اتفاق الشرف والمبادئ بين مكاتب الطلاب والشباب في الأحزاب ..امتحان لصدقية الأحزاب ومستقبل التفاهمات الوطنية.. والعبرة بحمايته وتنفيذه!

> محمد سعيد سالم:

>
محمد سعيد سالم
محمد سعيد سالم
كل خطوة تخدم استقرار هذا الوطن وتطوره، لا بد من دعمها وإعلاء شأنها,والذي يعمل في غير هذا الاتجاه (شريك) في صناعة التدمير، و(أداة) أساسية في القضاء على هوية الإنسان اليمني وقيمه وفي وأد (أحلام) الأجيال من أبنائنا .. كلنا.

هذا الشعور ينتابنا عند كل (منعطف) لمسيرة الحياة في بلادنا ولدى كل (مفصل) تاريخي لحركة الأحداث، حتى ولو كان عند محطة سيارات الأجرة، عندما يضرب السائقون احتجاجا على تحصيل زيادة في الضرائب، أو لحظة صرف مرتبات موظفين وعمال لا تأتي في وقتها، أو عندما يتجاسر مسؤول أو قائد عسكري على حرمان مواطن من حقه في التعبير أو في الترقية أو في الحصول على استحقاق مالي أو استعادة حق في الأرض أو في السكن أو غير ذلك من مفاصل الحياة ومنعطفات الأحداث.

المصالح الحزبية والسياسة
هكذا في السياسة عندما تنطلق المواقف والخطوات فيما لا يخدم استقرار اليمن وتطوره، فيقلق المرء منا على مستقبله ومصير أبنائه وأهله عندما تضع الأحزاب وقوى العمل السياسي والوطني المختلفة (الأولوية) في تنافسها على الانتشار، والطريق إلى السلطة لمصالحها الحزبية الضيقة ومصالح مراكز القوى التي لا تفكر أبعد من عدد الأرقام في رصيد مالي إضافي، أو مساحة قدرتها على الاتساع في السيطرة والنفوذ. وفي هذا لا تختلف الأحزاب كثيرا، قد يكون الاختلاف ملموسا في مساحة كل حزب وكل مركز قوة داخل نطاق السلطة وما يتبعها أو في الأطراف السياسية والاجتماعية الأخرى وما يتصل بها.

الأمن الاجتماعي والمعيشي
في السنوات المنصرمة من عمر (وطن الوحدة) مرت الكثير من التجاذبات السياسية وحركة الأحداث، قاسية على الناس، فقد أضافت على كاهلهم أعباء من كل نوع، فلم يحقق لهم التنافس على السلطة أي نقلة معيشية إيجابية تحقق لهم شعورا بأمن معيشي واجتماعي، ولم يجد الناس في الحديث (الطوفاني) عن الديمقراطية ما يجنبهم (الارتهان) لوصفات (القمع الإصلاحي الخارجي) من دول مانحة، أو مصارف دولية وغيرها.

الفكر الأناني السائد
لم تتحرك الأحزاب والقوى السياسية والوطنية وحتى القبلية خارج نطاق الفكر الأناني والطارد للتطور والاستقرار والوحدة الوطنية، وبخاصة السلطة التي تملك أدوات التأثير الأكبر والقدرة على المبادرة وتفعيلها ضمن أهداف وطنية عليا يلمسها المواطن وليس حزبية. وفي مثل هذه الأهداف ما يكفي لزيادة الرصيد الشعبي والأخلاقي لأي طرف يعمل عليها، فالناس يريدون (قادة ومسؤولين) يمنحونهم (الأولوية) بدلا من الأولوية الحالية للمحيط الحزبي أو المناطقي أو القبلي أو الشخصي أو ما شابه.

«الأيام» .. التفاؤل والأسباب
لذلك عندما أبرزت «الأيام» في عددها رقم 5017 خبر اتفاق الشرف والمبادئ بين مكاتب الشباب والطلاب في المؤتمر والإصلاح والاشتراكي فيما يخدم وحدة الحركة الطلابية على أسس نقابية وديمقراطية، مع إشراك الاتحاد العام للطلاب العرب في عملية التنفيذ، أحدث ذلك أصداء تفاؤل عريضة بين الناس، حول (مبادرة نوعية) للتفاهمات الوطنية. والأسباب كثيرة:

أول الأسباب: أن الطلاب والشباب هم وقود المستقبل، وإشعال النار وسط هذا الوقود من خلال إخضاعهم لتنشئة قائمة على منطلقات حزبية ضيقة الآفاق أو ولاءات ضارة بمستقبل الوطن ووحدته، قد يبدد كل أمل في الحفاظ على وحدة الوطن وهويته واستقراره وتنميته.

ثانيا: وضع الطلاب والشباب على طريق له شرف وقيم ومبادئ يوقعونه بأيديهم مثلما حدث في اتفاق المبادئ والشرف، يضع الأولوية في التنافس على حب الوطن ومصلحته ومصلحة العلَم، والانتماء الوطني، وما يتصل به نحو مستقبل العملية الديمقراطية ، التي لا بد أن تقوم وفقا لحاجات يمنية وخصوصية وطنية.

ثالثا: سيقدم الاتفاق صورة معبرة لنوع التفاهمات الوطنية التي نتمنى أن تعمل بها الأحزاب والقوى الوطنية والقبائل والمنظمات الأخرى باختلاف صورها، بما يعزز الاصطفاف الوطني في خدمة أهداف وتطلعات الشعب، وينعكس على مسيرة التوجهات العامة في السياسة والاقتصاد والحكم المحلي والانتخابات والتبادل السلمي للسلطة والإصلاح الإداري والمالي وقضايا تأهيل اليمن ومكافحة الفساد...إلخ.

رابعا: أن هناك أملا كبيرا في أن يحدد (اليمنيون) بأنفسهم وبمساعدة شركاء المصير والمصالح العليا للمنطقة وما حولها خيارات التغيير والتطور والتنمية وخيارات التعاون مع شركاء الكرة الأرضية، فيما يحقق المصالح المشتركة.

اتفاق الشرف وامتحان صدقية الأحزاب
اتفاق الشرف والمبادئ بين مكاتب الشباب والطلاب لأحزاب الوطن وللأسباب المذكورة لا بد من حمايته وفقا للشرف والمبادئ التي قام عليها ليكون أنموذجا على (صحة وسلامة) الأهداف الوطنية للأحزاب.. وغيرها.

في الأمر امتحان كبير لصدقية كل حزب، ولأخلاق قادته وقدرتهم على تجاوز الأنانية والمصلحة الضيقة بما يخدم الوطن واستقراره ويضع الناس على عتبة الشعور بالأمان والطمأنينة.

كما أن اللجنة الاستشارية - مرجعية تنفيذ هذا الاتفاق الوطني المهم التي تضم ممثلين من الأحزاب والاتحاد العام للطلاب العرب وبرئاسة د. صالح باصرة - فيها ما يبعث على تفاؤل كبير بتجربة وطنية ظلت طوال السنوات الماضية (مسرحا) لتجاذبات عنيفة انعكست سلبا على مجمل حركة التحصيل العلمي والفكري والتفاهمات الوطنية.

الشباب والطلاب بداية وطنية
لكن لا بد من التنبيه إلى أن عمل اللجان الأخرى وخاصة القانونية والدستورية ثم اللجنة التحضيرية وهي تضم أيضا الجهات التي ذكرناها، سيكون موضع امتحان تاريخي وأخلاقي أمام الله أولاً ثم مع ضميرها ثانيا، ومن ثم ينتقل الأمر إلى مستقبل الجيل القادم من الطلاب والشباب، ومصير التوجه الوطني لمسيرة الديمقراطية والتفاهمات الوطنية في بلادنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى