الحكومة العراقية منقسمة حول حادثة اغتصاب محتملة لسيدة عراقية

> بغداد «الأيام» ا.ف.ب :

>
المواطنة صابرين الجنابي
المواطنة صابرين الجنابي
انقسمت الحكومة العراقية حول تاكيدات سيدة عراقية انها اغتصبت من قبل ضباط شرطة عراقيين مشاركين في تنفيذ خطة بغداد الامنية الجديدة، اذ نفى رئيس الوزراء نوري المالكي (شيعي) الواقعة بينما اكد مستشار لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي (سني) ان تقريرا طبيا اميركيا يؤيد مبدئيا اقوال السيدة.

وكانت هيئة الوقف السني، ابرز مؤسسة دينية سنية في العراق اتهمت أمس الأول قوات عراقية ب"اغتصاب المواطنة صابرين الجنابي" مؤكدة ان الحادث وقع "في حي العامل (جنوب غرب بغداد) حيث اعتقلت من قبل قوات حفظ النظام التابعة لوزارة الداخلية".

وظهرت السيدة المعنية في ما بعد على قناة الجزيرة الفضائية واكدت انه تم اغتصابها من قبل عدة ضباط عراقيين.

وسارع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مساء أمس الأول الى اصدار بيان يؤكد فيه انه امر باجراء تحقيق فوري في هذه الحادثة وتعهد ب "بانزال أقسى العقوبات بحق جميع المتورطين في الحادث".

ولكن المالكي عاد واصدر بيانا ثانيا بعد ساعات اكد فيه ان الواقعة مختلقة وانه قرر "تكريم الضباط" المتهمين زيفا فيها.

واكد بيان صدر عن رئاسة الوزراء العراقية في ساعة مبكرة صباح أمس الثلاثاء انه "اثر التحقيق الفوري الذي اجرته اللجنة التحقيقية التي تم تشكيلها بأمر رئيس الوزراء للتأكد من صحة إدعاءات صابرين الجنابي التي قالت إنها تعرضت للاغتصاب من قبل ضباط في حفظ النظام، فقد ظهر وبعد إجراء الفحوصات الطبية ان صابرين لم تتعرض لأي إعتداء جنسي على الإطلاق".

واضاف البيان انه "بعد أن تأكد زيف هذه الإدعاءات فقد أمر السيد رئيس الوزراء بتكريم هؤلاء الضباط الشرفاء".

غير ان مستشار نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي قال لوكالة فرانس برس ان بيان رئاسة الوزراء "يتضمن كلاما اعلاميا وليس فيه شئ من الصحة" مؤكدا ان "هذا الملف بيد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي وانه كلفه (بصفته مستشاره لشؤون حقوق الانسان).

واضاف عمر الجبوري "لدينا تقرير طبي من مستشفى ابن سينا وهو مستشفى اميركي محايد يؤيد ابتداء ما قالته السيدة".

وتابع ان التقرير "احيل على لجنة مختصة من الاطباء العراقيين لفحصه وينتظر ان تصدر هذه اللجنة تقريرها" أمس.

واكد ان اسم السيدة الذي اذيع في وسائل الاعلام هو اسم مستعار "ونحن لدينا اسمها الحقيقي" نافيا ما ورد في بيان رئاسة الوزراء العراقي بشان صدور ثلاث مذكرات اعتقال بحقها.

واضاف ان القوات العراقية اعتقلت هذه السيدة "قرابة الساعة الحادية عشرة صباح امس الاول واقتادتها مع 10 معتقلين اخرين الى مقر الفوج الثاني التابع للواء السابع لقوات حفظ النظام في حي العامل (في جنوب غرب بغداد) وخلصتها القوات الاميركية عند وصولها بعد ساعتين الى مقر الفوج الثاني".

وتابع ان "القوات الاميركية نقلت السيدة الى مستشفى ابن سينا (الخاضع لاشراف القوات الاميركية) في المنطقة الخضراء حيث اجريت لها فحوصات طبية ووضع تقرير يؤيد ابتداء ما قالته".

واكد انه "وفقا لما قالته هذه السيدة فان احد المعتقلين العشرة الذين كانوا معها في مقر الفوج الثاني لقوات حفظ النظام قتل امامها من قبل القوات العراقية بينما اختفى اثنان اخران".. وقال ان السيدة "خرجت صباح امس من مستشفى ابن سينا".. وامتنع الجيش الاميركي عن تاكيد او نفي تصريحات السيدة العراقية.

وقال كريستوقر غارفر المتحدث باسم القوات الاميركية انه "لا يستطيع تاكيد او نفي المعلومات" المتعلقة باغتصاب السيدة العراقية.

وياتي الانقسام بين المسؤولين السنة والشيعية داخل الحكومة العراقية حول هذه الحادثة في الوقت الذي يسعى فيه رئيس الوزراء العراقي الى تامين اوسع دعم ممكن لخطة بغداد الامنية الجديدة الجديدة "فرض القانون" التي تستهدف انهاء العنف الطائفي في العراق.

وتعكس كذلك مخاوف وتحفظات المسؤولين السنة الذين اعادوا التاكيد مؤخرا علي ان نجاح خطة بغداد الامنية يتطلب "تطهير" الاجهزة الامنية التي يؤكدون انها مخترقة من قبل عناصر ميليشيات شيعية,وبدا هذا التجاذب واضحا في بياني المالكي وهيئة الوقف السني.

فقد اتهم بيان رئاسة الوزراء "بعض الجهات المعروفة بافتعال هذه الضجة بهدف التشويش على خطة فرض القانون والإساءة إلى قواتنا المسلحة التي تلاحق المنظمات الإرهابية وتعمل على إعادة الأمن والإستقرار لبغداد العزيزة وباقي مدن العراق".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى