أصغري نقل أراد من لبنان...ومسؤول إيراني آخر اختفى!

> عواصم «الأيام» متابعات:

>
الصورة الوحيدة المتوفرة لأصغري
الصورة الوحيدة المتوفرة لأصغري
يوماً بعد يوم يزداد الغموض في قضية اختفاء النائب السابق لوزير الدفاع الإيراني الجنرال علي رضا اصغري، إذ نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية في صدر صفحتها الاولى ان المسؤول الإيراني السابق فر من بلاده ولم يُخطف، وان الاستخبارات الاسرائيلية "الموساد" نظمت العملية. غير ان الجديد هو قول الصحيفة ان الأسير اللبناني السابق مصطفى الديراني اعترف للمحققين الاسرائيليين بأن اصغري ضغط عليه لتسليمه الطيار الاسرائيلي رون أراد، وأن القنصل الإيراني في دبي قد يكون فر هو أيضاً.

ونسبت الى مسؤول في الاستخبارات الاميركية ان اصغري غير موجود في الولايات المتحدة، غير ان اجهزة الاستخبارات الاميركية تتلقى المعلومات التي يدلي بها عن "حزب الله" وعلاقته بإيران وتفجير مقر مشاة البحرية الأميركية "المارينز" في لبنان.

وأوفدت "يديعوت أحرونوت" مراسلاً إلى فندق "تشيلان انتركونتيننتال" في اسطنبول في تركيا الذي يفترض أن اصغري نزل فيه ثلاثة أيام اعتباراً من 7 فبراير. وأشار المراسل إلى أنه يمكن ان يكون الرجل لم يطأ عتبة الفندق وأن يكون الشخص الذي نزل فيه "بديلاً"منه.

واوردت رواية لاختفاء اصغري فيها انه كان خاضعا لرقابة الجهات التي ساعدته على الفرار للتحقق من أنه لا يخضع لـ"مراقبة معادية". كما انه "يمكن الافتراض انه أعد جواز سفر له في وقت سابق، وبعيد وصوله إلى اسطنبول، صار شخصاً آخر. وبعد ساعات من وصوله، كان في طريقه إلى مكان جديد خارج تركيا".

ونقلت عن مصادر استخبارية اسرائيلية وبريطانية أن هذه العملية هي "الانجاز الاستخباري الأكبر في الصراع المتواصل ضد إيران منذ 28 سنة"، أي منذ قيام الثورة الاسلامية. ولفتت المصادر إلى ان الإعداد للعملية تطلب وقتاً، ذلك أن أسرة اصغري غادرت ايران قبله. وقال مسؤول سابق في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية إنه "لم يعد أحد اليوم يخطف مسؤولين رفيعين لأن عملية كهذه ستفسر بأنها خطوة حربية، وخصوصاً من دولة متطرفة مثل إيران. ولا تريد أي دولة فتح عملية خطف مع الإيرانيين الذين لديهم قاعدة واسعة في الكثير من الدول الغربية وفي استطاعتهم هم أيضا الرد بخطف مسؤولين". لذلك فإن "الفرار قصة مختلفة، فهذا قرار شخصي ولا يمكن الادعاء على الدولة التي فر إليها، لكن عملية فرار كهذه لا يتم الإعداد لها خلال أسبوع أو أسبوعين".

وفسرت مصادر توجه اصغري إلى دمشق قبل اسطنبول بأنه لم يرد إثارة شبهات لدى النظام الإيراني، وليتخلص من مرافقة حراس شخصيين له.

ونقلت "يديعوت أحرونوت" ايضا عن استخبارات غربية ان اصغري "في يده مفتاح ألغاز عدة"، أهمها اختفاء أراد ومقتل مسؤولين أجانب في بيروت أبرزهم مدير مكتب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي اي" وليم باكلي. وذهب المسؤول السابق في شعبة الاستخبارات العسكرية والمستشار العسكري لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، شمعون شبيرا إلى وصفه بأنه "قدس الأقداس". وقال مسؤول سابق في "الموساد" إنه "الجوهرة في التاج بالنسبة إلى أجهزة الاستخبارات في الغرب"، وأن اسرائيل لم تتمكن من قتله أو اعتقاله لأنه "كان يحسن الإفلات ويتجول حاملاً جوازات سفر مزورة أو جواز سفر ديبلوماسيا".

وينسب التقرير الصحافي إلى أصغري انه كان متورطا في عمليتي التفجير الكبيرتين في الأرجنتين عامي 1992 و1994. وتابع ان أصغري، وبعد احداث 11 ايلول (سبتمبر) 2001 وحين شغل منصب نائب وزير الدفاع مال إلى التيار المعتدل في القيادة الايرانية الذي أيد عدم تقديم الحرس الثوري الدعم الى تنظيم «القاعدة» لاعتقاده بأن من الخطأ تجاوز الخط الأحمر بين ايران والغرب.

وأوردت «يديعوت احرونوت» تفاصيل عن طريقة تهريب أصغري بعد وصوله اسطنبول من دون الإشارة إلى مصدرها. وقالت انه «كان بالتأكيد تحت مراقبة الجهات التي ساعدته على الفرار فور هبوط طائرته في اسطنبول فيما ساعدته مجموعة من المقاتلين التي انتشرت مسبقاً على طول الطريق التي تم إبلاغه بسلوكها، ومن المؤكد أنه لم يحتج إلى سيارة أجرة للوصول إلى المدينة». وأضافت أن «عامل الوقت لعب دوراً مصيرياً فمنذ وصوله الى مطار اسطنبول بدأت عملية إخفاء آثاره، وكل حركة قام بها رافقتها عن بعد أطقم مراقبة مهمتها التأكد من أنه لا يخضع لمراقبة معادية». وتابعت: «يمكن الافتراض بأنه تم إعداد جواز سفر له في وقت سابق وبعد وقت قصير من وصوله لاسطنبول أصبح اصغري شخصاً آخر... وبعد ساعات من قدومه كان في طريقه إلى مكان جديد خارج تركيا».

ونقل المحلل في الشؤون الاستراتيجية رونن برغمان عن مسؤول كبير سابق في «موساد» اعتباره أصغري «درة التاج» بالنسبة الى الاستخبارات الغربية، فيما قال المسؤول السابق في الجهاز عن اختفاء أراد إنه «إذا كان أصغري موجودا حقاً في أيدي الأميركيين بمحض إرادته فإن هذا هو الحلم الأجمل الذي يتمناه كل مسؤول استخباراتي».

ولمح برغمان إلى احتمال أن تكون الاستخبارات البريطانية «التي سجلت في الماضي نجاحات أكبر من نجاحات نظيرتها الأميركية في عمليات لجوء مسؤولين إلى دول غربية» لعبت الدور الرئيس في لجوء أصغري إلى دولة غربية. ونقل عن مسؤول استخباراتي بريطاني كبير قوله إن الاستخبارات البريطانية رصدت في الشهر الأخير حال هستيريا في طهران منذ اختفاء أصغري في اسطنبول. وتابع ان مسؤولين استخباراتيين إسرائيليين وبريطانيين تحدث إليهم يتفقون على انه إذا صح ان أصغري فر الى الغرب «فإننا بصدد أهم انجاز استخباراتي في المعركة المتواصلة ضد ايران خلال السنوات الـ28 الأخيرة».

واضاف ان «القنصل الإيراني العام في دبي، وهو في الحقيقة مندوب جهاز الامن التابع للحرس الثوري الإيراني فر إلى الغرب هو الآخر بالتزامن مع فرار أصغري، ويبدو أنه الآن في أيدي الاستخبارات البريطانية وأعطى شهادة مفصلة عن نشاط إيران في منطقة الخليج بهدف زعزعة الأنظمة العربية في تلك المنطقة». ونقل برغمان عن مسؤول سابق في الاستخبارات البريطانية (أم أي 6) قوله إن «البريطانيين جيدون في تهريب مسؤولين يريدون الفرار من دولهم».

رون اراد
رون اراد
ويستذكر برغمان الإفادات التي أدلى بها المسؤول الأمني السابق في حركة «أمل» مصطفى الديراني للاستخبارات الإسرائيلية بعد خطفه من منزله عام 1994 . وكتب ان الديراني تحدث عن الضغوط الايرانية عليه وعلى حركته لتسليم أراد إلى طهران لأسباب سياسية وأخرى للاستفادة من حقيقة ان أراد طيار «فانتوم» ولديه معلومات استخباراتية مهمة جداً. وروى الديراني لمحققيه ان عناصر من «الحرس الثوري» دخلوا الى بيته أثناء غيابه وأخذوا أراد إلى ايران. وبحسب برغمان فإن الديراني أبلغ محققيه بموقع معتقل أراد قرب ايران وأنه تحت مسؤولية أصغري.

وادعت الصحيفة، ان الديراني روى للمحققيين الإسرائيليين ان ايران مارست عليه من خلال اصغري ضغوطاً هائلة كي يسلمها أراد. وقال إنه في 4 مايو 1988، كان أراد مسجوناً في منزل تابع لتنظيمه "المقاومة المؤمنة" في قرية النبي شيت، ولم يكن الديراني في المكان بينما كان فيه المسؤول عن الحراسة زكريا حمزة. وفي ذلك اليوم نفذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في بلدة ميدون. كذلك هاجمت قوة من الحرس الثوري الإيراني المنزل في النبي شيت، غير ان حراس المكان اعتقدوا أن الكوماندوس الإسرائيلي يهاجمهم ففروا تاركين أراد فأخذه الإيرانيون.

ولم يصدق المحققون الاسرائيليون رواية الديراني، واعتقدوا أنه اتفق مع الإيرانيين على عدم وجود حراس أراد في المنزل. وأكد الديراني للمحققين الإسرائيليين أن اراد موجود في إيران، وتحديداً في معسكر اعتقال قرب طهران بقيادة اصغري. غير ان التناقضات في أقواله لم تدفع الاسرائيليين إلى تصديق روايته.

ونقل الصحافي في "يديعوت أحرونوت" رونين برغمان عن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في موضوع الأسرى والمفقودين جان دومينيك فيكو انه طلب مراراً قبل سنوات لقاء اصغري، سواء في طهران أو في بيروت، لكن السلطات الإيرانية كانت تجيبه بأن اصغري "مريض جداً".

وقال برغمان ان القنصل الإيراني في دبي عادل أسادينية، وهو في الحقيقة مندوب جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري، قد فر إلى الغرب هو ايضا بالتزامن مع اصغري، ويبدو أنه الآن في أيدي الاستخبارات البريطانية وأدلى بشهادة مفصلة عن نشاط إيران في منطقة الخليج من اجل زعزعة الأنظمة العربية فيها.

عن «النهار» البيروتية و الحياة اللندنية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى