رمزية الإرياني رئيسة الاتحاد العام لنساء اليمن تتحدث لـ «الأيام» عن ختان الإناث:سندعو لمؤتمر اقليمي تشارك فيه 5 دول عربية اشد معاناة من اليمن للقضاء على الظاهرة

> صنعاء «الأيام» بشرى العامري:

>
رمزية الإرياني
رمزية الإرياني
يعد ختان الإناث شكلا من أشكال العنف ضدهن وانتهاكا لحقوقهن، الذي يمارس في مرحلة الطفولة ويشار إليه على الصعيد المحلي (طهور الإناث أو خفاض الإناث) وهي ممارسة تقليدية تترك آثارا بشعة على صحة المرأة وتسمى حالة تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى، وقد أدينت هذه العادة في كل من المؤتمر الدولي للإسكان والتنمية والمؤتمر العالمي الرابع للمرأة، وأدينت أيضا في بيان مشترك من منظمة الصحة العالمية واليونيسف وصندوق الأمم المتحدة للسكان بوصفها انتهاكا لحقوق الإنسان.

ويقدر أن ما يتراوح بين 114.85 مليون امرأة يعيش معظمهن في 28 دولة في افريقيا والشرق الاوسط وآسيا قد تعرضن للختان بشكل أو بآخر، وأن هناك مليوني امرأة يخضعن لعملية الختان سنويا.

وفي اللقاء التنسيقي حول مواجهة العنف المجتمعي ضد الفتاة (ختان الإناث) الذي أقامه مؤخرا المكتب التنفيذي لاتحاد نساء اليمن بالتعاون مع منظمة اليونيسف، تحدثت الأخت رمزية الارياني، رئيسة الاتحاد حول هذه الظاهرة قائلة: «ختان الإناث ليس ظاهرة تشمل جميع أنحاء اليمن، ولكنها ظاهرة كبيرة في أربع محافظات وخاصة حضرموت والمهرة، ونحن لم نسمع عنها وخاصة في المناطق الشمالية والجبلية ولكن نتيجة لتمهيد الطرق والانتقال والتواصل فيما بين المدن والناس ظهرت هذه الظاهرة وبدأت تظهر بشكل واضح في بداية التسعينات، واتضح أنها موجودة بشكل كبير من خلال الدراسات الميدانية والعملية في ذلك الوقت، فقد تكاد تكون 99% في المهرة وفي حضرموت الوادي بالذات وفي عدن وبشكل قليل في أبين ولحج وفي الحديدة وأيضا في بعض المديريات كانت تشكل 99% وذلك بسبب المد الصومالي لهذه المناطق.

وتنبهت وزارة الصحة لهذه الظاهرة وعملت دراسات ميدانية ثم تولت بعض المنظمات المدنية من ضمنها اتحاد نساء اليمن بصفته لديه مراكز في المحافظات وفي المدن وقمنا بإنزال دراسات عشوائية فوجدنا أنها ظاهرة كبيرة جدا وتختلف من منطقة لمنطقة ويمارس في ثلاثة مستويات القطع الصغير ثم الأكبر ثم القطع الكلي، ووجدنا أيضا وفيات بين الفتيات بسبب ممارسة هذه الظاهرة، وهذا كان شيئا مسكوتا عنه لا تتحدث عنه إلا النساء ولا تمارسه إلا النساء القابلات والجدات.

ثم بدأت التوعية الميدانية ولكننا فوجئنا عند قياس الأثر بعدم الاستجابة لاتحاد نساء اليمن وبعض الجمعيات بل وكفروا اتحاد نساء اليمن وأنه يعمل ضد الدين، فاستعنا برجال المساجد المتفتحين لكي يعملوا حوارا ونقاشا مع رجال المساجد المتشددين الذين يقولون إن ختان الإناث من الدين ووجدنا بعد ذلك استجابة كبيرة من المجتمع المحلي ومن الآباء أيضا، حيث وصلت إلينا شكاوى منهم بأنهم يذهبون إلى العمل وعند عودتهم إلى المنزل يجدون بناتهم مختنات من قبل جدة الأم أو جدة الأب.

ومن ذلك المنطلق وجدنا أن التوعية لها مردود بين الرجال المتعلمين وليس لنا أي مردود بين النساء وأن النساء هن من يمارس هذا العمل. وفي إحدى المرات شكت إلينا امرأة متعلمة تعمل في حقل التدريس فقالت: ذهبت الى المدرسة وتركت طفلتي ذات العامين أمانة لدى والدتي، وعند عودتي وجدت أمي قد أحضرت القابلة إلى المنزل، وهذه أمي فماذا أستطيع أن أعمل لها. وكانت تبكي بحرقة، وأخرى قالت لنا: ابنتي توفيت لأني تركتها عند أم زوجي وذهبت للعمل وعند عودتي وجدتها قد قامت بختانها وظلت البنت في نزيف مستمر حتى توفيت. ومن هذا المنطلق يجب علينا القيام بتوعية كبيرة جدا بالتنسيق مع أئمة المساجد وعلماء الدين الذين يعملون بآيات القران وما جاء في الأحاديث الصحيحة وليس الأحاديث الضعيفة.. فختان الإناث يعد عادة اجتماعية كانت في تلك المناطق نتيجة هجرات افريقية عن طريق الساحل إلى اليمن، حتى الختان الفرعوني ليس من صناعة فراعنة مصر وإنما صدر إليهم من أواسط افريقيا وكان الفراعنة يعتقدون أنهم عندما يقومون بذلك ويقطعون هذا الجزء ويرمونه في النيل فإن هذا العام سيكون عام خير.

ومن هذا المنطلق فإن الختان قديم قدم البشرية.. وعلينا جميعا كيمنيات وكأئمة مساجد وإعلاميين ومثقفين وعلماء دين أن نعمل على إزالة هذه الظاهرة لأنها تسبب أضرارا نفسية واجتماعية حتى في كبر المرأة وعند الزواج، وتؤدي أحيانا إلى الطلاق والعديد من المشاكل التي وجدناها في الميدان.

ويعد هذا اللقاء تشاوريا للخروج بتوصيات للمؤتمر الاقليمي الذي سندعو إليه خمس دول عربية تعاني أشد منا من هذه الظاهرة وهي السودان ومصر وجيبوتي والصومال وعمان، ليكون بيننا وبينهم شراكة للقضاء على هذه الظاهرة وسندعو أئمة مساجد وعلماء دين من عندهم ونساء عانين من هذه الظاهرة وجمعيات عملن في هذا المجال كل يحكي تجربته لنخرج برؤية واضحة وعمل مشترك ويكون لنا في النهاية اجتماع لدراسة نتائج هذا العمل».

كما تحدثت أيضا الدكتورة فائزة عبدالحميد شمسان، من إدارة صحة المرأة بقطاع السكان التابع لوزارة الصحة عن الأضرار الصحية لختان الإناث قائلة :«عانت ما يزيد عن 130 مليون فتاة وسيدة على مستوى العالم من ويلات ختان الإناث، وهناك خطر تعرض مليوني فتاة للختان في كل عام، ويتم ممارسة الختان في المعتاد على الفتيات بين سن 4-12 سنة على الرغم من أن بعض الثقافات الأخرى تمارسها بعد مرور ما لا يتجاوز أياماً قلائل من مولد الطفلة أو تتأخر حتى قبيل زواجها أو خلال حملها أو بعد ولادة طفلها الأول، وقد يتم ختان الفتاة وحدها أو تختن مع مجموعة من الأقران من نفس المجتمع أو القرية وفي المعتاد يقوم الممارسون التقليديون من كبار السن أو مختنات من الإناث بذلك الإجراء. وتشير دراسة أجريت في اليمن إلى أن من يقوم بهذه العملية هم الحلاق، المولدة الشعبية، الداية، الأقارب، مقدمو الخدمة الصحية.

ويذكر بعض الكتاب أن هذه الظاهرة بدأت جذورها ما قبل ألفي سنة مضت وبالتحديد جنوبي مصر وشمال السودان، غير أن الممارسات بدأت في غرب افريقيا في القرنين التاسع عشر والعشرين، ولا توجد أي أدلة قاطعة محددة للتوثيق الدقيق للوقت الذي بدأ فيه أو السبب الذي بدأ من أجله ختان الإناث.

وختان الاناث هو كافة الممارسات التي تتضمن تشويه أو جرح او استثناء كلي أو جزئي للأعضاء التناسلية الخارجية للمرأة، وهنالك أنواع عديدة لممارسة ختان الإناث، وتميز منظمة الصحة العالمية أربعة أنواع هي التبظير أو الخفض وهول استئصال جدار البظر سواء مع إزالة البظر نفسه أم عدم إزالته، والنوع الثاني استئصال وهو إزالة البظر علاوة على جزء من الشفرين الصغيرين أو إزالتهما بالكامل، والنوع الثالث التبزيم وهو إزالة جزء من الأعضاء التناسلية الخارجية أو إزالتها بالكامل (البظر، الشفرين الصغيرين، الشفرين الكبيرين) وخياطة أو تقريب فتحة المهبل مع ترك ثقب صغير لتدفق البول ودم الحيض.

وأخيرا النوع الرابع وغير المصنف وهو جميع العمليات الأخرى التي تجرى على الأعضاء التناسلية مثل: وخز أو ثقب أو تمديد أو شق البظر أو الشفرين أو كليهما، الكي عن طريق حرق البظر والأنسجة المحيطة، شق جدار المهبل، كشط وقطع المهبل وإدخال مواد أو أعشاب إلى داخل المهبل. وقد خرجت إحدى الدراسات التي أجريت في اليمن أنه يتم ممارسة التكميد وتبدأ الأم أو إحدى النساء بوضع كمادات دافئة من قطعة قماش قطنية بالملح أو الرمل المضاف إليه الزيت وبعض الأعشاب ويوضع على الأعضاء التناسلية للطفلة وتستمر لمدة ساعة يوميا، ويستخدم التكميد من حوالي اليوم الرابع بعد الولادة لمدة تتراوح بين أربعين يوما إلى أربعة أشهر.

ويضع المؤيدون لممارسة هذه العادة عدة أسباب ومبررات يمكن تلخيصها إلى: أسباب اجتماعية باعتباره اعتماد انخراط الفتيات في عالم المرأة ودمجها اجتماعيا وصيانة الروابط الاجتماعية، وأسباب صحية وجمالية حيث يسود الاعتقاد بأن الأعضاء التناسلية الخارجية الظاهرة للمرأة قذرة وأن الختنان يعزز الخصوبة وبقاء الطفل على قيد الحياة، وأسباب دينية حيث يعتقد البعض أنه يتم ممارسة هذه العادة من منطلق أنه واجب ديني.

وقامت منظمة الصحة العالمية بإجراء دراسة غطت الفترة ما بين عامي 2001-2003م في مناطق مختلفة من افريقيا، وتمت الدراسة على عينة عشوائية تمثلت في 28393 امرأة حاملاً حضرن إلى المستشفى للولادة، وخرجت هذه الدراسة بعدة نتائج من أهمها أن 25% من مجموع أفراد العينة الحوامل غير مختنات وعددهن 7171 وبقية أفراد العينة البالغة 21222 كنّ من المختنات، وبلغ إجمالي حالات الوفاة أثناء الولادة من بين أفراد العينة 54 حالة منها 45 حالة كن مختنات والحالات التسع الباقية غير مختنات.

وهناك دراسة لوزارة الصحة مع اللجنة الوطنية للمرأة في العام 2001م قام بها مجموعة من الباحثين اليمنيين في مشروع صحة البنات في خمس محافظات هي الحديدة، حضرموت، عدن، المهرة، وأمانة العاصمة وقامت الدراسة على عينة من السيدات تبلغ 2163 حالة، هدفت الدراسة إلى فهم الوضع الثقافي والاجتماعي من ختان الإناث وذلك من خلال مقارنة آراء قطاعات مختلفة من المجتمع، وخرجت هذه الدراسة بمجموعة من النتائج أهمها أن مناطق انتشار ختان الإناث تتركز في المناطق الساحلية (الحديدة، المهرة، وحضرموت) وأقل نسبة كانت في أمانة العاصمة، وبلغت نسبة النساء المختنات 56% من إجمالي أفراد العينة وغير المختنات بلغت 44%.

وفي اليمن صدر قرار وزاري برقم 1/3 لسنة 2001م نص على أنه (يمنع منعا باتا القيام بعملية ختان الإناث من جميع العاملين في الخدمات الصحية العامة والخاصة) وهناك نوعان من المضاعفات الصحية الناتجة عن ختان الإناث وهما : أولا المضاعفات الصحية قصيرة المدى والتي تتمثل في الألم الحاد والنزيف والالتهابات (تسمم في الدم) احتباس البول الحاد وإصابة الأجزاء القريبة من الأعضاء التناسلية مثل فتحة البول وكسر الحوض وخلع المفاصل وعدم التئام الجروح وفي بعض الأحيان الموت.

أما المضاعفات الصحية طويلة المدى فتتمثل في التهابات المجاري البولية المتكررة وصعوبة في خروج دم الحيض (عسر الطمث) وتكون نسيج ليفي مؤلم وتكيسات تقيح واضطرابات في الدورة الشهرية والناسور البولي والتهابات في الجهاز التناسلي وصعوبة أثناء الوضع وهناك آثار الجروج التي من الصعب أن تمحى، إلى جانب المضاعفات الجنسية المتمثلة في ضعف التجاوب الجنسي وعدم الإشباع وآلام أثناء الجماع والخوف والقلق والألم الذي لا ينسى مدى العمر، بالإضافة إلى المضاعفات النفسية والاجتماعية التي تتمثل في فقد الثقة وفقد الشهية ونقص في الوزن أو زيادته وعدم القدرة على التعلم والتركيز والتعبير والقلق المزمن وألم نفسي حاد. وهناك أيضا التعقيدات التي تحدث أثناء الحمل والولادة، والتي تتمثل في عدم القدرة على الولادة الطبيعية والقلق من التعرض للعمليات القيصرية نتيجة انغلاق الفتحة بالختان. والنوع الثالث من الختان يحتاج إلى فتح قبل الولادة من الشهر السادس أو السابع وطول مدة الولادة يؤدي إلى الناسور والموت نتيجة صعوبة الولادة وانفجار الرحم، إلى جانب التعقيدات التي قد تحدث للطفل المولود والتي تتمثل في اختناق المولود وإصابات المخ أثناء الولادة (التخلف العقلي) وإصابات نتيجة صعوبة الولادة (كسور العظام) والموت في بعض الأحيان. ومما تقدم يتضح أن ختان الإناث بكل المقاييس يمثل جريمة طبية أخلاقية قانونية اجتماعية ولا يوجد من الناحية الانسانية ما يبررها».

وحول التوعية في المحافظات للحد من هذه الظاهرة تحدثت الأخت هيفاء الحمدي من محافظة الحديدة قائلة:«إن التقارير النفسية تشير إلى أن 80% من المرض السريري هم مرضى نفسيون وهذه التقارير تعطي لنا صورة واضحة أن المعاناة النفسية ترتبط دائما بالألم ولكون العملية مؤلمة وجريمة بحق من تجرى عليه فإنها تترك آثارا وقتية وبعيدة المدى، وعلاج الفتاة أو المرأة من مضاعفات الختان المباشرة والبعيدة المدى يشكل عبئا ماليا على الأسرة. وأسباب إجراء عملية الختان في محافظة الحديدة تتمثل في جعل الفتاة نقية وطاهرة ولمعتقدات دينية ونتيجة للعادات والتقاليد وأنه يجعل الحياة الجنسية تحت السيطرة ويضمن بقاء عذرية البنات ويعمل أيضا على خفض البظر حتى لا تبدو المرأة كالرجل ويحافظ على التقاليد بحيث لا تقبل البنت كزوجة إذا لم تختن ويرغّب في الزواج حيث قد تتعرض الزوجة إلى تأنيب أسرة الزوج إن لم تكن قد ختنت.

وعند نزولنا الميداني واجهتنا العديد من المعوقات والمشكلات أثناء إقامة المحاضرات والندوات لبث الوعي الصحي حول هذه المشكلة التي تتعرض لها الإناث في مجتمعنا اليمني ومن أهمها عدم فهم بعض الأسر وعدم التوعية وقلة المصادر والأبحاث العلمية التي تناقش مشكلة ختان الإناث وعدم توافرها لدينا، وعدم وجود كوادر نسائية (طبيبات متخصصات) تهتم بهذا الموضوع وتعمل على نشر التوعية الصحية في أوساط النساء. وتحرج معظم الأسر في التحدث عن هذا الموضوع أو حتى التوجه بالسؤال عن حكمه في الإسلام عند العلماء الأفاضل أو عن أضراره الصحية عند الأطباء المعروفين. وبعض الأسر تعتقد أن ختان الاناث سنة نبوية والبعض الآخر تعتبرها عادات وتقاليد موروثة من الأجداد وبعض رجال الدين اعترضوا وقالوا إنها سنة وهذا ما سبب لنا إعاقة في عملنا. فالدور الذي نقوم به دور كبير ويحتاج إلى توعية شاملة تتمثل في الإذاعة والتلفزيون والصحافة وعن طريق الأعيان وكافة أئمة المساجد».

ومن محافظة المهرة تحدثت الأخت ملكة علي محمد سالم عن أسباب انتشار هذه الظاهرة في المحافظة قائلة:«ساعدت عدة عوامل وأسباب على انتشار هذه الظاهرة السيئة وغيرها، التي كانت ومازالت تمارس على مستوى المحافظة كاملة، ومن أهمها انتشار الأمية في أوساط النساء والبعد الجغرافي بين مديريات هذه المحافظة المترامية الأطراف وصعوبة ووعورة الطرق لبعض المديريات وانتشار الجهل وقلة الوعي الصحي وعدم وجود برامج توعية بشكل مستمر ودائم لكافة المديريات بالمحافظة نظرا لعدم وجود دعم مستمر لتنفيذ برامج مماثلة بالمديريات النائية والريفية البعيدة، ولذا فإن عملية الختان تمارس بنسبة 100% في محافظة المهرة مع وجود اختلاف في طريقة الختان من محافظ لأخرى». وعن الصعوبات التي تواجههم في التوعية قال إنها تتمثل في: «ضعف دور مكتب الأوقاف والإرشاد في التحذير من خطورة هذه الظاهرة، وعدم قيام إدارة الصحة الإنجابية بأي حملة توعية عن هذه الظاهرة» ، واقترحت ضرورة التنسيق مع إدارة الصحة الإنجابية والسلطة المحلية لوضع وتنفيذ برامج التوعية لتوعية المجتمع المحلي بخطورة هذه الظاهرة.

وقال الاستاذ مشموم مبارك مستهيل، من المهرة: «أبلغت من قبل فرع اتحاد نساء اليمن بمديرية حوف بالمشاركة في دورة ختان الإناث وبناء على ذلك شاركت في الدورة التي أقيمت في الغيظة عاصمة محافظة المهرة. وتلقينا خلال الدورة جملة من الدروس المهمة حول الختان. وعند عودتي من الدورة قمت بثلاث حلقات تثقيفية في هذا المجال، إلا أنه وللأسف الشديد لم تحدث استجابة أو تفاعل من الشريحة النسوية المستهدفة وذلك لعدة أسباب تتعلق بالتمسك بالعادات والتقاليد السائدة في المنطقة، دون النظر إلى صحتها أو الوعي بمخاطرها وأضرارها، حيث إنه ترسخ في أذهان النساء هناك معتقدات خاطئة، حيث يرين أن الفتاة المختونة لا تسبب مشاكل، الأمر الذي يجعل من إبطال هذه الظاهرة صعبا للغاية، إلا أنه لوحظ حصول تحسن طفيف من ناحية التقليل من حجم الجزء المقطوع».

مؤتمر حول ختان الإناث
مؤتمر حول ختان الإناث
وتحدثت الدكتورة ذكرى نعمان، من اتحاد نساء اليمن عدن عن هذه الظاهرة قائلة: «كان نشاطنا عبارة عن دورات توعوية بالتنسيق مع الاتحاد وعملنا مع الاسر وبالذات في المناطق النائية مثل القلوعة والخيسة لأنهما أكثر ممارسة لهذا العمل».

وعن الإحصائيات التي رصدتها جمعية العيدروس للارتقاء بالاسرة تحدثت الأخت سمية أحمد القارمي، من جمعية العيدروس قائلة:«إننا لا نستطيع أن نقول مشروع ختان البنات خوفا من تهجم المجتمع بل أسميناه مشروع صحة البنات وبدأ منذ عام 2001م من خلال اللجنة الوطنية للمرأة بقيادة الاستاذة المرحومة اعتدال ديريه، ومن أهداف المشروع نشر الوعي الصحي عن الآثار المترتبة على ختان البنات، وتفعيل الجمعيات الأهلية باستخدام طرق مبتكرة في التعامل مع المجتمع لنشر الوعي الصحي للبنات، ومن خلال الدراسات تبين أن الظاهرة تمارس في عدن بنسبة 82% وغالبيتهن تحدث لهن العملية أثناء ولادتهن وفي العشرة الأيام الأولى.

وهناك أصول صومالية في عدن تمارس الختان بشكل آخر، حيث لا يقومون بقطع أي جزء ولكن يقومون بعمل خياط، وهذا منتشر بشكل كبير وهو يعرض المرأة إلى عذابين: أثناء الولادة وأثناء الزواج، واستطاعت الجمعية أن تمنع حدوث ذلك لـ 15 فتاة من خلال النزول الميداني، ونستطيع القول إن نسبة الوعي ارتفعت عند الأسر في المرحلة الأولى من المشروع، وفي المرحلة الثانية وصلت إلى 45% وفي المرحلة الثالثة 75% في محافظة عدن ككل».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى