المحكمة الدولية في لاهاي تصدر حكمها في اتهام صربيا بالابادة

> لاهاي «الأيام» رويترز:

>
اقارب الضحايا يتظاهرون امام بوابة المحكمة
اقارب الضحايا يتظاهرون امام بوابة المحكمة
من المقرر ان تصدر محكمة العدل الدولية في لاهاي يوم 26 فبراير شباط حكمها في قضية تاريخية خاصة بالاتهام الذي وجهته البوسنة والهرسك ضد صربيا والجبل الاسود بارتكاب ابادة جماعية خلال الحرب التي دارت بين عامي 1992 و1995.

وكانت محكمة العدل الدولية قد بدأت النظر في القضية العام الماضي بعد ان تأجلت 13 عاما منذ تقدمت البوسنة بالاتهام ضد يوغوسلافيا السابقة التي انفصلت عنها عام 1992 مما اشعل حربا قتل خلالها مئة الف شخص على الاقل.

والسيدة هاتيدزا محمدوفيتش احدى الذين تضرروا جراء الحرب حيث فقدت زوجها وولديها في مذبحة سربرنيتشا عام 1995.

وبالرغم من ان اسماءهم محفورة على الشاهد الحجري الذي يجمع اسماء ضحايا المذبحة في مقبرة بوتوكاري لتخليد القتلى الا انها لاتزال تنتظر العثور على رفاتهم لدفنها.

وقالت هاتيدزا محمدوفيتش "هذه (الحرب) لم تحدث بارادتنا..كان هناك عدوان على البوسنة والهرسك وابادة جماعية ترتكب ونحن نتوقع ان نرى العدالة..العدالة ولاشيء سوى العدالة."

وتعد ناتاسا كانديتش الناشطة الصربية في مجال حقوق الانسان من بين الذين تحدثوا علانية عن تورط حكومتها في الحرب بالبوسنة.

وتقول ناتاسا كانديتش "كلنا يعرف جيدا للغاية ماحدث في البوسنة والهرسك,يمكننا ان نسميها ابادة جماعية او نستخدم وصفا اخر ولكننا نعلم انه لم تكن لتحدث جرائم في البوسنة اذا لم يكن هناك تورط مباشر من قبل صربيا وقواتها النظامية بدءا من التخطيط الى التنظيم الى ارتكاب جرائم الحرب."

وبثت ناتاسا كانديتش العام الماضي شريط فيديو مسجل يظهر قيام قوات صربية باعدام ستة رجال مسلمين قرب سربرنيتشا عام 1995.

وقالت "يجب ان ندرك في اذهاننا ان صربيا كان لديها استراتيجية وسياسة محددة (بالتغطية على جرائم الحرب وتورطها في حرب البوسنة) خاطئة للغاية في رأيي ولكن هذا ربما يكون قد نتج عنه الافتقار الى ادلة خاصة بادانتها (صربيا) في المحكمة."

وتعد هذه القضية أول محاكمة من نوعها في التاريخ تدعي فيها دولة هي البوسنة على دولة أخرى هي صربيا بارتكاب إبادة جماعية.

وفي حالة إدانة محكمة العدل لصربيا والجبل الاسود بالمسؤولية عن الابادة يحق للبوسنة والهرسك المطالبة بتعويضات كبيرة تصل لمليارات الدولارات.

وقال ديان اناستاسيفيتش الصحفي والمحلل بمجلة (فريمي) الصربية "(اذا ما ادينت) صربيا ستجد نفسها في موقف صعب للغاية. فستكون )صربيا( اول دولة في العالم على الاطلاق تدان كدولة بارتكاب ابادة جماعية.. ستكون سابقة قانونية وستدمر موقف صربيا في كل علاقاتها الدولية ليس فقط مع البوسنة ولكن عمليا في كل قضايا النزاع."

وكان مسلمو وكروات البوسنة قد حذوا حذو سلوفينيا وكرواتيا واعلنوا استقلالهم عن يوغوسلافيا عام 1992 على غير رغبة صرب البوسنة الذين اصبحوا اقلية في الدولة حيث يشكلون ثلث السكان.

وتدخلت قوات الجيش الصربي على الفور لدعم صرب البوسنة واحتلت نحو ثلثي اراضي البوسنة وحاصرت العاصمة سراييفو وشنت عمليات "تطهير عرقي" قتل خلالها عشرات الالاف من السكان غير الصرب واجبر مئات الالاف على ترك منازلهم في عمليات تهجير قسرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى