غضب روسيا ازاء مشروع الدرع الاميركية لا يعني العودة الى الحرب الباردة

> بروكسل «الأيام» باسكال مالي :

> قال محللون ان اعلان روسيا نيتها تعزيز قدراتها العسكرية في حال نصبت الولايات المتحدة درعها المضادة للصواريخ على مشارفها في اوروبا، لا يعني العودة الى الحرب الباردة.

وتقول الولايات المتحدة ان بسط هذه الدرع الى بولندا وتشيكيا لا يستهدف روسيا التي لا يمكن باي حال وقف ترسانتها الكبيرة والحديثة بل ردع دول تعتبرها الولايات المتحدة غير مسؤولة مثل ايران وكوريا الشمالية ومنعها من اطلاق صواريخ باتجاه الاراضي الاميركية.

وفي حال اطلقت ايران صاروخا عابرا للقارات باتجاه الساحل الشرقي للولايات المتحدة فانه سيحلق فوق اوروبا الوسطى.

وقال خبير عسكري في حلف شمال الاطلسي انه في هذه الحالة "سيكون الوقت المتوفر لاعتراض الصاروخ بين ثلاث وخمس دقائق".

غير ان هذه الاعتبارات التقنية التي شرحتها الولايات المتحدة لم تمنع الرئيس الروسي فلادمير بوتين من التأكيد في الثامن من شباط/فبراير امام مؤتمر الامن في ميونيخ بلهجة حادة ان المشروع الاميركي "لا علاقة له بالتهديدات الحالية في العالم".

ورأى ان هذه الخطوة واجراءات اخرى اتخذها الحلف تخل بالتوازن العسكري على حساب روسيا.

واعلن المسؤولون الروس تعزيز ترسانتهم العسكرية من الصواريخ العابرة للقارات (مداها يبدأ من خمسة الاف كلم) وهددوا بالتخلي عن المعاهدة الروسية الاميركية لسنة 1987 التي ازيلت بموجبها الصواريخ القصيرة المدى اي تلك الموجهة الى اوروبا.

وقال اتيان دي دوران خبير الدراسات الامنية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس ان "غضب موسكو ناجم عن مزاج سيء وشعور مفهوم تاريخيا بالهشاشة لفقدانها منطقتها العازلة السابقة في اوروبا الشرقية، اكثر من الواقع العسكري".

واضاف ان "نشر صواريخ يبلغ مداها من 500 الى 5500 كلم في مواجهة بين الشرق والغرب اشبه بالحرب الباردة التي عفا عنها الزمن".

وتابع انه "لدى الروس في حال الخطر الامكانية لاعادة برمجة اهداف كافة انواع الاسلحة التي يملكونها من الصواريخ البالستية الى الصواريخ ارض-ارض الى قذائف الغواصات".

واوضح ان "روسيا قد تضطر بالتأكيد لتجديد نظامها للانذار بالاقمار الاصطناعية الذي تشير بعض المصادر الى انه لم يعد بحالة جيدة جدا"..غير انه اشار الى ان موسكو تملك الامكانات المالية لتطوير ترسانتها.

وللاحتماء من الصواريخ البالستية التي يفوق مداها خمسة الاف او ستة الاف كلم استثمر الاميركيون منذ سنوات في ثلاثة انظمة هي - نظام وطني ومقره الاسكا وكاليفورنيا، لوسائل اعتراض للصواريخ تتدخل في المرحلة الاخيرة حين يعود الصاروخ الى المجال الجوي.

- نظام مداري قادر على تدمير صواريخ في منتصف الطريق. وهو نظام لم يبلغ مرحلة تشغيله حتى الآن بسبب صعوبات جمة في تصنيعه.

- واخيرا نظام متقدم مضاد للصواريخ ينصب خارج الاراضي الاميركية وموجه للصواريخ لدى اطلاقها وله قاعدتان في فيلينغديل (بريطانيا) وتولي (غرينلاند).

وبغرض انهاء هذه المنظومة الاخيرة اعلنت الولايات المتحدة في 22 كانون الثاني/يناير بدء مفاوضات مع بولندا وتشيكيا لاقامة عشر محطات اعتراض ورادار فيهما.

ولكن في الواقع وبحسب ملف عن التحكم العسكري في المجال الجوي لمركز الدراسات لوزارة الدفاع الفرنسية فان روسيا لا تزال متفوقة في السباق الازلي في الصواريخ والصواريخ المضادة، لامتلاكها الصاروخ العابر للقارات "اس اس-27 توبول-مي" من الجيل الاخير.

وهذا الصاروخ قادر لسرعته وقدرته على المناورة على اختراق كافة الاجراءات المضادة للصواريخ البالستية المتخذة منذ سنوات من قبل الاميركيين. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى