المحادثات ضرورة مع تضاؤل احتمال المصالحة في الصومال

> نيروبي «الأيام» سي.برايسون هال:

> باستثناء الجنود الصوماليين يبدو أن الحكومة الصومالية المؤقتة لديها القليل من الأصدقاء في العاصمة مقديشو,ففي كل يوم تقريبا يعاني جنودها وحلفاؤها المدربون جيدا من الهجمات بالصواريخ وقذائف المورتر والأسلحة. ويردون بالمدفعية ويقتل المدنيون باستمرار في تبادل إطلاق النيران.

وتنحي الحكومة باللائمة في التمرد على الإسلاميين الذين هزمتهم بمساعدة اثيوبيا في حرب استمرت اسبوعين مطلع هذا العام. وفر الآلاف من الذين حوصروا في المعركة من أجل السيادة السياسية من أعمال العنف اليومية.

ويقول محللون ودبلوماسيون إنه لحين تأمين مقديشو وبدء عملية المصالحة فلن يتغير الكثير.

ويشير دبلوماسي اوروبي الى أن المحادثات خلقت حالة من الهدوء النسبي في منطقتي ارض الصومال وبونتلاند وتتمتعان بحكم ذاتي في مقديشو.

وأضاف الدبلوماسي "هذا أهم شيء لأن المجتمع الصومالي يعمل بهذه الطريقة. يجلسون تحت شجرة ويدبرون أمورهم.

هذا هو الشيء الوحيد الذي لم تتم تجربته."

وحكومة الرئيس عبد الله يوسف هي المحاولة الرابعة عشرة لإنشاء سلطة وطنية في الصومال منذ عام 1991 حين سقطت في حالة من الفوضى بسرعة بعد الإطاحة بالدكتاتور محمد سياد بري.

ومن الأمور التي لا تزال باقية منذ عهد سياد بري انعدام الثقة بين القبائل الكبرى التي أثار الدكتاتور السابق مشاعرها في إطار استراتيجية فرق تسد.

ومنذ سقوط بري طغت مصالح القبائل على المشاعر الوطنية القوية في الصومال وتجلت في المعارضة التي أبعدت الحكومة عن مقديشو.

ودعم أفراد قبيلة هاويي استيلاء الإسلاميين على مقديشو وأمراء الحرب الذين سيطروا عليها حتى طردتهم الحركة العسكرية الدينية في يونيو.

ويقول بعض الدبلوماسيين إن إرضاء قبيلة هاويي التي لم يوافق زعماؤها على تعيين علي محمد جيدي رئيسا للوزراء مسألة صعبة وتكاد تكون مستحيلة بسبب غريزة حب البقاء لدى الحكومة.

وقال دبلوماسي غربي عن تاريخ الصومال منذ الإطاحة ببري "لم يعقد قط مؤتمر للمصالحة دون أن يسفر عن تغيير في القيادة العليا.

"إنها مجرد مسألة ما اذا كانت الحكومة ستكون شاملة بالدرجة الكافية وإن كانت قبيلة هاويي تستطيع أن تشعر أن لها دور." وتخطط الحكومة لمؤتمر للمصالحة الوطنية يعالج القضايا الاجتماعية فحسب غير أنها تجاوزت الموعد المحدد له مرارا.

وتجادل بأن عملية السلام التي تمخضت عن الحكومة كانت المصالحة السياسية.

وقال الدبلوماسي الاوروبي إن على الحكومة تحقيق أمن حقيقي في مقديشو اولا.

وأضاف "اذا لم يستطيعوا فإن مؤتمر المصالحة هذا لا يمكن أن يعقد هنا. ويجب أن يعقد هنا." كان ترويض مقديشو أصعب شيء امام كل محاولة لتشكيل حكومة منذ عام 1991 ولم ينجح الا المسلحون الإسلاميون في تحقيق الاستقرار بالعاصمة خلال حكمهم الذي دام ستة اشهر من خلال تطبيق الشريعة الإسلامية.

وتعزز الحكومة قواتها وتعترف بحاجتها لمساعدة خارجية.

ويفترض أن تنسحب اثيوبيا بعد وصول قوة مقترحة تابعة للاتحاد الافريقي قوامها ثمانية آلاف فرد.

وحتى الآن لا تملك القوة الا نصف القوات التي قطعت وعود بإرسالها وتم تفويت موعد إرسالها مرارا.

ويعتقد كثيرون أن الاتحاد الافريقي سيقع تحت ضغط كبير لترويض العاصمة بالنظر الى عدم كفاءته في عملية حفظ السلام التي يقودها في منطقة دارفور بالسودان.

ويقول خبير عسكري يتابع شؤون الصومال إن نشر قوة الاتحاد يمكن أن يزيد الأمور سوءا.

وتابع قائلا "اذا وضعوا هناك فسيعطي هذا للأصوليين مزيدا من الدوافع للقتال تحت الأرض.

سنرى دعما اقليميا متزايدا.

لدينا بغداد في الصومال وهذه مجرد البداية." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى