شيراك والشرق الأوسط: صداقات قديمة ورفض للحرب في العراق

> باريس «الأيام» ايمانويل سيرو:

>
الرئيس الفرنسي جاك شيراك
الرئيس الفرنسي جاك شيراك
بعد 12 عاما امضاها في سدة الرئاسة الفرنسية يتوقع ان يعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك رسمي غدا الاحد انه لن يترشح لولاية ثالثة ليضع بذلك حدا لحياة سياسية استثنائية في مدتها.

وسيبقى جاك شيراك في التاريخ الرئيس الفرنسي الذي رفض المشاركة في الحرب على العراق وهو الذي ارتبط على مدى عقود بصداقات وطيدة مع عدد من قادة العالم العربي غيب الموت معظمهم الآن.

وكانت آخر مبادرة قام بها شيراك حيال هذه المنطقة من العالم تنظيم مؤتمر دولي لدعم لبنان في 25 يناير في باريس كان الثالث من نوعه وشهد جمع 6،7 مليارات دولار لهذا البلد.

وعلاقة شيراك بلبنان هي في المقام الاول قصة صداقة شخصية ربطته منذ مطلع الثمانينات برئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي اغتيل في عملية تفجير ضخمة في 14 فبراير 2005 في بيروت.

وبعدما كان شيراك اول رئيس فرنسي قام بزيارة رسمية للبنان عام 1996، كان رئيس الدولة الغربي الوحيد الذي حضر الى بيروت للتعزية بالحريري وهو اليوم يستقبل بانتظام في قصر الاليزيه سعد الحريري نجل صديقه الراحل الذي يتزعم الغالبية النيابية اللبنانية المعارضة لسوريا.

وكان شيراك ايضا من تولى بحكم الامر الواقع قيادة قوة الامم المتحدة المؤقتة المعززة في لبنان (يونيفيل) الصيف الماضي اثر الحرب التي دارت بين اسرائيل وحزب الله الشيعي اللبناني.

وتقوم علاقات جاك شيراك في المنطقة على صداقات متينة مع عدد كبير من كبار شخصياتها وقادتها منهم الرئيس المصري حسني مبارك وعاهل المغرب الراحل الحسن الثاني الذي استمرت صداقة الرئيس الفرنسي به 25 عاما وهو ما زال يتردد على هذا البلد بانتظام لتمضية عطلة الشتاء، ومؤسس الامارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي توفي عام 2004، فضلا عن شبكة علاقات وثيقة مع قادة السعودية.

واطلق شيراك "السياسة العربية والمتوسطية" لفرنسا في خطاب القاه في القاهرة في ابريل 1996 وكان الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يلقبه "الدكتور شيراك" للدعم الذي قدمه للفلسطينيين في الاوقات العصيبة.

غير ان الصحافيين اريك ايشيمان وكريستوف بولتانسكي اللذين الفا كتاب "شيراك العرب" (شيراك دارابي) واللذين ينتقدان "التغيير المتواصل في مواقفه"، يعتبرون ان "فكرة سياسة عربية لفرنسا كالتي سعى جاك شيراك لتطبيقها تبقى موضع شبهة -مبررة- بانها مجرد محاولة لاستعادة عظمة غابرة".

ومن الصور التي ستبقى خالدة عن شيراك فورة الغضب العارم التي اصابته في 22 اكتوبر 1996 ضد الشرطة الاسرائيلية في مدينة القدس القديمة التي تعتبرها باريس بمثابة كيان على حدة طبقا لموقف الامم المتحدة الامر الذين يثير استياء اسرائيل.

وتصدرت اخبار العالم بأسره نبرته حين صاح برئيس الشرطة بالانكليزية احتجاجا على اسلوبه في التعامل مع الفلسطينيين والصحافيين الراغبين في الاقتراب منه "ماذا تريد؟ تريدني ان اعود الى طائرتي؟ ان اعود الى بلادي؟"

ويوضح الصحافيان ان "صيحة الغضب تلك شكلت منعطفا وساهمت في اعطاء صبغة لولايته الرئاسية، كما انها طبعت بشكل دائم صورة الرئيس في المنطقة ولدى رأيه العام".

غير ان التاريخ سيحفظ عن شيراك بالمقام الاول انه الرئيس الذي رفض ان يتبع الاميركيين في حربهم على العراق عام 2003 خلافا لسلفه فرنسوا ميتران الذي ساهم بفرقة عسكرية صغيرة في حرب الخليج الاولى عام 1991 .

وكان الرئيس الفرنسي واثقا من ان الحرب ستزعزع استقرار المنطقة وكلف وزير خارجيته آنذاك دومينيك دو فيلبان مهمة خوض المعركة الدبلوماسية في الامم المتحدة، فيما لوح هو بحق الفيتو وسعى لتشكيل جبهة رفض.

والقى هذا الموقف الفرنسي بظلاله على العلاقات الاميركية الفرنسية لسنوات عدة، غير انه اكسب بالتأكيد شيراك هالة كبيرة في بلدان كثيرة.ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى