العنف مستمر في العراق وترحيب رسمي وشعبي بإعلان بريطانيا خفض عدد جنودها

> بغداد «الأيام» منى سالم:

> تواصل العنف في العراق أمس حيث دخلت الخطة الامنية في بغداد "فرض القانون" اسبوعها الثاني واستمر الجدل حول تعرض سيدة عراقية للاغتصاب من عدمه فيما لقي اعلان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عزمه سحب جزء من القوات البريطانية من البصرة ترحيبا رسميا وشعبيا.

وضرب تفجير انتحاري بسيارة مفخخة صباح أمس مدينة النجف الشيعية المقدسة موقعا 13 قتيلا واكثر من 30 جريحا ولكن محافظ المدينة اسعد ابو كلل اكد ان قوات الامن تمكنت من منع الانتحاري من استهداف المدينة القديمة التي يوجد بها مرقد الامام علي ومكتب المرجع الشيعى الاعلى آية الله على السيستاني.

وقال كلل ان "حاجزا الشرطة عند مدخل المدينة القديمة طلب من قائد السيارة ان يوقفها بعد الاشتباه، الامر الذي ادى الى ان يبادر الانتحاري بتفجير نفسه ولم يتمكن من دخول المدينة القديمة" التي كان يستهدفها.

واضاف "كانت لدينا معلومات استخباراتية تقول ان هناك عددا من السيارات المفخخة منتشرة في محافظات الوسط وابلغنا محافظتي بابل وكربلاء بها وبالفعل عثر على ثلاث سيارات في بابل واثنتين في كربلاء".

واوضح ان سبعة جنود وثلاث نساء وثلاثة اطفال قتلوا في التفجير الذي وقع قرابة الساعة 15:10 (15:07 تغ) في ساحة الفتح عند مدخل المدينة القديمة.

وفي بغداد، قتل عراقيان في تفجير صهريج مفخخ محمل بغاز الكلور في منطقة البياع (جنوب غرب العاصمة).

كما جرح سبعة اشخاص جراء التفجير واصيب 25 شخصا باختناق نتيجة تسرب غاز الكلور.

وفي منطقة البياع كذلك، قتل ثلاثة مدنيين واصيب عشرة آخرون اثر سقوط ست قذائف هاون على عدة منازل، وفق مصادر امنية.

وفي مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية، قتل 3 اشخاص واصيب اربعون آخرون في انفجار سيارة مفخخة بعد ظهر أمس، حسب المصادر نفسها.

وفي مدينة كركوك النفطية (شمال العراق)، اصيب 19 شخصا في تفجير سيارة مفخخة في منطقة الشورجة (شمال المدينة) ذات الغالبية الكردية أمس الاربعاء. واوضح المصدر ان عبوتين انفجرتا بعد ذلك بدقائق في محطة حافلات في وسط المدينة ما ادى الى اصابة عشرة اشخاص. وكان اربعة جنود عراقيين قتلوا واصيب تسعة في ساعة متاخرة من مساء الثلاثاء عندما اندلع حريق في معسكر للقوات العراقية في الحويجة (غرب كركوك).

وقال مصدر امني ان الحريق ناجم عن ماس كهربائي من دون مزيد من الايضاحات.

واستمر الجدل أمس حول السيدة العراقية التي قالت انها تعرضت للاغتصاب من قبل ضباط عراقيين اعتقلوها الاحد الماضي وهو جدل يعكس استمرار الشكوك المتبادلة بين القيادات الشيعية والسنية في العراق.

فالمسؤولون في الحكومة العراقية التي يقودها ائتلاف شيعي يخشون من ان يكون الغرض من اثارة هذه القضية هو عرقلة الخطة الامنية الجديدة التي يؤكدون تصميمهم على استمرارها ونجاحها.

اما ممثلو السنة فان لديهم مخاوف من ان تستهدف الخطة الامنية الجديدة طائفتهم دون غيرها خاصة انهم يتهمون منذ شهور قوات الامن العراقية بانها مخترقة من قبل ميليشيات شيعية.

ونفى العميد قاسم عطا مجددا أمس الاربعاء تعرض السيدة العراقية للاغتصاب مؤكدا ان التقرير الطبي الصادر من مستشقى ابن سينا الخاصع لاشراف القوات الاميركية حيث اجريت فحوص لهذه السيدة يثبت انه لم تلحق بها "اضرار".

واكد ان الغرض من اثارة هذه القضية هو "تشويه وعرقلة" خطة "فرض القانون".

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اكد امس الأول "زيف" الادعاءات حول اغتصاب هذه السيدة وقرر "تكريم الضباط" الذين وجهت لهم اتهامات بالتورط في هذه الحادثة.

من جانبه، قال رئيس ديوان الوقف السني احمد عبد الغفور السامرائي لوكالة فرانس برس ان السيدة "ربما لم تغتصب وانما هتك عرضها".

ولكنه اكد ان الضباط العراقيين الذين اعتقلوها "كانت لديهم النية لاغتصابها" ولم يتمكنوا بسبب "ضيق الوقت".

وشدد على ان العديد من السيدات العراقيات "اقسمن بالله امامه انه تم هتك عرضهن ولكنهن لا يرغبن في اعلان ذلك حفاظا على كرامتهن".

واعتبرت هيئة علماء المسلمين (سنية) ان "المفاجئ هو ان يقوم رئيس الوزراء بهذه السرعة بتكريم من وجه لهم الاتهام في هذه الجريمة (...) وهي خطوة لا يفهم منها سوى الاشارة الى العناصر المجندين في الخطة الامنية المزعومة مفادها: انكـم بمـأمن من اي ملاحقة فافعلوا ما ترونه مناسبا".

ورحب المسؤولون العراقيون واهالي مدينة البصرة (جنوب) بقرار بلير سحب 1600 جندي بريطاني خلال الشهور المقبلة.

واكد سامي العسكري مستشار المالكي "نحن نتمنى ان يصل الوضع الامني للقوات العراقية الى ما نطمح له لكي تاخذ بيدها زمام الامور". وتابع ان انسحاب القوات البريطانية "هي رغبة الحكومة وكل القوى السياسية".

وقال النائب جلال الدين الصغير وهو قيادي بارز في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية (الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم) ان الاعلان عن العزم على سحب جزء من القوات البريطانية "مرحب به وهو انسحاب مطلوب".

ولكنه اضاف انه "يشترط الا يولد انسحاب القوات الاجنبية فراغات امنية وان يكون متناسقا مع بناء القوات الامنية العراقية".

وصرح رئيس لجنة الامن في مجلس محافظة البصرة حكيم المياحي الذي اتسمت علاقته بالبريطانيين ببعض التوتر "اننا نرحب بأي انسحاب للقوات البريطانية من داخل المدينة". ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى