ومازال المحضار حاضراً في المكلا

> «الأيام» عادل القحوم:

> الحيث عن فن وإبداعات الشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار لم ولن ينقطع ، لقد مر على رحيله رحمه الله سبع سنوات ومازال نهر عطائه رغم موته يتدفق، وقليلة هي الجهات التي اهتمت بذكرى رحيله. ومن هذه الجهات سكرتارية اتحاد أدباء وكتاب حضرموت (الساحل) فمثلما نظمت الاربعاء قبل الماضي فعالية كبيرة ورائعة استمرت لأكثر من ساعتين بعنوان (ليلة محضارية) شارك فيها لفيف من الاساتذة الجامعيين والمختصين بالفن والأدب والموسيقى وتحدثوا فيها عن جوانب خفية من إبداعات المحضار تخللتها فقرات موسيقية جميلة، كانت أمسية الأربعاء الماضي حديثاً موصولاً في محاضرة ثانية بعنوان (الدلالات في ذكر الشخصيات في شعر المحضار.. ديوان أشجان العشاق نموذجاً) للباحث عبدالله صالح حداد.

محاضرة الباحث حداد احتوت على مقدمة صاغها عن اهتمام كثير من شعراء العامية والفصحى قديماً وحديثاً بذكر أسماء شخصيات في مطلع قصائدهم أو في ثناياها كشعراء المعلقات مروراً بشعراء العصور الإسلامية المختلفة ، وبيّن أن هذه الشخصيات لم تقف عند شعر الغزل فقط بل شمل المراثي والشعر السياسي والمديح. وذكر هذه الشخصيات كان له أهداف مختلفة تخص كل شاعر لكن الشخوص (العشقية) كانت هي الطاغية على مر العصور. ويقول الباحث الحداد «لو تأملنا علاقة الشاعر المعاصر بالتراث لاتضح لنا أن مصادر هذه الشخصيات تتوزع بين القرآن الكريم والمروريات والمواقف التاريخية والشخصيات الإسلامية وذكر الشخصية هو استغلال مالها من دلالات وأبعاد مختلفة روحية وفكرية تعكس موقفا من ازمات وتطلعات» . تلك كانت مقدمة الباحث الذي ولج بعدها لديوان الشاعر الكبير حسين المحضار وأشجان العشاق مستعرضاً الكثير من قصائد هذه الديوان والشخصيات ودلالاتها والقصد من ذكرها، حيث كانت شخصيات لاسماء أقرباء وأصدقاء الشاعر وأسر وقبائل وشخصيات دينية واجتماعية و سياسية بعضها لم يكن على مكانة ودرجة عالية ولكن ذكرها كان رمزياً لموقف زمانيأاو مكاني معين ومقصود. ومهما كانت الشخصية والرمز الذي استخدمه المحضار ذات طابع وجذر عميق في التاريخ فإنه حين يستخدمها تكون مرتبطة بالحاضر. وأكد الأستاذ حداد أن ذكرها عند المحضار يحكي عن واقع سياسي واجتماعي واقتصادي معين وبهذا فإن قصائده هي تاريخ لمرحلة تاريخية وتنم عن حكمة ودراية بطبيعة المرحلة .

مثلما دندن في حب الشاعر الكبير حسين المحضار شعراء ثلاثة في الأمسية السابقة شارك ايضاً ثلاثة شعراء تغنوا بالراحل الكبير، وهم الاساتذة سالم عبدالله سلمان، وحسين عبدالرحمن باسنبل، وعبدالله سالم باكرمان . كالعادة نهاية الفعالية قدم عدد من الحضور أسئلة ومداخلات أكدت كثير منها اهمية أن يقوم الباحث عبدالله حداد بدراسة شاملة لكل الأسماء والشخصيات والأماكن التي وردت في هذا الديوان وغيره نظراً لارتباط الباحث بالشاعر وإلمامه ومعرفته بالطبيعة الاجتماعية والثقافية للمنطقة. كما أكد الحاضرون من أساتذة ومهتمين وباحثين أن فن وإبداعات المحضار لا يمكن أن تختزل في ليلة او اثنتين ولا بد من تواصل الحديث في ليال وأيام قادمة باذن الله تعالى . والوعـد قائم بهذا من سكرتارية اتحاد الأدباء والكتاب بالمكلا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى