الهدف نشر الديمقراطية للحفاظ على الوحدة

> علي هيثم الغريب:

>
علي هيثم الغريب
علي هيثم الغريب
القصد من كل كتاباتنا هو إخراج البلد من الإدارة القبلية لقضية التملك في محافظات الجنوب إلى طريق إحقاق الحق أولا وإلى طريق الديمقراطية الواسعة ثانيا. وهذا يعني حسب فهمنا خلق إدارة وطنية في المحافظات، وبناء مجتمع يوجد فيه على قدم المساواة نظام إداري وقضائي وأمني يخدم أبناء المحافظة ويحافظ على أملاكهم ويدافع عن حقوقهم، ويكون فيه تعدد الآراء وحرية النشر والقول والاعتصامات والتجمعات وغيرها ضمانا للوحدة وللتعددية السياسية، دون أي تمييز ولا امتيازات. إن هدفنا هو كشف الجرائم والأخطاء التي تمارس ضد المواطنين وكذلك تعلم حرية التعبير واحترم الرأي الآخر واللجوء إلى القضاء وليس خلق خصومة مع سلطات الدولة أو الاستيلاء على كراسيهم. نريد تحويل بلادنا إلى دولة عصرية متحضرة على أساس ديمقراطي، وهو هدف الخيرين سواء أكانوا في السلطة أم المعارضة، ونلاحظ أنه وفي بعض المسائل تعكس سلطات الدولة في عدن مطالبنا المشروعة.. على سبيل المثال عودة أسرة في حجيف إلى منزلها وبناء سور مقبرة طارق.. ولنقل صرحة إن الناس الموحدين في الجمعيات (الخيرية والمتقاعدين وغيرهم) لا يثقون بأن السلطات المحلية - مهما كان الموقف الإنساني لبعض رجال هذه السلطات -ستستطيع، بشكلها الحالي، وفي أطر البنى الحكومية المتحجرة ووجود اليد الطولي للمتنفذين الذين ظهروا بعد حرب 94م، أن تحقق تغييرات قانونية وحقوقية وديمقراطية في عدن. هذا لا يعني أننا نبحث عن مشكل مع أناس في السلطة المحلية، وعلى رأسهم الأستاذ المحافظ أحمد محمد الكحلاني ونائبه الأستاذ عبدالكريم شائف، ولكننا، ونحن نقف إلى جانبهم، نقول إن المتنفذين أقوى من الجميع، وإن عدن أصبحت فريسة تنهشها الحداء بصورة حزينة. ومن الطبيعي أن كتاباتنا الصادقة ستكون مقبولة بالنسبة لأي قيادة متحضرة ترفض تجويع الناس ونزع أملاكهم وتغييب حقوقهم وإهمال شكاواهم واحتجاجاتهم.

لقد توحدنا حول دستور واحد وبرنامج ديمقراطي واحد يهم أبناء اليمن دون استثناء.. لكننا لم نتوحد لكي تنهب أملاك أبناء المحافظات، أو لكي يسرح مئات الآلاف من وظائفهم، أو لتوزع أراضيهم على المنتصرين في حرب أهلية ظالمة كان وقودها الأخوة وليس الأجانب. إن استغلال طيبة أبناء محافظات الجنوب، واستعدادهم لتقديم التضحيات من أجل الحفاظ على الوحدة ونشر الديمقراطية، وصبرهم والاكتفاء بالقليل، واستثمار ثراوتهم من أجل مصالح ذاتية وفردية.. كل ذلك حرك «الناموس الطبيعي لديهم» المعروف، وازداد اقتناعهم بأن مشاعرهم الطيبة تُهان، ودورهم في توحيد شطري اليمن، الذي يشير إليه الأعداء قبل الأصدقاء على الدوام، يُقلل في حقيقة الأمر. أما التنازلات التي قدموها على مذبح الوحدة سواء أكان عام 90م أم عام 94م فأصبحت عديمة الجدوى، وهكذا بدأت تخيب آمالهم. ونحن في عدن وفي كل محافظات الجنوب نكتب عن هذا الضيم، وعن المظالم والمصاعب الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة التي اشتدت في الآونة الأخيرة، وبعد أن وصل أبناء محافظات الجنوب إلى قناعة قاسية بأن املاكهم (من مزارع وأراض وبيوت وغيرها) التي نهبت بعد حرب 94م لن تعود إليهم ثانية في ظل هذه الأوضاع المحيرة. وتبدو معقولة وطبيعية في الوقت نفسه مطالب الرأي العام في محافظات الجنوب الذي يصر في الآونة الأخيرة على تنفيذ أوامر الأخ الرئيس بشأن إعادة حقوقهم وأملاكهم (هناك الآلاف من أوامر الأخ الرئيس لم تنفذ) وعلى استرجاع أملاكهم التي نهبت في ظروف قاسية جدا، وفي ظل تمييز واضح.. وهذه المطالب وإن كانت تتقدم ببطء، إلا أنها الأساس في الحفاظ على الوحدة والسلام الاجتماعي، وعنوان العدالة في اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى