تواصل فعاليات المؤتمر الرابع للتجمع اليمني للإصلاح تحت شعار «النضال السلمي طريقنا للإصلاح الشامل».. الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر :ما تمر به اليمن من مصاعب وما تواجهه من تحديات تفرض على الجميع الالتحام بالقاعدة الشعبية العريضة ..والإصلاح حريص على الاستمرار وتطوير آليات عمل اللقاء المشترك وصولاً إلى تحقيق الأهداف والطموحات

> صنعاء «الأيام» خاص:

>
من وقائع الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أمس
من وقائع الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أمس
تتواصل اليوم الأحد في العاصمة صنعاء فعاليات المؤتمر الرابع للتجمع اليمني للإصلاح، التي بدأت أمس وسط اجراءات أمن مشددة بحضور (5000) عضو بينهم (600) امرأة، وذلك تحت شعار «النضال السلمي طريقنا للإصلاح الشامل».

وكانت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قد انعقدت خلال الفترة الصباحية من يوم أمس فيما عقدت الجلسة الثانية عصرا.

وخلال الجلسة الافتتاحية تلا الأخ محمد عبدالله اليدومي، الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح، كلمة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح ـ الموجود حاليا بالمملكة العربية السعودية للعلاج ـ التي ورد فيها قوله:

«إن ما تمر به اليمن من مصاعب وما تواجهه من تحديات تفرض على الجميع الالتحام بالقاعدة الشعبية العريضة وتلمس همومها ومشاكلها والعمل بقدر الاستطاعة لإيجاد الحلول المناسبة لها».. مشيرا الى ان تلك الظروف تقتضي من الحاضرين في المؤتمر ومن كافة الإخوة والأبناء أعضاء الإصلاح العمل الدؤوب والمتواصل مع كافة القوى السياسية في الساحة وخاصة مع أحزاب اللقـاء المشـترك.

وجدد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، حرص التجمع اليمني للإصلاح على الاستمرار وتطوير آليات عمل اللقاء المشترك وصولا الى تحقيق الأهداف والطموحات التي «اتفقنا عليها وتجسيد ذلك من خلال التعامل اليومي في الميدان».

وعبر عن اعتذاره لغيابه عن حضور المؤتمر نظرا لظروفه الصحية التي حالت دون ذلك، معربا عن ثقته في ان يقدر المؤتمرون تلك الظروف.

كما عبر الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في ختام كلمته عن تمنياته ان تكلل أعمال المؤتمر بالنجاح وان يخرج بتصورات وقرارات تعزز مسيرة الإصلاح وتجذر دوره في الحياة السياسية اليمنية وتمكنه من تحقيق مشروعه الوطني الطموح إلى بناء يمن المستقبل المشرق الذي ينعم فيه أبناؤه جميعا بخيرات الوطن وثرواته وترفرف فيه رايات العدل والحرية والشورى والديمقراطية.

الى ذلك تحدث في الجلسة الافتتاحية الأخ ياسين عبدالعزيز، نائب رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، فقال: «ان المؤتمر ينعقد في ظل ما تمر به البلاد من ظروف وأوضاع استثنائية بالغة التعقيد، سريعة التغييرات، مليئة بالمفاجآت، محفوفة بأخطر وجوه التحدي، وأحلك ظلمات الفتن، تضعنا أفرادا وجماعات، سلطة ومعارضة، رجالا ونساء، شبابا وشيوخا، أمام مسئوليات جسيمة تتطلب منا الارتقاء بوعينا بذاتنا وبعصرنا، واعادة اكتشافنا لأنفسنا ولما حولنا، وامتلاك الجرأة على مكاشفة أنفسنا بنقائصنا، وبحقائق أوضاعنا وضرورات ومتطلبات تعاوننا وتعايشنا مع بعضنا».

ودعا كافة قيادات التجمع اليمني للإصلاح في مختلف الوحدات التنظيمية الى التفاعل الإيجابي مع واقعهم والبيئة المحيطة بهم وبذل المزيد من الجهد لتعميق نهج الإصلاح الوسطي المعتدل في أوساط المجتمع.

ثم ألقى د.ياسين سعيد نعمان، الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، كلمة أحزاب اللقاء المشترك هنأ في مستهلها الإصلاح بانعقاد مؤتمره العام الرابع «باعتباره حدثا سياسيا هاما لما بات يمثله تجمع الإصلاح من أهمية كركن من أركان الحياة السياسية ولما أضحى يحتله من مكانة متميزة في المنظومة السياسية والفكرية اليمنية التي كان لها الدور الأبرز في إثرائها وإعادة بناء دينامياتها الداخلية على النحو الذي تمكنت معه من مقاومة العوامل المعاكسة والمحبطة التي وصل اليها موروث الاستبداد انتاجها واعادة انتاجها حتى اليوم كشاهد على صعوبة وشدة تعقيدات الظروف المحيطة بها».

وقال نعمان: «في ظروف بالغة الدلالة والتعقيد ينعقد مؤتمركم أيها الاصلاحيون والجميع يتطلع إليه بترقب يعكس الدور المتعاظم لتنظيمكم في مواجهة المهام الوطنية الماثلة أمام القوى السياسية اليمنية، هذا الدور الذي تبلور عبر محطات تاريخية كفاحية لا يمكن فصلها عن نضالات الحركة الوطنية اليمنية حتى استقرت في هذا المشهد السياسي» معتبرا مؤتمر الإصلاح الرابع واحداً من الأوجه الدالة على روح المثابرة في مواجهة التحديات مهما كانت تعقيداتها «وهو ما يمدنا بالأمل في أن المستقبل ليس للذين يقتصر دورهم على الحكم فقط ولكن للذين يعملون من أجله ويضحون في سبيله».

وأكد ان مؤتمر الإصلاح يعد محطة سياسية مهمة يرى فيه الجميع تواصلاً مع ما قدمه (الإصلاح) خلال الفترة الماضية من برهان على كونه تنظيما ديناميكيا أسهم في اخراج الحياة السياسية من الجمود وأكسبها طابعاً حركيا متفاعلاً من شروطها التي تستمدها من حاجة المجتمع.

وقال عضو المجلس الأعلى للقاء المشترك:«إن المشترك يرى في مؤتمر الشريك الوفي لشراكته قوة دفع حقيقية لنضالها خلال المرحلة القادمة لإنضاج الظروف الذاتية والموضوعية لتحويل برنامج الإصلاح السياسي لهذه الأحزاب الى أداة نضالية مع الجماهير ومع المجتمع بكل قواه وفئاته».

واضاف الدكتور ياسين قائلا: «يمكن القول بكل ثقة اليوم إن وجود حزب مثل الإصلاح يمثل هذه الغايات الوطنية الكبيرة، يعد إحدى الضمانات الأساسية بل والركائز المتينة لمستقبل التعددية السياسية والفكرية في اليمن، لا يمكن الحديث عن مستقبل للتعددية بدون أحزاب وتنظيمات سياسية قوية ذات منهج واضح في خياراتها الوطنية والسياسية، وبالاستناد إلى هذه الحقيقة وغيرها يمكننا أن نفهم الأسباب التي تجعل مؤتمركم أيها الإصلاحيون محط اهتمام واسع لجماهير الشعب وقواه السياسية ونخبه الفكرية».

واعتبر وجود اللقاء المشترك أحد أهم مظاهر عودة الحيوية للديناميات الداخلية للحياة السياسية اليمنية، والتي كانت قد عطلتها إخفاقات القوى السياسية في التوصل إلى أجندة واضحة لتقرير المستقبل السياسي لليمن.

وقال: «لقد اختارت أحزاب اللقاء المشترك الطريق الصحيح والأدوات السياسية المناسبة لإعادة إنتاج الوعي السياسي بجوهر المشكلة والمتمثلة في ضرورة بناء الإرادة السياسية لحل هذه الإشكالية ومواجهة الاختلال العميق الناشئ عن تعطيل هذه العملية التراكمية للنضال السلمي الديمقراطي من خلال التأثير المتزايد لهذه العوامل وآلياتها في استقطاب مكونات الدولة وفعاليات المجتمع لصالح مشروع (القوة)».

وأضاف:«لقد نبه المشترك في أكثر من مناسبة الى ما يحدق بالحياة السياسية من مخاطر بسبب هذه الإشكالية التي قد تفضي الى تفريغ الدولة من روحها الوطنية وملئها بالمشاريع الملحقة بالمصالح المغلقة، كان ذلك بمثابة الخطوة الأولى التي أنضجت فكرة اللقاء المشترك الذي تحمل على عاتقه عبء الدفاع عن الخيار الديمقراطي ومنظمة الحريات السياسية والفكرية والنقابية وحرية الرأي العام والصحافة والحريات المدنية وحقوق الانسان وغيرها من القيم والمظاهر الباعثة على تفكيك بنية الاستبداد الحاضنة للمناخات المقاومة لشروط التحول الديمقراطي».

وتطرق نعمان الى الانتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة وما عبرت عنه من استجابة شعبية رائعة للخروج من نفق المراوحة في إعادة إنتاج النظام السياسي بممارسة شكلية تصادر فيها الارادة الشعبية بمختلف الوسائل والاساليب «وهو ما برهن قدرة المشترك على تجاوز النظرات الضيقة لتأسيسه ويحق لنا الرد على أولئك الذين شككوا في قدرة اللقاء المشترك على الصمود أمام عواصف السياسة ونظروا إليه باعتباره مجرد ائتلاف تكتيكي مرحلي لا يعول عليه في التصدي لمهام وطنية كبرى مستدلين على ذلك بتجارب مختلفة كانت الانقسامات الفكرية من وجهة نظرهم قد حكمت مساحات الاتفاق السياسي».

من جهتها عبرت الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي (الحاكم) عن أملها أن يكون المؤتمر الرابع محطة مهمة في مسيرة التجمع اليمني للإصلاح، ومناسبة تتجسد فيها المعاني العظيمة للوقوف أمام تجربة العمل السياسية في إطار التعددية السياسية والحزبية.

وتطرق الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام عبدالرحمن الاكوع، في افتتاح مؤتمر الإصلاح الرابع إلى الحوارات السياسية التي جرت خلال الفترة الماضية بين حزبه وبين التنظيمات السياسية في الساحة الوطنية والتي تفاعل الجميع خلالها وصولاً إلى تعزيز التجربة الديمقراطية وإجراء انتخابات رئاسية ومحلية ناجحة وشفافة شهد بنجاحها أكثر من 45 ألف مراقب محلي و400 مراقب دولي ينتمون إلى أحزاب وتنظيمات ومنظمات دولية وإقليمية، ومن مختلف الدول الشقيقة والصديقة، حيث عبر الجميع عن إعجابهم بالمسيرة الديمقراطية اليمنية وبالوعي السياسي لشعبنا اليمني تجاه العملية الانتخابية التي جرت بصورة آمنة وهادئة ونزيهة.. وكذا بالمشاركة الفاعلة للمرأة اليمنية التي يعرف الجميع كيف كان واقعها في الماضي، وما كانت تواجهه من صعوبات تقف أمامها، ومن رفض غير منطقي إزاء مشاركتها في الحياة السياسية والعامة.

وأكد الاكوع ضرورة التصدي لمحاولات تشويه كل شيء جميل في الوطن والوقوف صفاً واحداً في مواجهة تلك القوى من أعداء الثورة والوحدة والديمقراطية والتقدم في إطار الحفاظ على القواسم المشتركة وفي مقدمتها الدستور والحفاظ على مكاسب الثورة والجمهورية والديمقراطية والوحدة والأمن والاستقرار والتنمية والدفاع عنها، باعتبارها ثوابت وطنية لا مجال للاختلاف حولها مهما كانت التباينات في الرؤى أو الاجتهادات الحزبية التي هي حق طبيعي ومشروع يأتي في إطار المناخ الديمقراطي التعددي في بلادنا وبما لا يلحق الأذى بالوطن أو يضر بمصالحه، فالوطن فوق الجميع ومصالحه العليا ينبغي أن تكون فوق كل اعتبار.

إحدى عضوات الإصلاح تتحدث إلى السيدة آن كريسنيك من الاتحاد الأمريكي للمعلمين خلال المؤتمر
إحدى عضوات الإصلاح تتحدث إلى السيدة آن كريسنيك من الاتحاد الأمريكي للمعلمين خلال المؤتمر
مؤكدا حرص حزبه المستمر على مد جسور التواصل والتفاهم والحوار مع الجميع وفي المقدمة التجمع اليمني للإصلاح.

وجدد دعوة حزبه الحاكم إلى إسدال الستار على كل تلك الآثار التي خلفتها الدعايات والحملات الانتخابية الرئاسية والمحلية الأخيرة باعتبار أن ما حدث أمر طبيعي ومألوف في الحملات الانتخابية المماثلة التي تجري في العديد من بلدان العالم الديمقراطي خاصة المتقدمة منها.. فالسلطة والمعارضة - بحسب الاكوع - شركاء في هذا الوطن «وتقع على عاتقهما جميعاً مسؤولية تاريخية ومشتركة من أجل التنمية الشاملة وتعزيز الديمقراطية والوحدة والسلام الاجتماعي والأمن والاستقرار، فالمعارضة هي رديف السلطة والوجه الآخر لها وينبغي أن لا يكون للخصومة السياسية مكان بيننا».

وأكد الأمين العام المساعد للحزب الحاكم حاجة الوطن أكثر من أي وقت مضى إلى تضافر جهود كل أبناء الوطن بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية من أجل خدمة الوطن والنهوض به وعلى مختلف الأصعدة والعمل على كل ما من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية وتكريس قيم التآخي والتلاحم ونبذ الفرقة والتعصب والكراهية والبغضاء وتجنب التعبئة الخاطئة أو التمترس ورائها والإنتصار للحقيقة وللعقل والمنطق في التعامل مع كافة قضايا الوطن.

وأكد ثقة حزبه بالشعب وقواه الخيرة وقواته المسلحة والأمن في التصدي لفتنة صعدة وكل من يفكر المساس بأمن الوطن واستقراره ووحدته الوطنية، مؤكدا حاجة الأحزاب والتنظيمات السياسية إلى مراجعة النفس والوقوف أمام الضمير بعيداً عن الرؤى المتعصبة والمواقف الخاطئة «فالاعتراف بالحق فضيلة وليس عيباً أن يخطئ الإنسان حيث لا يكون الكمال إلا لله ، ولكن العيب الاستمرار في الخطأ أو المكابرة به.

وجدد الاكوع تهاني حزبه للتجمع اليمني للإصلاح متمنيا للإصلاحيين النجاح والتوفيق وبما يخدم الأهداف الوطنية المنشودة ويحقق المصالح العليا للوطن ويثري واقع الممارسة الديمقراطية في البلاد.

وعن ائتلاف المجتمع المدني ألقت الصحفية توكل عبد السلام كرمان، رئيسة منظمة صحفيات بلا قيود، كلمة حيت فيها الإصلاحيين في مؤتمرهم العام الرابع، معتبرة تجربة اللقاء المشترك أحد أهم التجليات التي بدأها الإصلاح في نضاله السلمي.

ودعت كرمان الإصلاحيين إلى التضامن مع أهم قضايا الحقوق والحريات في الساحة اليمنية هذه الأيام ، مهجري الجعاشن ، والمواطنين حمدان درسي وأنيسة الشعيبي «ضد من قام باستعبادهم في عالم لم يعد فيه عبيد».

وتحدثت في الجلسة الافتتاحية د.أمة السلام رجاء، رئيسة القطاع النسوي للتجمع اليمني للإصلاح، فقالت إن المرأة داخل قطاعات الإصلاح قد خطت تجربة مميزة في ميدان العمل النسائي بمختلف أصعدته. وناشدت أعضاء حزبها أن يساهموا أفرادا وجماعات في محو أمية المرأة اليمنية في كل مكان، مؤكدة على ضرورة تبني استراتيجية معينة لتطوير العمل النسوي خلال الفترة القادمة، ومناقشة ذلك على كآفة الأصعدة ، وأهمية الاهتمام بالأسرة والأطفال والشباب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى