارك الذي كثيرا ما يصفه بانه "الدكتاتور الفرعون". وتقول الحكومة ان مثل هذا الانتقاد يتجاوز الحد القانوني.

ويوجه بعض مؤيدي الحكومة اتهاما لعيسى بانه أداة بيد الولايات المتحدة فيما يربطه آخرون بالإخوان المسلمين.

ويقول آخرون انه شيعي موال لإيران. ويرجعون ذلك لأسباب منها ان كتاباته تضمنت إشادة ببعض الشيعة.

وتساءل عيسى "كيف أكون مواليا لامريكا ومواليا لإيران في نفس الوقت كيف أكون مع الاخوان المسلمين وشيعيا؟.. هذه حماقة."

وخلف مكتبه هناك صورتان واحدة لحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني وللثائر الأرجنتيني تشي جيفارا.

ويشيد محبوه به بوصفه كاتبا موهوبا أحيى النهج الساخر في الصحافة المصرية وأضاف اللهجة العامية المصرية إلى المادة المطبوعة كي يسهل مخاطبة العامة مع تمكنه في الوقت ذاته من كتابة سبع روايات و11 كتابا.

وتروي رواية "مقتل الرجل الكبير" بشيء من السخرية الساعات الأخيرة من حياة دكتاتور من الشرق الأوسط والصراع على السلطة الذي يعقب اغتياله.

وفي إحدى المرات حينما يسمع الرئيس أناسا يشتكون من ارتفاع عدد الوفيات في المستشفيات فإنه يقول لوزيره أن يعلق الآية القرآنية "كل نفس ذائقة الموت" على مدخل كل مستشفى. ويقول الرئيس وفقا للرواية "ولنر كيف سيعارضون إرادة الله."

ويقول عيسى ان حلم حياته هو التوقف عن الكتابة في أي موضوع آخر والتفرغ لكتابة الروايات والكتب الأخرى. وأضاف مبتسما "عندي مشروع كتاب بالفعل لو دخلت السجن." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى