إلى مجلس محلي شبوة

> أحمد عمر بن فريد:

>
أحمد عمر بن فريد
أحمد عمر بن فريد
لمحافظة شبوة مجلس محلي منتخب من قبل الشعب، ولها في المضمار ذاته ستة أعضاء - محترمين - في مجلس النواب، ولها أيضا عدد كبير من الشيوخ والوجاهات القبلية الحكيمة، ولكن هؤلاء جميعا.. مع بالغ الاحترام لهم، لم يستطيعوا إيقاف رحى الثأر في هذه المحافظة البائسة، حتى تحولت شبوة بفعل هذه الآفة الاجتماعية المدمرة إلى رمز جليٍّ لعدم الاستقرار الامني، ومضرب المثل في بشاعة الثأر ونتائجه الوخيمة.. وبات المواطن مهددا في أي لحظة بطلقة عيار (غادرة) أو (طائشة) يمكن أن تصيبه بمقتل حتى وهو يسير في أحد شوارع عاصمة المحافظة عتق.. تماما كما حدث للمواطن البريء (ابن أبو غاسقة) الذي أفنت حياته رصاصة موت ضلت طريقها (الجوي - الجاهلي) واستقرت في رأسه فأردته قتيلا في لحظات وسط الجموع المحتشدة أمام سوق القات.. والشيء الأكيد أن المسكين لم يعلم حينها ماذا حدث؟ ولماذا قتل؟ وما هو الجرم الذي ارتكبه حتى يفصله القدر عن بقية أفراد أسرته في زمن الغدر والجهل والتخلف والخسة الذي يلف (شبوة) ويعتقل مصيرها إلى أجل غير مسمى.

إذا كان جميع هؤلاء المعنيين بمصير شبوة ومستقبلها ينتظرون أن تتدخل (الدولة) بمختلف أجهزتها المدنية أو العسكرية لمد يد (العون) و(المساعدة) لحل هذه المعضلة الاجتماعية واقتلاعها من جذورها فهم إما (واهمون) ويجهلون طبيعة النظام السياسي في بلادنا.. وإما أنهم (مقصرون) في أداء رسالتهم الإنسانية، وواجبهم الوطني تجاه جميع الذين اصطفوا تحت لهيب شمس شبوة لرمي (بطائق الاقتراع) من أجلهم ومن أجل خاطر عيونهم. وفي الحالتين فهم غير معذورين من (اللوم) والعتب.. وغير معفيين من الوقوف بجدية أمام هذه المشكلة الخطيرة لمعالجتها ولو بأسلوب (الكي) على الطريقة (الشبوانية) الموجعة.

تقول وثيقة (العهد والاتفاق).. وثيقة الإجماع الوطني.. المصنوعة من صميم الأزمة اليمنية، والناتجة عن حوار وطني حقيقي في لحظات تاريخية استثنائية.. والمحولة بفعل نتائج الحرب إلى (مزبلة التاريخ) بحسب مقولة أحد عباقرة (الانتصار- الهزيمة).. تقول في هذا الجانب مايلي:

«يعقد صلح عام بين القبائل الغرض منه حقن دماء اليمنيين، ويتم بموجبه إنهاء الثأر واعتبار كل من يمارس الأخذ بالثأر خارجا عن القانون، وتتولى أجهزة الدولة المختصة اتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة ضده، وحصر معالجة قضايا الثأر التي حدثت قبل تاريخ إصدار الإعلان، وتتحمل الحكومة أي نفقات يستلزمها ذلك، ويتم عقد هذا الصلح مع الأخذ بعين الاعتبار المسائل التالية:

1- تعلن الدولة صلحا عاما عبر مؤتمر وطني عام تشارك فيه كل القوى السياسية والاجتماعية والعلماء ويتم التوقيع على الإعلان من الجميع.

2- يشكل المؤتمر لجنة لحصر ومعالجة قضايا الثأر التي حدثت قبل الإعلان.

3- يتم إعلان الصلح خلال شهر ويعمل به من يوم الإعلان ويصدر قانون يعزز هذا الإعلان، ويعتبر كل من يأخذ بالثأر مخالفا للقانون وتتخذ ضده العقوبات التي يجب أن يحددها القانون».

هذا ما قدمته (وثيقة العهد والاتفاق) من رؤية ناضجة وحازمة ومسئولة لظاهرة الثأر بشكل عام، ولكن (غطرسة القوة) والنظرة الضيقة الأفق لمعنى الوطن.. جعلتا من مثل هذ الكلام (شيئا) لا يجب إلا أن تستوعبه (مزبلة التاريخ) حتى وإن تلا هذا الرمي المعتمد للمزبلة، شلالات غزيرة من دماء الأبرياء التي سكبت في (المزبلة التاريخية) ذاتها وأمام أعين (المسئولين التاريخيين) دون أن تتحرك لديهم في لحظة واحدة رجفة ضمير وطني حي.

إلى مجلس شبوة المحلي.. نحيل هذه القضية، ونطالبهم بوقفة جادة ومسئولة أمام هذه القضية الشائكة، ونذكرهم أن شبوة بجميع أبنائها ومكوناتها الاجتماعية لا تنتظر (منّة) ولا (هبة) من أحد، ولكنها ستقدم من دخلها المحلي ما يمكن أن يغطي نفقات الحل لهذه القضية، ولجميع أعضاء المجلس المحلي نقدم هذه المعلومة إن كانوا لا يعلمونها.. حتى تعينهم على تحديد مصدر الإنفاق الذي هو من عصارة ومجهود أبناء شبوة، وهي أن إيراد الضريبة على (القات) قد حدد مركزيا لجلبه من شبوة بمبلغ (48188000) ريال يمني، وهو رقم كبير مقارنة مع ما هو مطلوب مركزيا من أمانة العاصمة (كلها) على سبيل المثال والبالغ (33486600).. وللجميع أن يتأمل في كل هذا!! ولهم (أعضاء المجلس المحلي) وحدهم.. أن يقولوا كلمتهم إن كان انتماؤهم هو لشبوة أولاً.. وإلا فإن المساواة في الظلم عدل.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى