> لا يخفى على كل ذي عقل سديد وعين بصيرة أن التحديات التي تواجه الوضع الصحي كثيرة، بحسب إحصائيات ودراسات وتقارير ميدانية. ولضيق المقام أتحدث عن جزء من سبب واحد من التحديات، وهو صحة الأم ونسب وفيات الأمهات، حيث تشير نتائج المسح الديموغرافي حول صحة الأم والطفل لعام 1994م أن معظم الأمهات الحوامل في اليمن لا يتلقين أي نوع من الرعايه الصحية أثناء الحمل: 25% فقط من أجمالي الحوامل شملتهن رعاية صحية أثناء الحمل وحوالي 75% لم يتلقين الرعاية الصحية أثناء الحمل إلا عندما يشعرن بمعاناة أو مشاكل صحية أثناء فترة الحمل مما ينعكس بالسلب على صحة الأمهات أولاً والطفل ثانياً. ولا شك أن أسباباً كثيرة تكمن وراء ذلك كالفقر وشحة الإمكانيات والثقافات الاجتماعية.

إن صحة الأم الحامل للأسف الشديد تواجه تحديات صعبة مع الارتفاع المخيف في عدد الوفيات، فبحسب الإحصائيات وصل معدل وفيات الأمهات عند الولادة في عقد التسعينات إلى 1000 حالة لكل 100.000 حالة ولادة في اليمن، ونسبة النساء اللاتي يحصلن على رعايه صحية قبل الولادة 45%، والولادة التي تتم تحت إشراف طبي 25%، ويمكن القول إن هذة النسب لوضع صحة الأمهات الحوامل في اليمن مخيفة ومرتفعة جداً، فنسبة 75% من النساء تتم ولادتهن ليس عبر إشراف طبي، ومن هذه النسب تذهب ضحايا كثيرة خاصة أثناء الولادة لأسباب عدة مثل النزيف الحاد أو تدخل قابلات غير مؤهلات في عملية التوليد مما يسبب مضاعفات للأم.