قمة أولمرت وعباس تختتم بوعد مبهم

> القدس «الأيام» سو بليمنج :

>
وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس تتوسط الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت
وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس تتوسط الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت
اختتمت المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية التي استضافتها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في فندق بالقدس أمس الإثنين دون دلائل تذكر على تحقيق تقدم بشأن إحياء محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة باستثناء وعد مبهم بالاجتماع مرة أخرى.

وشارك رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس في المحادثات التي ركزت في جانب منها على اتفاق تشكيل حكومة وحدة فلسطينية الذي أنهى الاقتتال بين حركتي حماس وفتح ولكنه ألقى بظلال من الشك على فرص احلال السلام مع اسرائيل.

وقالت رايس قارئة من بيان مشترك بعد المحادثات التي استمرت اكثر من ساعتين "أكدنا نحن الثلاثة التزامنا بحل يستند الى قيام دولتين واتفقنا على انه لا يمكن ان تولد دولة فلسطينية من العنف والارهاب."

وأضافت أن الزعيمين "أكدا مرة أخرى قبولهما للاتفاقات والالتزامات السابقة" بما في ذلك خطة خارطة الطريق التي تحدد خطوات متبادلة يتعين على الفلسطينيين والإسرائيليين القيام بها لإقامة دولة فلسطينية,واوضحت ان أولمرت وعباس سيجتمعان ثانية قريبا.

ولم تذكر رايس موعدا محددا ولكنها قالت إنها تتوقع العودة إلى المنطقة قريبا. وقال مساعد لعباس إن لجانا مشتركة ستجتمع في غضون عشرة أيام للتحضير للمحادثات مع أولمرت.

وقال شون مكورماك المتحدث باسم رايس "لم يتحدد موعد لمحادثات ثلاثية أخرى." واضاف ان مثل هذه المحادثات "ستكون الاداة التي يمكن للجميع اللجوء اليها واستخدامها عندما يرى الجميع انها مفيدة."

ولم يعقد مؤتمر صحفي مشترك بعد الاجتماع ولم يظهر عباس وأولمرت مع رايس عندما تلت البيان.

وذكرت رايس أن أولمرت وعباس بحثا الاتفاق الذي وقعته حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني مع حماس لتشكيل حكومة وحدة وهو اتفاق لم يلب المطالب الدولية بشأن السياسة تجاه اسرائيل.

وقال أولمرت في تصريحات لحزبه كديما نقلتها وسائل الإعلام بعد الاجتماع إن إسرائيل والولايات المتحدة اتفقتا على مقاطعة الحكومة الفلسطينية التي لم تشكل بعد ما لم تنبذ العنف وتعترف بإسرائيل وتقبل اتفاقات السلام المؤقتة.

ولم تتطرق رايس لهذه القضية خلال تصريحاتها الموجزة لكنها أشارت إلى أن لجنة الوساطة الرباعية المعنية باحياء عملية السلام في الشرق الأوسط المتوقفة منذ ستة أعوام متمسكة بموقفها بضرورة تلبية هذه الشروط.

وقال أولمرت مشيرا الى اللجنة التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة إنه يشكر واشنطن "لموقفها الثابت عدم الاعتراف بحكومة لا تقبل مباديء اللجنة الرباعية".

ووضع أولمرت شروطا إضافية لإنهاء مقاطعة إسرائيل لأي حكومة وحدة ومن بينها وقف الهجمات الصاروخية التي ينفذها نشطاء فلسطينيون من قطاع غزة والإفراج الفوري عن جندي إسرائيلي خطفه نشطاء في يونيو حزيران.

وقال صائب عريقات وهو مساعد لعباس إن رايس أوضحت أنه يتعين على أي حكومة فلسطينية أن تقبل الاتفاقات والالتزامات السابقة.

وفي غزة قال رئيس الوزراء إسماعيل هنية وهو من زعماء حماس إنه يتعين على واشنطن أن تغير موقفها لأن برنامج حكومة الوحدة "فيه مساحة واسعة للتحرك السياسي."

وقال مكورماك إن ثلث وقت الاجتماع خصص لمناقشة حكومة الوحدة التي تصدرت جدول أعمال المحادثات.

ومن المقرر أن يجتمع أعضاء اللجنة الرباعية في برلين يوم الأربعاء لمناقشة اجتماع أولمرت وعباس وكيفية التعامل مع الحكومة الائتلافية الجديدة.

وساعد اتفاق تشكيل حكومة الوحدة الذي تم التوصل إليه في مكة هذا الشهر في إنهاء الاقتتال بين فتح وحماس الذي أسفر عن سقوط 90 قتيلا في الأسابيع الأخيرة.

ومن شأن مقاطعة الولايات المتحدة للحكومة الحيلولة دون استئناف المساعدات المباشرة من الجهات المانحة الغربية للسلطة الفلسطينية والتي قطعت بعد فوز حماس على فتح في الانتخابات التشريعية قبل عام.

وتسعى بعض الدول الاوروبية من أجل تخفيف الحصار وقد تمد السعودية التي قامت بالوساطة في التوصل لاتفاق حكومة الوحدة هذه الحكومة بما يكفي من الأموال لصرف الرواتب المتأخرة للموظفين الفلسطينيين.

وقال دبلوماسي غربي مشارك في المحادثات "يوجد مجال للأوروبيين لفتح ثغرة في درع الحصار."

وتسعى الولايات المتحدة التي تعثرت خطواتها في العراق لاحراز تقدم على صعيد حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقالت رايس إن لهذه المسألة أولوية بالنسبة لها خلال ما تبقى من فترة عملها.

(شارك في التغطية ادم انتوس ووفاء عمرو ومحمد السعدي في رام الله ونضال المغربي في غزة) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى