طريق الخلاص

> «الأيام» رشاد محمد الشرماني

> إن ما نكابده على مدار ساعات إيامنا المطوية بغلاف التلبد والانهيار قد جاء نتيجة التعاطي المستمر مع أدوات ومقومات الفشل، حتى أصبح سلوكنا مرتبطاً بتلك الأدوات ارتباط السوار بالمعصم، فقد جعلناها مكوناً رئيساً في نمط عيشنا وتجنبنا الأخذ بأسباب النجاح مع توفرها وسهولة تذليلها عندما تتوفر الرؤية الثاقبة لتعرية أماكن الخلل وتلمس مواقع الزلل وفتح الآفاق الرحبة للانطلاق نحو النجاح واستشعار ضرورته الملحة لتستقيم حياتنا وننتقل بذواتنا الى مراتب السمو الصالح للاستخلاف وعمارة الحياة وملء فراغها المستشرى كظلمة الليل البهيم .

إن الرضا بالقعود والاستكانة لسوء الحال وحب استيطان الدرك الأخير في قافلة المضي هو أخطر ما يهدد استحقاق الحياة السوية والوصول المرجو إلى معقد آمالنا فضلاً عن الوصول الى أعلى درجات النجاح والصلاح.. ولذلك فإن ما نعيشه اليوم من تخلف وركود في كل مجالات التكوين السليم والبناء والتقدم من بين سائر الأمم إنما هو بإرادتنا ومن صنع أيدينا فلا يصح أن نطلب اكثر مما نستحق كما أننا لن نستحق أبداً أكثر مما نطلب ونعمل .

إن النهوض والنجاح يبدآن دوماً بالشعور بالمسؤولية الحتمية للتغيير ثم بالإدارة الحية والعزيمة الصادقة للارتقاء والتعبير ونبذ الفشل وأدواته ودرء الخلل ومسبباته. في متناول أيدينا جميعاً إصلاح ما فسد وتحريك ما ركد وإقامة ما وعد الله به العاملين الصالحين لنيل التمكين المتين لسيادة الدنيا وثواب الآخرة حين نمضي في الاتجاه السليم وتسخير هذه النعم الجليلة والإمكانيات الهائلة والمصالح المتاحة لتيسير وتعبيد الطريق نحو الاستحقاق الطبيعي لوجودنا على هذه الأرض وللمهمة التي خلقنا من أجلها وللرسالة التي نتفرد بحملها وفيها معالم الوصول وأدلة السير نحو بلوغ العيش السوي الراشد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى