33 عاماً من العطاء المتواصل ..إذاعة أبين المحلية.. قهوة الصباح وترانيم الفجر الذي لاح

> «الأيام» شكري حسين:

>
الإذاعة المحلية بأبين
الإذاعة المحلية بأبين
لا تملك وأنت تدلف بوابة الإذاعة المحلية بأبين إلا أن تصفق وبحرارة للجهود الكبيرة التي يبذلها العاملون فيها.. فالمبنى معتق جداً إذ لم تمسح عنه أيادي الصيانة الأخيرة تجاعيد الزمن، ومن بين غرفه الضيقة تنطلق زفرات ألم مكبوتة وأجهزة قديمة تتحدى صروف الدهر والمحن.. وكل ما فيها لا يوحي بما يسمى الإذاعة أو يضاهي سمعتها العطرة عند الغالبية من مستمعيها، إلا أن ذلك لم يحل دون كتابة قصة العشق المتبادل مع متابعيها الذين يشربون قهوة الصباح مع ترانيم الشروق المنبعثة من بين أروقتها.

«الأيام» سجلت بالكلمة والصورة تفاصيل المزاوجة بين النجاح والمعاناة .. فكانت بداية الحوار مع مدير الإذاعة المتفاني الأخ شداد علي ماطر الذي حكى للأيام الانطلاقة الأولى.

كانت البداية بمساحة محدودة وبث بسيط
كانت البداية في 28 أكتوبر 1973م بمجهودات ذاتية قام بها بعض الأخوة الفنيين، ولهم يعود الفضل في تأسيسها ووضع لبنة البناء الأولى، وأتذكر من أولئك أحمد رمضان وعوض عبيد، وكان البث الإذاعي بسيط جداً وبمساحة محدودة ومن خلال جهاز عسكري (كولانس) إلا أنها مع تقادم السنين اكتسبت المزيد من الخبرات المتراكمة رغم الصعوبات الفنية الكثيرة، ويمكننا القول إننا نعمل حالياً بما هو متاح ونشعر أن الإذاعة قد قوي عودها وأضحت لها مكانة كبيرة في نفوس مستمعيها.

< هذا يعني أنكم راضون عن عملكم وعما وصلتم إليه؟

- بالتأكيد نحن راضون عن عملنا رغم الصعاب التي تعترض طريقنا، وهذا لا يعني أن طموحنا قد توقف عند محطة النجاح الذي نلمسه اليوم، فهناك الكثير من الأشياء التي نطمح إلى تحقيقها لاحقاً مثل توسعة بث الإذاعة حتى يشمل عموم مدن وقرى المحافظة ومواكبة التقنية العالية في وسائل الإعلام وإدخالها إلى مبنى الإذاعة ومد جسور تواصل جديدة مع المستمعين وبما يلبي رغبة كل الأذواق، وبطبيعة الحال نحن متفائلون بالمستقبل ولعل القادم يكون أجمل إن شاء الله.

البرامج الزراعية تستأثر بنصيب الأسد
وماذا عن البرامج التي تقدمونها.. وهل هي مرتبطة بحياة الناس وتعنى بشؤونهم؟

- طبعاً راعينا مسألة التنوع في كل شيء، وجعلنا من أولويات برامجنا الأشياء التي تلامس هموم المواطنين وتلتقي مع مساحة تفكيرهم، مع ضرورة أن تحمل الإذاعة المحلية طابع الخصوصية، وهذا أمر مهم لنجاحها فمثلاً أبين أرض زراعية ومعظم سكانها يعملون فيها فلا غرابة أن تجعل الإذاعة برامج خاصة بالمزارعين وتستأثر بنصيب الأسد منها، هذا فضلاً عن البرامج الأخرى فعندنا أيضاً برامج ثقافية واجتماعية ودينية وصحية واقتصادية وأدبية ورياضية وغيرها.

< وكيف هو مستوى القبول والمتابعة عند المستمعين؟

- والله نحن نشعر بارتياح كبير ونعتبر علاقتنا بالمستمعين علاقة تواصل وجداني وتبادل معرفي، وهي أيضاً (ترمومتر) نقيس من خلاله مدى التواصل خاصة في البرامج المباشرة ويثلج صدورنا تفاعل المستمعين معنا حيث يصل عدد المكالمات اليومية أحياناً إلى أكثر من (60) مكالمة في برامج المسابقات، وحاليا لدينا برامج ذات ارتباط مباشر مع المستمعين مثل برنامج (قضايا محلية) نستضيف من خلاله بعض المسؤولين داخل المحافظة ونفتح خطا مباشرا معهم، الأمر الذي يمكنهم من التواصل مع هذا المسؤول أو ذاك وطرح همومهم ومشاكلهم.

< وهل ترى أن مثل هذه البرامج قد حققت النجاح المأمول ؟

- طبعاً مثل هذا لا يمكنني الإجابة عنه على أساس أننا سلطة رابعة نسعى إلى تقريب الأمور وطرحها في قالب توفيقي نهدف من خلاله إلى إحداث الحراك المطلوب ونمد عبره جسور التواصل بين المواطنين وبعض المسؤولين، ومع ذلك يمكننا القول إن التفاعل كبير من الجانبين، وهذا ما سعينا إلى تحقيقه.

< ذكرت سابقاً أنكم تولون الجانب الزراعي جل اهتماماتكم .. هلا حدثتنا بشكل موجز عما تقدمونه.

- بحكم أن أبين أرض زراعية ومعظم مواطنيها مزارعون حرصنا على تقديم برامج خاصة بالزراعة نسعى من خلالها إلى توعية المزارعين وإرشادهم من حيث العناية بالمزروعات والأمراض التي تصيب النباتات وكيفية الاهتمام بالأرض وإعداد التربة وغيرها، وهذا لا يعني إغفال الجوانب الأخرى فهناك برامج متنوعة كثيرة تعنى بالأسرة وشؤونها وأيضاً برامج تعنى بالتربية الأخلاقية في الإسلام وبرامج أسبوعية مثل برنامج قضايا محلية وواحة المستمعين ونادي الطفولة ومحطات شبابية والمجلة الثقافية، وهذا طبعاً غير البرامج اليومية كما هو الحال ببرنامج سلام وكلام وترانيم بعد الشروق والأخبار المتنوعة.

< وكيف هي علاقتكم بالمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون وباقي الإذاعات المحلية؟

- بالتأكيد هي علاقة عمل مشترك نسعى إلى تطويرها وتعزيزها لما فيه صالح الرسالة الإعلامية التي تجمعنا، ونشعر أن الإخوة في المؤسسة يسعون جاهدين لاستيعاب همومنا ومعاناتنا وتذليل الصعاب التي تحول دون تحقيق كافة أمانينا.. أما بالنسبة للعلاقة مع الإذاعات الأخرى فهي علاقة وطيدة نتبادل من خلالها بعض البرامج وخصوصاً أيام المناسبات مع إذاعات الحديدة وسيئون وتعز وحجة ناهيك عن التواصل المستمر مع إذاعتي البرنامج العام في صنعاء والثاني في عدن.

< وكيف يتم تواصلكم مع باقي المديريات خصوصاً ومساحة بث الإذاعة مقتصر فقط على مديريتي جعار وزنجبار.

- هذه طبعاً من جملة الهموم التي نسعى إلى التغلب عليها فنحن نعمل منذ تأسيس الإذاعة بجهاز بث عسكري (كولانيس) وطبعاً بثه محدود إلى جانب أن نقاوة صوته لم تكن بالشكل المطلوب.. وفي العام الماضي وفرت لنا المؤسسة جهازا إسعافيا (FM) وهو ذو طاقة محدودة أيضاً لكن الوضع حالياً أحسن من السابق ونأمل أن يغطي بثنا كل أرجاء المحافظة فهناك وعود كثيرة نتمنى أن ترى النور في القريب العاجل.

< الأخ (نهرو علي قاسم) رئيس قسم الهندسة في الإذاعة.. قال: بالنسبة للصعوبات الفنية طبعاً هي كثيرة وأهمها أن الإذاعة تفتقد المقومات الأساسية التي تساعد على العمل الإذاعي ابتداءً من الاستديو إلى جهاز الإرسال، وهذا الجهاز الذي أمامك هو جهاز عسكري (كولانيس) تعمل به الإذاعة منذ تأسيسها قبل حوالي (33) عاماً، حتى الجهاز الإسعافي (FM) يتعرض هو الآخر للأعطاب المستمرة ويسبب لنا مشاكل فنية كبيرة لعدم وجود قطع الغيار، وما أتمناه أن تلتفت المؤسسة لإذاعة أبين وتوفر لها أدنى مقومات النجاح، وحينها ستضع إذاعتنا أقدامها على الطريق الذي سيوصلنا إلى هدفنا.

< (سهيل الشوافي) مهندس في القسم.. قال: نحن نعاني من قدم الأجهزة التي نعمل بها، ونشعر أن الاذاعة تؤدي رسالتها رغم كثرة المنغصات، وأتمنى أن تحظى إذاعة أبين بقليل من الدعم والرعاية أسوة بباقي الإذاعات والعمل على تحديثها بعد أن ظلت سنوات عديدة تتحدى الظروف وتقهر الإمكانيات بوسائل عتيقة.

مكتبة الإذاعة
مكتبة الإذاعة
تقاطيع هامة
- أثناء وجودنا في الإذاعة انطفأت الكهرباء ومعها انقطع البث الإذاعي، وهو أمر متكرر ومعتاد كما علمنا.. والسؤال لماذا لا يتم تزويد الإذاعة بمولد كهربائي خاص.

- مبنى الإذاعة يقع في قمة جبل خنفر المطل على مدينة جعار ولعدم وجود سيارة خاصة بالإذاعة تزداد معاناة الموظفين ذهابا وإيابا وتكبر عند حصول أمر طارئ لأحدهم.. ما رأي مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في مثل هكذا معاناة.

- لفت نظرنا عند وصولنا إلى الإذاعة وجود الإرسالات الهوائية لشركة سبأ فون للاتصالات أعلى المبنى وهو الأمر الذي يؤدي إلى التشويش فضلاً عن الجوانب الصحية التي ربما تحدث، وعند السؤال لماذا القبول بمثل هذا الوضع كانت الإجابة «مكره أخاك لا بطل».

- رغم صنوف المعاناة حرص مدير الإذاعة الاخ شداد ماطر على شكر المؤسسة العامة ممثلة برئيس مجلس الإدارة الأستاذ حسن اللوزي ونائبه الأخ أحمد طاهر الشيعاني على تعاونهما الدائم والمستمر مع إذاعة أبين واستيعابهما لجملة الهموم والمشاكل التي تعانيها.

- من بين جدرانها العتيقة وغرفها الضيقة وبعد أن ارتضعت من أفاويقها سنوات عديدة انطلقت أسماء كثيرة ما لبثت أن حجزت لها مكاناً في فضاءات إعلامنا الرحبة أمثال المذيع المخضرم أحمد فضل العبسي ، المذيع سابقاً بإذاعة صنعاء ومدير إذاعة الحديدة حالياً، والخلوق الشاب توفيق عبدالوهاب، مراسل قناة الجزيرة الرياضية، والمتألق بإذاعة عدن الأخ جميل مهدي، وعلى دربهم مقتفين أثرهم يسير الأخوان عصام علي محمد وجمال محمد حسين.

- على الرغم من الأداء الجميل والنجاح الملموس الذي تقدمه الإذاعة إلا أنها مازالت بعيدة عن التعامل مع التقنية الحديثة، فرياح الكمبيوتر وحتى تحويلة الهاتف لم تهب بعد على مكاتبها.. ما رأي المؤسسة في ذلك؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى