أطباء سمفونية العذاب

> «الأيام» روماس عبدالقوي عبدالله - عدن

> كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الغش والخداع والتلاعب من قبل بعض الأطباء، الذين تجردوا من والقيم الإنسانية والأخلاقية ونزعت من قلوبهم الرحمة لتحل محلها المادة قبل كل شيء. إن من يعاين ما هو حاصل ويحصل كل يوم في معظم المستشفيات من ترد في الاوضاع وتدهور في جميع المستويات الخدماتية فيها سوف يرى بأم عينيه شتى وأصلف أنواع الظلم والجور الواقع على المرضى من قبل أطباء بعيدين كل البعد عن هذه المهنة الإنسانية النبيلة التي تحمل في ثناياها كل معاني العطف والرحمة والشفقة على المرضى دون أي تفرقة يصحبها أي دافع من دوافع مغريات المال أو صلة قربى كانت بين مريض وطبيب، بل هي أكبر من هذا .. نعم، أين قدسية المهنة التي اضعتموها يا أطباء بلا ضمير؟ أين القسم الذي أقسمتم به يوم تخرج كل واحد منكم؟ يا حسرتاه على أطباء أضاعوا شرف المهنة من أجل أغراض دنيوية دنيئة، وإن ما يحز في نفس المرء منا أن يرى ويسمع مثل هذا ولكن وللأسف الشديد هي الحقيقة المؤلمة التي لمسناها عند هؤلاء الأطباء الذين أصبح همهم الأكبر هو السعي وراء المال والربح السريع والمتاجرة بأرواح أناس أبرياء لا حول لهم ولا قوة فيما ابتليوا به وساقتهم الأقدار إلى أيدي أطباء مقصرين في أداء مهامهم التي تحتم عليهم إنقاذ أرواح مرضاهم قبل السعي واللهث وراء المال وقباحة الافعال.. نعم أطباء منزوعو الضمير عديمو الإنسانية تصلبت قلوبهم وقست كالحجارة بل أشد قسوةً، نحن في حال يرثى له في بلد هيمنت عليه قوة الشر واستفحلت فيه ظاهرة الفساد المتفاقم الذي أخذ يتوسع حتى طال القطاع الصحي، الذي لم يسلم هو الآخر من هذا الوباء بل الكارثة في جميع المجتمعات المتحضرة.

إننا في حالة بؤس وشقاء لما هو حاصل لنا وعلينا ونتحسر على أحوال المرضى ومعاناتهم المستمرة مع هؤلاء الأطباء العابثين بأرواح الناس والشاهرين اقلامهم السامة على روشتات يصرفونها للمرضى دون أي مراعاة لأحوال هؤلاء المبتلين وأهليهم الذين أضناهم البلاء والسقم ولم يستطيعوا أن يروا ذويهم يصرخون أمام أعينهم من شدة آهات الألم، فتراهم يلجؤون إلى المستشفيات العامة لعجزهم ولظروفهم المعيشية القاسي ومعاناة مرضاهم التي اثقلت كاهلهم وافتقارهم لعدة أشياء في هذه الحياة المليئة بالآلام والمآسي، وليتهم يجدون مايشفي صدورهم أو يخفف عنهم معاناتهم أو يدفع بلواهم أو يحمل ولو بعض الحمل الثقيل من على عاتقهم .

معاناة إنسانية لا ينبغي السكوت عنها. تسمع صراخ الأطفال وأنين الكبار يهز أركان تلك المستشفيات وسكرات الموت المحدقة في كل أرجاء( المقابر) أقصد المستشفيات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى