وتلك الأيــام .. أغمض عين وافتح عين ونقسم الظلام علينا الاثنين

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
لا أحد يعتذر في هذا البلد، ولا يهتم بنا من هو مسلط علينا بحكم النظام والإمساك بالسلطة، ترتفع الأسعار ويزعل التجار من ضريبة المبيعات وتسقط الحجارة فوق رؤوسنا ولا أحد يلتفت ويغمرنا بحنان المسئولية الكاذبة على الأقل، يصرخ المحالون للتقاعد في جامعة عدن وجامعات قادمة وتصدر بيانات ونداءات وكأنما هؤلاء عليهم عقوبة مؤجلة ومثلما قال المثل الحضرمي (جيتنا على فاقة) قالوا لهم اصرخوا ما شئتمم فأنتم لستم السابقين ولا اللاحقين! فقد تطايرت قبلهم كفاءات ومؤهلات وهي تنتظر حاليا في سيارات (البيريوت) للبحث عن كسرة خبز، يغادر منتخب من مطار صنعاء دون جوازات، فريق كامل يخرج من بوابة المطار ويصعد الطائرة ثم يكتشف في مطار عربي ويضحك من سمع ويبكي من أصابه الصمم أو قالوا له.

لا أحد ينطق بكلمة اعتذار لمواطنينا الكرام عن هذا الخلل غير المقصود في بعض التصرفات التي تصيبنا كل يوم في حياتنا داخل بلادنا، لكن غيرنا يفعل دع عنك الغرب، بعض دول العرب وأفريقيا وآسيا، فها هو منتخب الصين يعتذر لجمهوره، بل لكل الصين، لماذا؟ قال في الاعتذار الرسمي الذي أصدره: لقد عجزنا عن الوصول إلى نهائيات كأس العالم في فرنسا ولهذا فإننا نقدم اعتذارنا إلى كل من شجعنا! أما نحن وأقصد من يقعدون على كراسي الحكم الكبيرة والصغيرة، لا تعني لهم كلمة الاعتذار إلا الإقلال والانتقاص، ثم نتكلم عن توحيد الزي الرسمي لموظفي الدولة ونغيب مواضيع نبش القبور ونناقش ارتفاع أسعار القات فيما نؤجل تثبيت الأسعار للدقيق والبر والسكر التي هي حق من حقوق المواطن ولابد من الحصول عليها، فبدلا من استيراد القماش والانشغال بترف توحيد الزي والأحذية والقبعات أزيلوا البلاعات التي تطفح في المكلا والشحر وعدن، وأعيدوا لنا خدمة التيار الكهربائي وأوقفوا الانطفاءات، وهذا اعتذار كبير عن إهمالنا على الأقل.

من يدافع عنا حينما تنتشر الانطفاءات التي بدأت مدشنة موسماً قد لا نعرف نهايته في مدينة المكلا وضواحيها، نحن الآن في نهاية الربيع وأيام الصيف تقترب شيئا فشيئا، وقد وجد السكان المحليون في المكلا أنفسهم وجها لوجه أمام الانطفاءات ودون مقدمات تذكر، كل الوعود كانت كما هي، لا ظلام نرسله إليكم! والمحطات الإسعافية وصلت أو في الطريق، وقالوا لنا رسميا الصيانة جرت بشكل جيد والترتيبات لمواجهة الرطوبة والأحمال وضع لها اعتبار، كل الكلام عن الثقافة الكهربائية وزع علينا فردا فردا، لكن من أين بدأت ظاهرة الانطفاءات التي أخذت في التكرار هذه الأيام، وهل لا يزال علينا تقبل الأمر الواقع حتى 2010م موعد المحطات الغازية؟! لا ندري .

ونحن نكتب عن هذه الانطفاءات وامتدادها، فإننا لا نعني حضرموت وحدها! ألم تجلد عدن بما يكفي وفي ذروة الصيف، رغم الوعود الكاذبة، إننا قلقون! بل وبدأت ظاهرة إدخال المواطير الصغيرة تنتشر في المدن المعتادة، غمض عين وفتح عين، وبدلا من بحث الزي الحكومي الموحد وحدوا الظلام بيننا بدلا من الصراخ السياسي كل يوم والزعل من أحاديث الصحافة والناس والشارع، أخاف من كثرة الانشغال السياسي أن ننسى إضاءة حياة الناس بالصدق ونصبح عندئذ (عور نحن الاثنين).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى