ضغوط عربية على الفلسطينيين للوفاء بمطالب لجنة الوساطة الرباعية

> القدس «الأيام» آدم انتوس :

>
وزير الخارجية فيليب دوست بلازي يستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس
وزير الخارجية فيليب دوست بلازي يستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس
قال العاهل الأردني الملك عبد الله في مقابلة له أمس السبت إن هناك اتفاقا عربيا واسع النطاق على أنه يتعين أن تمتثل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية المزمع تشكيلها لمطالب لجنة الوساطة الرباعية الدولية المعنية بالسلام في الشرق الأوسط.

وهذه التصريحات التي أدلى بها للتلفزيون الإسرائيلي هي الأولى من زعيم عربي التي تشكك في استعداد كبار المانحين العرب لتجاهل الحظر الذي تقوده الولايات المتحدة على حكومة تقودها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما لم تلتزم بالاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام المؤقتة.

ومنذ توقيع اتفاق حكومة الوحدة في مكة المكرمة في وقت سابق من هذا الشهر يمارس الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ضغوطا على الدول العربية والأوروبية لرفع الحظر الاقتصادي الذي دفع السلطة الفلسطينية بقيادة حماس إلى حافة الانهيار الاقتصادي وزاد حدة الفقر بين الناس.

وبعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك في باريس أمس السبت قال عباس إنه تحمس لموقف "ننتظر ونترقب" الذي تتخذه لجنة الوساطة الرباعية التي تتألف من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة.

وقال عباس "نأمل في رفع الحصار... إذا استمر الوضع على ما هو عليه في الوقت الراهن فإن الشعب الفلسطيني سيعاني."

وفي الخرطوم قال مشعل إن الإدارة الأمريكية ليس أمامها خيار آخر سوى أن تحترم إرادة الفلسطينيين والدعم العربي للاتفاق الفلسطيني.

إلا أن الملك عبد الله قال في مقابلة مع تلفزيون القناة الثانية الإسرائيلية إنه يتفهم بواعث قلق إسرائيل من أن اتفاق تقاسم السلطة بين حركتي حماس وفتح لم يلب مطالب اللجنة الرباعية.

واضاف "لستم وحدكم في ذلك." وقال "هناك أرضية دولية مشتركة ليست فقط غربية بل أيضا عربية وإلى حد ما إسلامية ترى أنه لابد من وجود معايير معينة يتعين على الحكومة الجديدة قبولها إذا كنا سندفع هذه العملية قدما."

وتابع انه يتعين على الحكومة الجديدة الالتزام بشروط لجنة الوساطة الرباعية,ويبدي الملك الذي اعتلى العرش في عام 1999 بعد أربع سنوات من توقيع البلاد معاهدة سلام مع إسرائيل دعمه لعباس ولاستئناف محادثات السلام.

وأيد المسؤولون الأردنيون في أحاديث خاصة الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لعزل حكومة حماس التي وصلت إلى السلطة بعد فوزها بانتخابات جرت في يناير كانون الثاني وزيادة الضغوط على الجماعة لقبول تحركات السلام.

وقال الملك عبد الله إن "الأمر لا يقتصر فقط على الأطراف الدولية بل إن الدول العربية أيضا تتوقع أن تمتثل الحكومة الفلسطينية الجديدة إلى السياسات التي حددتها الرباعية (الدولية) والرباعية العربية أيضا" في إشارة إلى الأردن والسعودية ومصر والإمارات.

ولم يتضمن اتفاق تشكيل حكومة الوحدة الوطنية سوى وعد مبهم "باحترام" الاتفاقات التي أبرمت بين الفلسطينيين والإسرائيليين. لكن الاتفاق لا يلزم الحكومة الجديدة بالالتزام بهذه الاتفاقات ولا بنبذ العنف أو الاعتراف بإسرائيل وهو ما تطالب به لجنة الوساطة الرباعية.

وفي باريس قال وزير الخارجية فيليب دوست بلازي لعباس ان فرنسا ستتعاون مع حكومة تشكل على اساس اتفاق مكة. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع عباس "نحن... نرى في هذا الاتفاق خطوة مهمة تجاه التزام حماس تماما وبالكامل بالمباديء الثلاثة للرباعية."

وأدى اتفاق تشكيل حكومة الوحدة إلى اتساع هوة الخلاف داخل اللجنة الرباعية.

وتريد واشنطن عزل الحكومة الجديدة لمواصلة الضغط على حماس. أما روسيا وبعض الدول الأوروبية فتفضل سياسة أكثر ليونة لتعزيز اتفاق ادى الى وقف الاقتتال بين حركتي فتح وحماس.

(تغطية اضافية من فرانسوا مورفي في باريس وسليمان الخالدي في عمان وعزيز القيسوني في الخرطوم) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى