الفوضى في بغداد تمتد الى الجامعات

> بغداد «الأيام» ميكاييلا كانسيلا كيفر :

>
اجراءات امنية مشددة خارج بوابة احدى الجامعات
اجراءات امنية مشددة خارج بوابة احدى الجامعات
لم تنج الجامعات العراقية من العنف الطائفي الذي يعصف بالعاصمة بغداد حيث اصبح الطلاب الراغبين في مواصلة تعليمهم والاساتذة الحريصين على الاستمرار في اداء عملهم يقدمون على مخاطرة قد تكلفهم حياتهم.

ويوم الاحد الماضي، كان الطلاب مجددا ضحية لتفجير دام نفذته انتحارية وحصد ارواح 40 طالبا وطالبة معظمهم من الشيعة في كلية الاقتصاد والادارة التابعة لجامعة المستنصرية التي استهدف تفجير مقرها الرئيسي قبل شهر واوقع 70 قتيلا.

وقال وزير التعليم العالي عبد دياب العجيلي بصوت مرتجف "ماذا يمكننا ان نفعل لا يمكننا ان نفتش الجميع".

واضاف لوكالة فرانس برس "كان هناك عدد كبير من الطلاب لان امتحانات كان تعقد في هذا اليوم".

وتقع كلية الاقتصاد والادارة في منطقة الطالبية القريبة من مدينة الصدر معقل جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر ومعظم طلابها من الشيعة.

وقالت استاذة من جامعة بغداد، وهي واحدة من الجامعات الاربع في العاصمة العراقية، "لقد اصبح بالفعل من الصعب علينا ان نعمل فالطريق غير امن والجامعة نفسها غير امنة".

واصبحت هذه الاستاذة التي بلغت الثالثة والستين من عمرها ولكنها تفضل مواصلة عملها تذهب الى الجامعة مرة واحدة اسبوعيا لانها تريد ان تقلل قدر الامكان المخاطر التي تتعرض لها.

وتضيف السيدة التي تخشى الافصاح عن اسمها "انني اغير باستمرار موعد ذهابي الى الجامعة كما انني اتحرك برفقة حارس خاص".
. وتتابع باسف "عندما تهاجم الجامعات فان المجتمع ينهار".

وتقول "اننا بحاجة شديدة الى التعليم فالبلد كان مغلقا (في عهد صدام حسين) ولم تكن نعرف ما يحدث في الخارج".

ويبدو ان اساتذة الجامعات مستهدفون بشكل متعمد. فوفق احصاءات وزارة التعليم العالي قتل 195 منهم وخطف اخرون منذ ان بدا العنف,كما ان الالاف من اساتذه الجامعات تركوا العراق.

وتقول طالبة شيعية في السنة الثالثة في كلية العلوم السياسية "ان الوضع هذا العام صعب للغاية.. اننا خائفون جدا".

وتضيف "احيانا توزع منشورات تحذر السنة من المجيء الى الجامعة واحيانا اخرى توزع منشورات موجهة للشيعة تهددهم اذا ما واصلوا التردد على الجامعة".
. وتقول باسى "ان اقرب صديقاتي سنية".. اما محمد فهو معيد سابق ولكنه ترك التدريس.

ويشرح انه ينتمي الى عشيرة مستهدفة من قبل ميليشيات شيعية متواجدة في جامعة بغداد.

ويؤكد ان الكثير من الطلاب توقفوا عن الذهاب الى الجامعة. ويشرح ان "الخطر ليس فقط في الجامعة وانما في الشارع فهناك حواجز يقيمها مسحلون وهم يسالون عن الهوية وعن العشيرة التي تنتمي اليها وبالتالي فاننا نواجه خطر الموت".

ولكن الوزير يؤكد انه ليست هناك ادلة على تهديدات داخل الجامعات مشيرا الى ان عدد المسجلين في الجامعات ارتفع الى 380 الف طالب.

ولكن خلال العام الدراسي 2006/2007 لم تكن الدراسة منتظمة بسبب العنف وهو ما دفع وزارة التعليم العالي الى اصدار قرار يتيح للجامعات تاجيل الامتحانات.

ويقول الوزير "المفترض ان يدرس الطلاب 30 اسبوعا خلال العام الدراسي واذا لم يتمكنوا من استكمال ساعات الدراسة المقررة فمن الافضل تاجيل الامتحانات حافظا على المستوى العلمي".

وتاخذ الوزارة بعين الاعتبار المخاطر الامنية التي تواجه الطلاب بسبب العنف الطائفي.

ووافق الوزير على تعليق العمل بنظام القبول في الجامعات على اساس مستوى الدرجات.

وبات باستطاعة الطلاب ان يختاروا ما يشاؤون من جامعات بصرف النظر عن درجاتهم.

والان يهرب العديد من الطلاب السنة الى الموصل (شمال) حيث يواصلون دراستهم الجامعية بينما يغادر الشيعة محافظة الانبار ذات الغالبية السنية (غرب) للالتحاق بالجامعات في بغداد.

وتقول الطالبة الشيعية "تم قبول اخي في الموصل وهي واحدة من افضل جامعات العراق ولكنه لم يذهب لانه خائف وقرر ان يدرس في الكوت".. وتضيف "يجب ان تقولوا الحقيقة .. العراق في وضع حزين". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى