> شبام «الأيام» علوي بن سميط:

الحماية الطينية المقامة على حافة البئر
ويرجح أن البئر حفرت لضمان الحصول على المياه عندما كانت المدينة في عهود سابقة تتعرض بين الفينة والأخرى للحصار، خصوصا وأن البئر واقع بطرف المنزل ومن خلف السور، ولربما كانت تستخدم أيضا للطهور بالمدرسة إلا أن ذلك الاحتمال قد يبدو ضعيفا لأنها تحت المنزل الذي استخدم فيما بعد مدرسة فيما ظلت طوابقه العليا للسكن، وحتى عندما اشتراه الشيخ الفقيه عمر إبراهيم مشغان شراحيل، اشتراه منزلا ليوقفه لتعليم البنين والبنات الصغار (توفي الشيخ عمر إبراهيم 1293هـ).
ومنذ الستينات حتى العثور على البئر أمس الأول لم يعرف أحد بوجودها هنا، فقد كانت ضمن مخزن أو ما يسمى محليا (درع) أو مستودع من مكونات هذا المنزل من الغرب، إلا أنه لا يوجد منفذ منه إلى داخل الدار وهو مفصول بجدار، وعموما تظل هذه افتراضات إلا أن المؤكد أن العديد من بيوت شبام بها آبار مطمورة وبعضها مفتوحة ولكنها ناضبة، وكذا بئر بين القصرين جافة ومغطاة إلى جانب آبار المساجد، وتقع هذه الآبار التي لم تعد تستخدم منذ قرون أسفل البيوت خصوصا المطلة على الأسوار وفي الأماكن التي يطلق عليها (الخنون) جمع (خن)، وهي دهاليز تحت المنزل أو ما يطلق عليه (البدروم) ولكنها في بيوت شبام عميقة وتنعدم فيها الإضاءة الطبيعية، ولعل بناءها قديم هي الأخرى، للاحتماء بها من الغارات التي تستهدف شبام أو لتخزين المؤن الكافية لزمن طويل عند الحصار، ولذلك تظل الاحتمالات والافتراضات مفتوحة أمام كل ذلك.
إذ أنه يوما عن آخر تظهر شواهد تؤكد عظمة المدينة التاريخية.