مع الأيــام .. جمعية رعاية وتأهيل المعاقين تحفر الصخر بأظفارها

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
دوّن التاريخ ويدون أن ثمة أفراداً ابتلاهم الله بإعاقة ما، إلا أنهم لم يستسلموا ولم يلعنوا الظلام بل أوقدوا شمعة تضيء ما تيسر من الظلام وحفروا الصخر بأظفارهم لإثبات ذاتهم وللاندماج في المجتمع من خلال الرعاية والتأهيل وصولا إلى مصدر للدخل بدلا من أن يكونوا عالة على الآخرين في قائمة الصدقات، و«المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف» كما أرشدنا الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه.

جمعني لقاء في أحد المجالس بشاب تخطى عتبة العقد الثالث من العمر وأحسن تقديم نفسه وتقديم قضيته. عرفت منه أن اسمه عارف محمد علي بن فريد العولقي، وعرفت من هذا الشاب المجاهد أنه بادر مع ستة من أصدقائه يجمعهم القاسم المشترك (الإعاقة) وأسسوا في العام 1993م (جمعية رعاية وتأهيل المعاقين) بجانب مستشفى 22 مايو بمديرية المنصورة «وكانت الجمعية من دون مقر حتى عام 1995م عندما اهتدينا إلى مبنى حضانة مصنع الغزل والنسيج، وبتعاون مشترك مع الأخت أسمهان الخضر مندوبة الشؤون الاجتماعية بالمحافظة مكننا الأستاذ طه أحمد غانم محافظ عدن السابق من المبنى، الذي كان مهجورا وغير صالح للاستخدام، وتحملت منظمة (برادا بارنن) السويدية تكاليف ترميم وإعادة تأهيل المبنى وتجهيزه، كما تكرم صندوق التنمية الاجتماعية ممثلا بشخص المدير العام أ.م. غازي أحمد علي و أ.هيفاء الأصبحي مديرة المشاريع، بالترميم اللاحق وتزويد الجمعية بباصين يعملان بالبترول، ونتكبد شهريا 93 ألف ريال وكان بالإمكان توفير هذا المبلغ لأغراض أخرى لو استخدم الباص الآخر الذي يعمل بالديزل، إلا أن الإدارة السابقة أدخلته ورشة الشركة للإصلاح الذي كلف مليوناً و170 ألف ريال دفع منها صندوق المعاقين بصنعاء 940 ألف ريال إلا أن الإدارة السابقة استخدمتها في بنود أخرى».

قمت بزيارة مبنى الجمعية والتقيت الأخ عارف العولقي الذي ترك الجمعية عام 1998م وعاد إليها في مطلع هذا العام بعد انتخابه من الجمعية العمومية في مسعى منها لإنقاذ الجمعية من وضعها الراهن. تعرفت على مساعديه وزرت فصول الدراسة وحجرة أجهزة الكمبيوتر وحجرة ماكنات الخياطة.

خرجت من مبنى الجمعية بعدد من الانطباعات والمقترحات بالمعالجات على النحو التالي:

1- إن المنتسبين والمتوقع انتسابهم من الأطفال أو الإداريين أو طاقم التدريس مشمولون بالرعاية التي يكفلها قانون رقم (31) لسنة 1996م بشأن الرعاية الاجتماعية ]المادة (6) الفقرتان (ج) و(د)[.

2- إن المشمولين بعاليه أصحاب استحقاق بالقانون رقم (61) لسنة 1999م بشأن رعاية وتأهيل المعاقين] المادتان (3) و(4)[ ، إلا أن الواقع في وادٍ وأحكام القانون المذكور في وادٍ آخر ومكتب الشؤون الاجتماعية والعمل في المحافظة ممثلا بشخص مديره العام، الأخ أيوب أبوبكر متعاون إلى أقصى الحدود، في حدود إمكاناته الشحيحة.

3- إن المشمولين بعاليه أصحاب استحقاق بالقانون رقم (2) لسنة 2002م بشأن صندوق رعاية وتأهيل المعاقين، المتعدد الموارد والمركزي القبضة، مع أن المادة (15) منه أجازت إنشاء فروع له في المحافظات، لأن الآلية الحالية المتبعة مع الصندوق عقيمة ومرهقة وماسة بكرامة الإنسان.

4- لماذا لم يسمح للجمعية ببناء محلات تجارية صغيرة باستغلال الواجهة الأمامية للمبنى (عن يمين وشمال بوابة السور) لتكفل الجمعية موردا ماليا ثابتا يغنيها عن التسول؟

5- لماذا لا يبادر أهل الخير بدفع فاتورة إصلاح باص الجمعية مباشرة لشركة بازرعة؟

6- أناشد الرجل الطيب أ.م. غازي أحمد علي مدير عام صندوق التنمية الاجتماعية بإعادة بناء سقوف الغرف لأن النمل الأبيض قد نخر خشب السقوف نخراً.

7- مطلوب من الصندوق الخاص بالمعاقين تزويد الجمعية بالمواد الخام اللازمة لتشغيل مكائن الخياطة والوسائل التعليمية المساعدة للأطفال المصابين بالشلل الدماغي المعرضين للسقوط، ولتفادي الإصابة يفترض فرش الأرضية بغطاء مطاطي، وإذا أغفل الصندوق الطلب فبإمكان أهل الخير أن يقرضوا الله قرضا حسنا، لأن القائمين على الجمعية جاهزون لإعداد المشاريع وعلى الآخرين التكفل بالتنفيذ بأنفسهم.

أسال الله ألا يخيب طلب الجمعية ورجلها الطيب عارف العولقي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى