الأساليب الخططية الحديثة التي استخدمتها المنتخبات في بطولة خليجي 18

> «الأيام الرياضي» هاتف شمران:

>
هاتف شمران
هاتف شمران
اللعب على الأجنحة ومفهومها الآن في أوروبا ومفاهيم الكرة الحديثة هو طريقة اللعب الدفاعية والهجومية على الأسس التالية : عند ضياع الكرة على كل اللاعبين الاتجاه إلى مكان الكرة التي توجد فيه وتكوين جبهة دفاعية يصعب على مهاجمي الخصم اختراقها.. والتعود على ذلك بالتدريب اليومي خاصة الثلث الدفاعي والوسطي .

(2) عند الاستحواذ والفوز بالكرة التحول السريع لكل الفريق من الدفاع للهجوم وخلق محطات جانبية وأمامية والانتشار في كل الملعب لخلق اختيارات عديدة للحائز على الكرة.

(3) يجب ان يتمركز لاعبان على جانبي الملعب دائما وخصوصا في حالة الهجوم وكذلك لاعبان في عمق الخصم من المهاجمين ليفسحوا مجالا لخط الوسط لاستكمال وسرعة اعداد المهمة بعد الاستحواذ على الكرة.

أما مناطق الضغط على الخصم فيمكن تحديدها بثلاث مناطق كالتالي:

المنطقة الأولى: ضغط الخصم في نصف ملعبه.

المنطقة الثانية : ضغط الخصم في الثلث الوسطي.

المنطقة الثالثة: منطقة الهجوم المرتد السريع ومنفذ هذه الحالة خط الهجوم وبسرعة عالية وبعدها لاعبو الثلث الوسطي ويتبعهم المدافعون ليضيقوا المساحات.

وفي إحصاءات سريعة أجريتها خلال بطولة خليجي (18) على خمسة لاعبين مهاجمين من خمسة منتخبات يونس محمد من العراق وسبستيان سوريا من قطر وعماد الحوسني من سلطنة عمان وعلاء حبيل من البحرين وياسر القحطاني من السعودية في ثلاث مباريات عدد المرات التي اشتركوا فيها مع الخصم في حالة الدفاع ثلاث مرات امام منطقة جزائهم و9 مرات بعد خط الوسط و21 مرة قبل جزاء الخصم و32 مرة داخل منطقة الجزاء وعلى الجانبين .. اما في حالة الهجوم كان اشتراك المهاجمين مع دفاع الخصم عندما كانت الكرة معهم 38 مرة في منطقة الوسط وتزداد عدد المرات إلى 47 مرة بعد خط الوسط في لعب الخصم وتزداد إلى 68 مرة قبل منطقة الجزاء و86 مرة داخل منطقة الجزاء وعلى الجوانب بالنسبة لملعب الخصم، ولوعدنا للإحصاءات فإن عدد مرات استخلاص الكرة للمهاجمين من الخصم في ثلاث مباريات 60 مرة يعني عشرين مرة في كل مباراة وهذا يعني ان كل لاعب تم استخلاص الكرة من الخصم ( 4مرات ) و244 مرة في ثلاث مباريات لم يستطع المهاجمون استخلاص الكرة يعني 18 محاولة فاشلة لكل لاعب وهذه نسبة تحتاج إلى دراسة لتحسين الشق الدفاعي لدى هؤلاء المهاجمين بالإضافة إلى الجانب الهجومي وهذا الموضوع متروك للمدربين أنفسهم وخبراتهم لتحسين قدرات مهاجميهم وتهيئتهم بشكل أفضل استعدادا للبطولات القادمة .

دور اللاعب البديل تكتيكيا -فنيا - بدنيا - نفسيا
لم تكن مشاركة اللاعب البديل في جميع المباريات وهو رفع شعار المشاركة من اجل المشاركة التي عهدناها في البطولات السابقة بل بالعكس حيث ساهم أكثر اللاعبين البدلاء بأدوار متميزة فنية -بدنية -تكتيكية - دعمت فرقهم بقدرات إضافية بعد أدائهم مهام وواجبات فردية وجماعية خلال الوقت الذي شاركوا فيه .. وأكثرهم غيروا وسجلوا وحسنوا من نتائج فرقهم ، وهدف اللاعب علاء الصاصي من اليمن في مرمى الإمارات كان خير دليل على حُسن تغيير اللاعب من قبل المدرب .

في بعض الهفوات التي سماها اغلب المحللين بعض المدربين في دور اللاعب البديل منها إخراج مدرب السعودية باكيتا اللاعب معاذ مالك في مباراة السعودية أمام البحرين وهو في أوج عطائه .

وانتقادهم لمدرب منتخب قطر جمال الدين عندما أشرك اللاعب علي ناصر بمركز لم يلعب به سابقا.. بس نتيجة مباراة السعودية شفعت لباكيتا ونتيجة قطر لم تشفع لجمال الدين ، يبقى نتاج اللعب البديل عنصر جدل لكل المعنيين بشؤون كرة القدم وهو الذي ينصف خيار المدرب هل كان صائبا أو غير ذلك .

وأخيرا في ختام تحليلي لبطولة خليجي 18 لا أغفل دور المدربين والاعلام والحكام ومدى تأثيراتهم الايجابية والسلبية والتي برزت خلال البطولة :

(أ) المدربون والخطط التدريبية التي برزت خلال البطولة:

في الماضي كان دور المدرب هامشيا : لأن خطة اللعب والتي كانت معتمدة في الماضي خطة واحدة ويتوقف فوز فريق على آخر أما بوجود لاعبين مهاريين أكثر أو من خلال أفضلية اللياقة البدنية لفريق على آخر أو من خطا تحكيمي أو ... ومع مرور الوقت وتطور علم التدريب تعزز من خلاله دور المدرب فأصبح العصر الحالي ( عصر المدربين) فهو المسئول الأول والأخير على الفريق وبالتالي يعطى صلاحيات كاملة يعتمد المدرب في بداية عملة على البناء النفسي بالإضافة إلى الفني والبدني حتى يحصل التوازن في الأداء التكتيكي ويرتقي الانجاز في الجوانب الهجومية والدفاعية .. في حين كان الجانب النفسي سابقا لم يعد له أهمية تذكر وأثبت عصرنا الحال أنه من أهم الجوانب التي تساعد الفرق على تحسين مستوياتها ، لكن مايعيب على مدربي العصر الحديث وفي بداية عملهم تفضيل الاعتماد على الأساليب الخططية الدفاعية البحتة خوفا من الخسارة أو لتغطية نقص ما في الفريق لعدم استيعاب الخطط الحديثة لكن المدرب صاحب الخبرة أو الشجاع يعمل على إصلاح العيوب وتحسين المستوى الفردي والجماعي للاعبيه من خلال التمرينات المناسبة لقدرة وإمكانيات لاعبيه بعد معرفتها واعتماد المدربين على خطط هجومية يحتاج إلى جهد ووقت كبير فالاستقرار والتدريب مهم جدا لرفع مستوى المنتخب .

ومن خلال ما تقدم يمكن تصنيف مدربي بطولة خليجي (18) إلى(1) مدربين استفادوا من قدرات لاعبيهم الاحترافية ووظفوها لخدمة فرقهم فقد استطاع المدرب ماتشالا استغلال قدرات لاعبيه الذهنية وتوظيفها على أحسن مايرام وحققوا أفضل وأحسن النتائج بحصولهم على المركز الثاني بالبطولة وكذلك مدرب منتخب البحرين كريستو البديل بعد أن عجز المدرب الألماني بريغل الذي أطيح به وأطاح بمنتخب البحرين أمام منتخب السعودية . وكذلك مدرب منتخب العراق لم يحسن استغلال قدرات لاعبيه الاحترافية وعدم استغلالها الاستغلال الأفضل حيث لعب بأسلوب واحد في ثلاث مباريات نجح في الأولى وسقطت الثانية والثالثة باعتماد مبدأ إذا لم تغير فلا تتحسر فجعل من هذه القدرات الاحترافية جدارا دفاعيا ولعب بأسلوب دفاعي بحت فودع فريقه البطولة مبكرا علما ان قدرات لاعبي منتخب العراق لو وظفت بطريقة مدروسة وحسب إمكانياتهم وقدراتهم الذهنية لكان وضعه أفضل ولكان قاب قوسين أو أدنى من البطولة .

(2) الصنف الثاني من المدربين بدأت تأثيراتهم واضحة على منتخباتهم وهو المدرب المحنك الفرنسي ميتسو والذي تمكن من الصعود بمنتخب الإمارات إلى المربع الذهبي رغم خسارته في المباراة الافتتاحية امام سلطنة عمان .

اما المدرب الآخر فهو مدرب منتخب اليمن محسن صالح الذي بالرغم من حصول فريقه على نقطة واحدة وهي النقطة الوحيدة في كل بطولة شارك فيها في الأولى والثانية والثالثة مما حدا بالأخ الصحفي العولقي بتسمية منتخب بلادهِ (منتخب أبو نقطة ) .

إلا أن منتخب اليمن قدم مستوى فنيا مقبولا وأفضل من الدورتين الأولى والثانية برأي كل المعنيين رغم قصر المدة إلتي استلم فيها الكابتن محسن صالح الفريق وما الهدف الرائع الذي سجل في مرمى الكويت والذي لايمكن أن يسجل إلا بطريقة الكبار حيث شاهدنا جملة تكتيكية رائعة بين الثلاثي فضل العرومي وعلي النونو والعمقي أطرب الجماهير ولن أبالغ حين أقول بأننا لم نر جملة تكتيكية راقية مثلها في اغلب بطولات الخليج .

(3) الصنف الثالث من المدربين مدرب منتخب الكويت ومدرب منتخب قطر وهما السبب الرئيسي بالإطاحة بفرقهم وعدم تمكن منتخباتهم من تقديم العروض المطلوبة وودعوا البطولة مبكرا رغم إمكانات لاعبيهم المهارية العالية فعلى مسئولي هذين المنتخبين وضع الحلول والمعالجات السريعة حفاظا على تاريخ وأمجاد هذين المنتخبين.

(4) أما الصنف الرابع فهو المدرب البرازيلي باكيتا رغم تأهل منتخب السعودية إلى المربع الذهبي فأرى إن مستوى وقدرة اللاعبين أرقى من فكر المدرب حيث لاحظنا أن عدم ثبات التشكيل سمة هذا المدرب حيث غيّر ستة لاعبين في المباراتين الأولى والثانية أضف إلى عدم قدرته على التغيير وقراءة المباراة لكن قدرة لاعبيه هي التي أوصلت فريقه للدور الثاني .

الحكام وصافراتهم :
يمكن ان تطلق على هذه الدورة وبامتياز دورة الأخطاء التحكيمية أو الدورة الحمراء لكثرة الكروت الحمراء والصفراء ومن الأخطاء القاتلة التي حدثت خلال دورة خليجي (18) وأثرت على نتائج البطولة منها ضربة
الجزاء لصالح الإمارات ضد اليمن وحرمان منتخب البحرين من ضربة جزاء امام منتخب العراق في البطولة ، وأخطاء عديدة لن نتمكن من سردها جميعها وكلنا يعلم ان الحكم هو سيد الملعب وتتوقف على صفارته احيانا كل هذه الاخطاء والحكام لا يمكن محاسبتهم أثناء المباريات وإذا كان الحكم جيدا وأخطاؤه قليلة تصل المباراة إلى بر الأمان بدون منغصات ليساهم الحكم في إعطاء كل ذي حق حقه علما أن اختيار حكام خليجي (18) كلهم من المستويات المرتفعة .

وظهور هذه الأخطاء وضعف مستوى التحكيم في هذه البطولة له أسبابه منها ضعف مستوى اللياقة أو الجهل ببعض مفردات القانون أثناء فقدان التركيز بعد حصول التعب عند الحكام وخاصة النصف الثاني.. وظهور بعض الحالات والتي من خلالها ينحاز لمنتخب على حساب منتخب .

وفي تفاصيل أخرى لايمكن التوسع فيها رفع تطور قانون التحكيم وتعديلاته قبل عقوبة الخطأ من الخلف وإضاعة الوقت وعدم احتفاظ الحارس بالكرة لأكثر من 6 ثوان وعدم إرجاع الكرة للحارس وتعديلات عديدة انعكست ايجابيا على رفع المستوى الفني لكرة القدم الحديثة لكن الحكم كإنسان لم يتطور كثيرا بنفس المستوى لان العامل الإنساني يختلف عن العامل التكنولوجي والحكم الناجح هو الحكم الذي يتصف بالشجاعة وتطبيق روح القانون ويتعاون مع مساعديه بدقة ويملك لياقة بدنية عالية وهناك حكام رغم دقتهم فهم لا يطبقون روح القانون لذلك يصبح نجاحهم دائما موضع شك .

الإعلام ( النقاد وسائل اتصال)
تطور دور الإعلام فأصبح ملبيا ، فاعلا ، مفيدا ، يحقق المتعة ويساهم في التطور وبفضل التقدم العلمي الهائل أصبح الإعلام أساسيا في متابعة المباريات ونقلها وإيصالها إلى أبعد مكان فيساعد النقاد والمدربين والجماهير على متابعة كافة أنواع المدارس الكروية .

ودور النقاد الأساسي يتمثل في تقديم كافة المعلومات الهامة للمباريات والبطولات والتذكير بالأرشيف ووضع فرقهم في صورة الحدث بحيث يشدون على الهمم ( اللاعبين والجماهير ) فيكون اللاعب مؤهلا نسبيا والجماهير مليئة بالحماس لاتبخل بالتشجيع طوال المباراة خاصة المباريات الهامة والحاسمة والجماهيرية والتي تحتاج لذلك وقد يكون للإعلام دور سلبي إذا أظهر النقاد مبالغات تحليلية لا تمت للواقع بصلة فتأتي بنتائج عكسية وتحبط الهمم والروح المعنوية وما قيل في وسائل الإعلام عن وجود مؤامرة في مباراة السعودية والعراق قللت من أهمية التجمع الشبابي العربي الخليجي .

وفي ختام تحليلي هذا أتمنى أن أكون قد وفرت للقارئ العربي قليل من المعلومات التي ظهرت خلال خليجي (18) بشكل مبسط وموضح بالأشكال الهندسية لكي تعم الفائدة على الجميع وإلى بطولات قادمة ومن الله العون التوفيق .

المنامة-البحرين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى