واقعنا الدراسي

> «الأيام» وجدي محمد الشعبي / عدن

> فصل دراسي انتهى ونحن نعيش في واقع دراسي تنهمر الدموع حزنا عليه وهي تعبر لتحرق الخدود وتغير تقاسيم الوجه المتصحر بالبؤس إلى صخور صلبة قاسية تحمل هموم ومصير واقع دراسي مرير جعل مستقبل التعليم في بلدنا السعيد كسيل يحمل غثاء التجهيل والضياع، في ظل هذا الواقع أشعر أنني بحاجة إلى البكاء على التعليم والتحسر عليه، خاصة حينما أرى كل صباح ذلك الطفل البريء الذي يحمل أحلاما مقتولة جعلته يغادر مدرسته بحثا عن لقمة عيش له ولأسرته، ودفعته الظروف القاسية إلى حمل الكاسيتات والصحف وأدوات الزينة والروائح المعطرة، وتركته الحياة يتجول على الأرصفة والطرقات والشوارع، أو أن يحمل تقارير طبية ويلقي بنفسه ممتدا على بوابة المساجد وحرم الكليات وبوابات المؤسسات وفرزة الحافلات وكل جولة يتواجد فيها أهل الخير طالبا منهم مد العون له والمساعدة، ومنهم من تحول إلى سلعة يتاجر بها عبر حدود الدول المجاورة.

حتى وأنا في الجامعة وعلى مستوى الدراسة الأكاديمية لم أجد أبسط حقوقي الدراسية كطالب جامعي.

ولم تقم الكلية والجامعة بتوفيرها كضرورة ملحة من ضروريات التعليم الجامعي ابتداء بالمبنى الذي يهدد حياتنا قبل آمالنا ومستقبلنا، وانتهاء بالمعلم وكتابه القديم والمحرف حسب طبيعة الزمن واحتياجاته والذي يزرع هو الآخر اليأس والقنوط في نفوسنا، بل لم أجد حتى رائحة الهواء الدراسي النقي أثناء عبوري وتجوالي في ممرات وقاعات المحاضرات القريبة من أنهار المجاري الطافحة للكلية وما جاورها، والتي إن سلمت من قذارتها وحشراتها الناقلة للداء لن تسلم من الحشرات الناقلة للتقارير العمياء، وكان الله في عون كل من جاء إلى هنا حالماً بالانتساب إلى بلاط صاحبة الجلالة وحاملا هموم وأحزان هذا الوطن المليء بالتناقضات كما هو حالي أنا كاتب هذه السطور (الجريحة).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى