«محتار» مجموعة شعرية غنائية ترى النور قريبا للشاعر الغنائي علي صالح باحبيب

> «الأيام» علي محمد يحيى:

> الش لحظات وو وجدانية داخلية غير مرئية,ذهب عبدالقادر الجرجاني في كتابه: أسرار البلاغة في قوله إلى «أن موضع الجمال الأدبي كثيرا ما يكون في تتبع الألفاظ ترتيب المعاني في العقل- غير مرئية- وهذه المعاني تلتزم في تركيبها منطق العقل. فهو الذي يوجب للسابق أن يسبق واللاحق أن يلحق.. فإذا وجب للمعنى أن يكون أولا في النفس، وجب للفظ الدال عليه أن يكون مثله أولا في النطق».

هكذا وبهذا المدخل الفلسفي للتعريف بالنص الغنائي أجد نفسي مقدما مجموعة شعرية غنائية هي باكورة أعمال مبدع رقيق المشاعر، خلوق، هو الشاعر الغنائي الأستاذ علي صالح باحبيب، التي وسمها بعنوان رومانسي «محتار» ويتوقع أن تصل إلى أيادي القراء في القريب العاجل حال انتهاء مطابع جامعة عدن من طباعتها التي هي اليوم بين عجلاتها.

والتعريف بالشاعر وبشعره إنما هو في الواقع غوص في غور حياته وعرض صادق أمين لأهم ملامح شخصيته الفنية التي نقرؤها ونتعرف عليها من خلال جملة من النصوص الغنائية التي احتوتها صفحات مجموعته هذه، لما فيها من صدق في التعبير ومن وميض الآمال عند قلب مرهف ومجبل بالأحاسيس والمشاعر التي تشع حباً وعشقاً وولهاً.

وأجمل ما ثم إلى صنعاء وإلى لحج الحسيني والعرايس بأسلوب جمالي ساحر يكشف عن سحر بيئة الشاعر وسهولة المكان وأصالته ويشتم رائحة الأرض ورياحين الأزاهير ويستمع إلى معزوفات في خواطر شعرية متأملا مبهورا في كيفية استخدام الكلمة وتطويعها لأفكار شاعرنا، وفيما يطرأ عليه أثناء تخلقها في أعماقه ووجدانه.

أمثلة من النصوص كثيرة تلك التي يمكن الاستشهاد بها لما ذهبت إليه. وإني إذ أقتطع هنا جزءا من قصيدته «رياض الحب»، وقد جمع فيها بين الفصحى والعامية في نسق جميل.. يقول الشاعر باحبيب فيها:

بلغوها ان قلبي

هام وجدا في هواها

ما عشقت في ذه الد

نيا جمالا في سواها

خبروها عن فؤادي

لم ولن ينسى هواها

كيف أنسى في الهوى من

حبها القلب في صباها

وفيها يقول :

بادلتني الود يا ما

ينطق الإخلاص فاها

في رياض الحب ذاقت

طمعه العذري هناها

ثم يختتما بقوله:

ليتها للحب عادت

زاد شوقي في لقاها

بالتقيها بين ذا الفل

في الحسيني وشذاها

ويتضح هنا أن الشاعر باحبيب مع تحاشيه التكلف وتحرزه في الابتعاد عن مفهوم الصنعة، فإنه يكشف لنا عن محاولته ليزاوج بين موهبته الشعرية وتجربته ليتحرى إبداعاته في جماليات القصيدة. كما أنه لن يصعب على القارئ حين يتصفح هذه المجموعة الشعرية الغنائية في أن يجد عددا منها قد انتشرت بين الناس وأحبوها بعد أن لحنت وغنت من قبل فنانين عديدين، فكان للفنان الكبير الأستاذ فضل محمد كريدي نصيب منها، لحناً وغناءً مثل أغنية «نور قلبي» التي مطلعها:

كم وكم قد غبت عني

ليه ارجع يا ضنيني

بانتظر لو طال بعدك

مرتجي منك تجيني

في قصيدته «ساجي العينين» قد فاض وجدان الشاعر فيها بحلاوة المعاني ومعسول البديع مما يجعل القارئ يستشف مضامين وجدانية بإحساسه وأحاسيسه حيث يقول:

يا ساجي العينين يا

عذب اللما يامنتي

محلاك محلى الوقت في

دنيا الهوى ياسلوتي

محلى ليالي الأنس في

قربك وتحلى سمرتي

لقياك يا محبوب قد

بي فيه صفوة راحتي

وهكذا مع كل النصوص الغزلية يجد المرء نفسه عاشقا مشبعا بالحب، كما يتجلى ضمن هذه المجموعة نزعته الدينية التي يعبر فيها عن مدى عمق إيمانه وروحانيته، فتغنى بنزعة صوفية بالرسول عليه الصلاة والسلام من خلال مناجاة في قصيدته «يا رسول الله» وأخرى مرحبا بمقدم شهر الصوم كما هي القصيدة الأخرى «عيد الهناء» احتفاء بمقدم العيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى