العم مهيوب.. وحب العلم!

> «الأيام» شكاوى المواطـنين:

> العم مهيوب عبده هائل رجل مكافح، عصامي، ورغم سهولته وتواضعه فإنه قد استأثر بحب الناس من حوله: مثقفين، تربويين، قادة، طلاباً.. ولا يزال إلى اليوم، رغم إحالته إلى المعاش، شعاع أمل نهتدي به في هذه الحياة.

عرفت العم مهيوب كموهبة نادرة، عندما كنت طالباً في ثانوية الجلاء (سكندري سكول) كما يحلو له أن ينطقها .. (الغانم حالياً) عندما التحقت بها عام 72/73م، منتقلاً إليها من إعدادية شمسان (ثانوية لطفي جعفر أمان حالياً).

مهيوب الملقب (النهماني) كان فعلاً نهماً للعلم والمعرفة، ويتذكر معي أساتذة أجلاء، كيف كان المهيوب يدخل إلى المختبر، ويقوم بتحضير التجارب الكيماوية للمدرس بمقاديرها العلمية، بحيث لا تخرج أي تجربة عن إطار ما هو مرسوم لها.. ولم يكن العم مهيوب مدرساً أو مساعداً أو حتى عامل معمل مدرسي.. فقد كانت وظيفته عادية ويسيرة لا تتعدى كونه العين الساهرة على المدرسة وكل محتوياتها، ولم تحدث أية مشكلة أو خلل ما، في المدرسة طيلة فترة عمله فيها حتى تقاعده عام 1994م.

هذا الرجل الذي نقدمه اليوم بوصفه تجربة حياتية عطرة، يعرفه الكثيرون ممن درسوا في ثانوية الجلاء.. حينها وإلى اليوم، وهو سجل حافل بالذكريات التي يرويها بذاكرة قوية ونقية رغم تجاوزه السبعين من عمره المديد، إن شاء الله.

كان عمله الأول في مدرسة في البريقة سماها (مدرسة السعدة) حيث لم يكن في عدن الصغرى سوى مدرستين اثنتين، ثم انتقل بعدها إلى المعهد الفني بالمعلا، ثم استقر به المقام خلال سنوات في(SECONDRY SCHOOL) بخور مكسر، حتى يوم إحالته إلى المعاش براتب ضئيل مقداره (7000 ريال)، وارتفع مع التسوية الأخيرة إلى (240.14) ريال!

مهيوب يتحسر على الوضع الذي كان فيه وما آل إليه حاله اليوم، وكان يفترض أن يتم تكريمه وتقدير تضحياته، فهو كيميائي متمرس ويكاد يكون مدرساً لو حصل على حقه في التعليم حينذاك، لكنه، وبأمانة كان عونا لنا ولمدرسينا الذين بعضهم مازال حيا، ويتذكر مواقف هذا الرجل التي لا تنسى لأنها محفورة في الأذهان ولم تنسها الذاكرة برغم تجاز أعمارنا الخمسين اليوم وهو ضعف السنوات عندما التحقنا بالمدرسة!

يتذكر مهيوب النهماني قامات كبيرة باعتزاز أمثال العمداء: عبدالرحيم لقمان، إبراهيم روبله، نجيب أمان، لطفي أمان، حامد الصافي، عقبه، عبدالوهاب عبدالباري، علي العمراوي، عبدالواسع سلام، صالح العبد التميمي، محمد عبدالجليل/ ونجيبة علبي، يتذكرهم ويتذكر عصرهم الذهبي ويوجه تحياته لمن عرفهم ومن عمل معهم خاصة الأستاذ عبود سالم الذي يعتبر مثالاً للاحترام والطيبة وحسن الخلق في هذا الزمن الصعب!

فهل يلقى هذا الرجل الطيب اهتمام التربية والمحافظة اليوم؟!

نعمان الحكيم

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى