حول نضوب آبار وآبار أخرى على وشك النضوب في طور الباحة .. وحش العطش يكاد ينشب أظفاره في المنطقة (2-2)

> «الأيام» علي الجبولي:

>
المكحلية حلمت بالتحرر من ثالوث الدلو والدبة والحمار
المكحلية حلمت بالتحرر من ثالوث الدلو والدبة والحمار
شكاوي ممزوجة بالمعاناة والالم ..في قرية الخداشية - 10كم جنوب مدينة طور الباحة - التي أعيد تموينها قبل خمس سنوات قال الأخ علي ثابت طهيش عضو المجلس المحلي :«قبل خمسة أشهر كان التموين مستقراً ، اليوم الماء صار شبه معدوم ونادراً ما يصل المنطقة بعد عشر أيام، رجعنا لبئر البراحة لكن ما يستخرج منها طيلة اليوم لا يزيد عن بضع دبات».

في وادي شعب (شمال شرق المدينة) يصف الوضع منير أمين نعمان:«لا يصل الماء المنطقة إلا نادراً إلى القرى السفلى من الوادي. أما القرى المرتفعة فلا يصل إليها، ومع ذلك الفواتير مازالت كما كانت.

السلطة تزعم أن الماء سطحي فلماذا لا تقوم بعمل سدود وحواجز مائية لتغذية مخزون الأرض؟».

وفي منطقة البيضاء (7كم شمال مدينة طور الباحة) دبات بلاستيكية خاوية تصطف بجوار الخطوط والشبكات في انتظار الماء الذي صار لا يأتي إلا لماماً وبكمية ضئيلة لا تكفي.

هكذا يقول عادل دلول، مدير مدرسة المنطقة:«منذ عاد الماء إلى البيضاء قبل سبع سنين كان يصل يوماً دون يوم ومنذ حوالي شهرين أصبح لا يصل سوى بعد أربعة أيام أو أكثر، أما القرى المرتفعة فلم يعد يصلها» . ويضيف زميله محمد حسن (معلم): «ما تحصل عليه منطقتنا اليوم لا يفي بالحاجة ومع قدوم الصيف سوف تزيد المعاناة. مما يتطلب البحث السريع عن مصدر للماء قبل أن تفقر المنطقة من أهلها».

أما في منطقة المكحلية التي لم يصلها الماء سوى قبل عامين فإنه يكاد يكون اليوم قد انقطع عنها تماما، إذ توحي مشاهد الازدحام على الآبار البدائية وقوافل الحمير بحثاً عن الماء بحجم المعاناة ، بعد أن نضبت حتى آبار البراحة ولم يبق بها سوى أوحال ملوثة كما يروي المواطنون . أما في منطقة الفرشة آخر موضع كان قد وصل إليه الماء فإن الوضع اليوم مثير للشفقة وأشد بؤساً.

المشروع الإسعافي هو المخرج الوحيد
صرخات ومعاناة الناس الممزوجة بالخوف حملتها «الأيام» إلى الأخ محمد علي سالم مدير عام المديرية فأوضح قائلاً: «كون الآبار سطحية ونظراً لزيادة الاستهلاك والتوسع في تغذية مناطق جديدة في الأعوام الماضية توقعنا حدوث مثل هذه الأزمة ولم يتوقف البحث عن حقول جديدة، خلال الأعوام الثلاثة الماضية حفرت عدة آبار في مناطق مختلفة من المديرية ولكن للأسف كانت النتائج مخيبة، في أغسطس الماضي انتقلنا إلى منطقة الرجاع وهناك حفرت ثلاث آبار فجاءت نتائج الضخ التجريبي ممتازة والجدوى مشجعة، وكثمرة من ثمار تواصل الأخ عبدالوهاب الدرة محافظ المحافظة مع الأخ عبدالرحمن الإرياني وزير المياه، بدأت لجنة فنية بوضع دراسات متكاملة تحدد متطلبات استكمال مشروع الرجاع الاستراتيجي من المضخات والخطوط ومحطات إعادة الضخ والخزانات. الجهود مستمرة لمتابعة الوزارة للبدء بتنفيذ مشروع الرجاع كمشروع إسعافي للمنطقة ونأمل من معالي الوزير التوجيه بتسريع إنجاز هذا المشروع الذي أصبح المخرج الوحيد أمامنا من نقص مياه الشرب وتراجع إنتاجها في الحقل الحالي».

وفي فرع المياه أماطت إدارته وبعض المختصين بعضاً من أسباب المشكلة وحجم المعاناة. يقول الأخ عادل محمد سعيد مدير الفرع :«حقيقة نعاني من انخفاض كبير في إنتاج المياه وصل إلى 60% مقارنة بشهر فبراير من العام الماضي. سبب المشكلة شحج المخزون الجوفي، فالمياه في المنطقة سطحية ومستوى ارتفاع الماء في البئر لا يزيد عن 45متراً. المنطقة تفتقر للحواجز المائية والسدود المساعدة على تخزين المياه لتغدية المخزون الجوفي الذي يعتمد على الأمطار الموسمية وهي شحيحة جداً.

إنتاج الماء يتراجع بوتيرة متسارعة ونفقات التشغيل والصيانة تصاعدت إلى أكثر من 80% وارتفاع أسعار المحروقات والأجور، كل هذا لم يصاحبه زيادة في تسعيرة الماء كما أن استقلال الفرع عن المؤسسة المحلية لمياه عدن ولد لنا عجزاً فادحاً يصعب تحمله في هذا الوضع. صيانة الآليات والمعدات وكذا المرتبات والالتزامات الأخرى التي كانت تساعدنا بها لتسيير أعمال الفرع توقفت. لحل الأزمة حفرنا ثلاث آبار في منطقة الرجاع والنتائج ممتازة لكن نواجه صعوبة كبيرة في إنجازه، فهو يحتاج إلى دراسات وتكاليف كبيرة جداً مواردنا الشحيحة لا تساوي شيئاً أمامها. المشروع على بعد حوالي 40كم من مدينة طور الباحة والمناطق المغذاة حالياً.. نحتاج تكاليف باهظة لتنفيذ المشروع بمكوناته وتوصيل الماء إلى المناطق المغذاة. ندعو الجميع لاستيعاب الظرف وتضافر الجهود في ترشيد وتقنين الاستهلاك حفاظاً على كل قطرة ماء ما زالت لدينا».

سيارات تبحث عن الماء
سيارات تبحث عن الماء
وعن كيفية حل المشكلة التي أضحت لا تقبل التأخير، وحجم المديونية ومدى قدرتها على المساهمة في الحل وتحمل النفقات التشغيلية لتسيير أعمال الفرع، لا سيما بعد أن بدأت إيراداته تتراجع ومرتبات موظفيه يتأخر صرفها قال:«نعلق الآمال على قيادة السلطة المحلية للمياه بالمحافظة وعلى رأسها الأخ عبدالوهاب الدرة محافظ المحافظة رئيس مجلس إدارة المؤسسة المحلية للمياه بالمحافظة، والمهندس فؤاد ضيف الله مدير عام المؤسسة المحلية للمياه بالمحافظة أن تضع جل اهتمامها بمشكلة المياه في طورالباحة من خلال منح قسط أْلى من مخصصات البرنامج الاستثماري المخصص للمياه كي نتمكن من البدء بتنفيذ مشروع مياه الرجاع، وكذا التواصل والتنسيق مع المانحين ووزارة المياه والبيئة لتمويل إنجاز هذا المشروع الإسعافي في أسرع وقت نظراً للوضع الحرج الذي تعيشه المنطقة بسبب الانخفاض الحاصل لمنسوب المياه في الحقل الحالي. حجم المديونية يصل إلى أكثر من 45 مليون ريال لدى المواطنين وبعض المؤسسات الحكومية لكن جزءاً منها غير حقيقي تراكم خلال التسعينات لعدم وجود عدادات وقلة التغذية يومذاك مما جعل احتساب الاستهلاك بالتقدير، حالياً تم جدولة المديونية على المواطنين كأقساط شهرية بسيطة تحسب فوق قيمة الاستهلاك، تحصيل الإيرادات أو المديونية لا يكفي حتى ولو لنفقات التشغيل».

خلدون أحمد نعمان رئيس شعبة المخالفات في فرع مؤسسة المياه يقول:«أمام شحة المياه والانخفاض المفاجئ في معدل الإنتاج تولدت لنا مشاكل كثيرة فقد أصبح من الصعب تحصيل قيمة الاستهلاك والمديونية المتراكمة. حينما ننزل إلى القرى أو المحلات التجارية نطلب مستحقات الاستهلاك أو نفصل عداد المستهلك نجد اعتراضات للأسف منطقية فالمواطن أول ما يواجهنا به أن الماء لا يصله سوى ساعات في كل 4 أيام وفي بعض القرى مرة في الأسبوع وبكميات ضعيفة وهذا يضعنا في إحراج شديد ويعكس نفسه على إيرادات فرع المؤسسة ولكن ليس بأيدينا ما نفعله».

المهندس خالد محمد نائب المدير للشؤون الفنية يقول:«كان معدل الإنتاج في ديسمبر 2005 قد بلغ أعلى مستوى له حيث وصل إلى 54 ألف متر مكعب كحصاد إنتاج 12 ساعة من ثماني آبار، ولكن في يناير الماضي تراجع الانتاج إلى نحو33 ألف متر مكعب حصاد إنتاج 24 ساعة متواصلة من 7 آبار. في مارس من العام الماضي جفت إحدى الآبار وشطبت نهائياً تلتها في فبراير الفائت بئر ثانية ولم يعد في الحقل سوى 6 آبار لا تزيد إنتاجيتها الكلية عن 17 لتراً/ثانية بعد أن غدت أضعف الآبار لا تنتج سوى 75.0 لتر/ ثانية وأقواها لا يزيد إنتاجها عن 4 لترات/ ثانية».

أما أحمد المقبلي رئيس قسم التوزيع فيقول:«كانت آلية التوزيع بين المناطق المغذاة حتى مطلع 2006م بالتناوب يوماً على يوم، وبعض المنطق كانت تمون يومياً ونظراً لانخفاض الإنتاج اختلت آلية التوزيع في المناطق البعيدة مثل الفرشة، الشعبة، المكحلية، شعب أصبحت تمون يوماً واحداً في الأسبوع ولعدة ساعات فقط وهذا ما جعل الشكاوى يومية من عدم كفاية التموين، وهناك منطقة حيح توقفت تغذيتها وتوقف حسابها. المناطق القريبة من خزان الكورا أصبحت تتمون يوماً واحداً كل أربعة أيام ولكن بكمية قليلة لا تكفي. هذا الخزان تضخ فيه بئران نحو 60 ألف جالون خلال 12 ساعة ومع ذلك الكمية غير كافية. ولكن ليس بأيدينا شيء هذا وضعنا وهذا ما نستطيع تقديمه».

ويقول رئيس قسم المشتركين عاطف محمد :«كان عدد المشتركين حتى نهاية ديسمبر الماضي أكثر من 2800 مشترك في الشريحتين المنزلية والتجارية ولكن عدم وصول الماء إلى عدد من القرى سيقلل من عددهم وسينعكس سلباً على إيراداتنا».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى