اعترافات جديدة لخالد شيخ محمد و القاعدة لم تتعاف من اعتقاله

> واشنطن «الأيام» ديفيد مورجان:

>
خالد شيخ محمد
خالد شيخ محمد
اعترف خالد شيخ محمد عضو تنظيم القاعدة المشتبه به بأنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر التي شنت عام 2001 بطائرات ركاب مخطوفة في الولايات المتحدة وبمسؤوليته أيضا عن سلسلة من الهجمات الاخرى لتنظيم القاعدة.

ووفقا لنسخة من نص أقواله في جلسة اجرائية للجنة عسكرية عقدت في معسكر الاعتقال بقاعدة جوانتانامو الحربية الامريكية في كوبا يوم السبت وأذاعتها وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) الاربعاء قال محمد الذي كان يتحدث من خلال ممثل شخصي "كنت المسؤول عن عملية 9/11 من الالف إلى الياء." وقال محمد وهو مواطن باكستاني انه مسؤول ايضا عن هجوم شن عام 1993 على مركز التجارة العالمي في نيويورك وتفجير ملهى ليلي في بالي بأندونيسيا ومحاولة تفجير طائرتي ركاب أمريكيتين في الجو باستخدام متفجرات مخبأة في أحذية وهجمات أخرى.

وخلال الجلسة الاجرائية التي عقدت لمعرفة ما اذا كان التعريف الامريكي "لمقاتل عدو" سينطبق على محمد تحدث المتهم عن تعرضه لسـوء معامـلة في الحجز الامـريكي.

ومحمد بين 14 سجينا تضعهم السلطات الامريكية على رأس قائمة للاشخاص المشتبه بتورطهم في الارهاب ونقلتهم جوا إلى جوانتانامو العام الماضي من سجون سرية لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية خارج الولايات المتحدة.

وكان القي القبض على محمد في باكستان في مارس عام 2003 وسلم إلى الولايات المتحدة. ويقول مسؤولون أمريكيون انه الرأس المدبر لهجمات سبتمبر التي أوقعت نحو 3000 قتيل ودمرت برجي مركز التجارة العالمي وألحقت أضرارا بمقر وزارة الدفاع الامريكية.

وخلال الجلسة تحدث محمد في أحيان نيابة عن نفسه وفي أحيان أخرى من خلال ممثل هو عضو في الجيش الامريكي.

وقال محمد من خلال ممثله "كنت مدير العمليات للشيخ اسامة بن لادن فيما يتعلق بتنظيم وتخطيط ومتابعة وتنفيذ عملية 9/11" مشيرا الى زعيم القاعدة.

وزعم محمد في اعترافاته الكاملة المسؤولية عن 28 هجوما او مؤامرة كما أقر بأنه شارك في مسؤولية ثلاث مؤامرات أخرى من بينها محاولة لاغتيال بابا الفاتيكان السابق يوحنا بولس في الفلبين وأخرى لاغتيال الرئيس الباكستاني برويز مشرف.

وقام مسؤولون أمريكيون بمراجعة وتحرير نسخة أقوال المتهم قبل نشرها وهو اجراء يقول البنتاجون انه ضروري لحذف المعلومات الامنية الحساسة.

وأبدى محمد بعض الاسف في اعترافاته بلغة انجليزية ركيكة عن سقوط هذا العدد من القتلى في هجمات سبتمبر لكنه قال ان ذلك كان مبررا في اطار الحرب على الولايات المتحدة.

وقال "لست سعيدا بمقتل 3000 في امريكا. بل أشعر بالاسف".

"لكن لغة اي حرب في العالم هي القتل. أعني ان لغة الحرب هي الضحايا." وتحدث محمد أيضا عن الصحفي الامريكي دانيل بيرل الذي قتل في باكستان عام 2002 لكن أقواله كانت غير واضحة.

ومحمد مشتبه به رئيسي في قضية قتل بيرل وقال الرئيس الباكستاني في المذكرات التي نشرها العام الماضي ان محمدا "أعدم بيرل".

وتحدث رئيس اللجنة العسكرية المكونة من ثلاثة اعضاء عن مذكرة مكتوبة "بشأن انتهاكات مزعومة والمعاملة التي عومل بها المحتجز." ولم تنشر اي تفاصيل عن هذه المعاملة لكن رئيس اللجنة قال ان محمد وصفها بأنها تعذيب وصرح رئيس اللجنة بأنها ستعرض على "التحقيق الملائم." لكن محمدا أوضح في نص أقواله ان الاعترافات التي أدلى بها في جلسة السبت لم تحدث نتيجة اي ضغط أو اكراه.

وقارن بين ابن لادن زعيم تنظيم القاعدة وجورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة.

وقال "انه يفعل نفس الشيء. انه يقاتل. يريد استقلاله." ولم يتخذ في الجلسة الاجرائية أي قرار فوري. وسيكون على مسؤول كبير في البنتاجون ان يقرر ما اذا كان محمد من المقاتلين الاعداء.

ونشر البنتاجون نص الاعترافات على موقع على الانترنت.

كما نشر نص أقوال اثنين آخرين من المحتجزين الاربعة عشر أمام اللجنة العسكرية هما رمزي بن شيبة اليمني المتهم ايضا بالتورط في هجمات سبتمبر وأبو فرج الليبي وهو من ليبيا ومسؤول كبير مشتبه به في القاعدة.

و قد يحتاج الأمر لسنوات للكشف عن دور خالد شيخ محمد المشتبه في كونه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر وفي عشرات المؤامرات غير أن خبراء قالوا يوم الخميس إن تنظيم القاعدة لم يتعاف بعد من آثار اعتقاله قبل نحو أربع سنوات.

وينظر مسؤولون حاليون وسابقون بالمخابرات الى محمد باعتباره أحد أهم المتشددين الإسلاميين على الإطلاق في العالم وربما أهم من اسامة بن لادن نفسه بسبب هجمات عام 2001 وعدد من المؤامرات الأخرى التي ربما قام بتنظيمها.

وقال بول بيلر محلل شؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا السابق بالمخابرات الأمريكية "هناك فيما يبدو بعض المبالغة فيما يتعلق بما يزعم مسؤوليته عنه. لكن لا يوجد شك بالتأكيد في أنه ربما يكون أهم شخصية على الإطلاق في الارهاب الجهادي خلال العقد الماضي." ولم ينفذ تنظيم القاعدة هجمات داخل الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر على نيويورك وواشنطن والتي قتل خلالها نحو ثلاثة آلاف شخص ودفعت الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى شن الحرب على الإرهاب.

ويشتبه مسؤولو مخابرات في أن تنظيم القاعدة له دور في بعض الهجمات في أوروبا بما فيها هجمات على قطارات وحافلة في لندن في يوليو 2005 قتل خلالها 52 شخصا.

غير أن خبراء قالوا إن ذلك من شأنه فقط أن يبرز الضرر الذي لحق بالقاعدة جراء اعتقال محمد في باكستان في عام 2003 . وتشير معلومات إلى أن تنظيم القاعدة الذي طردته قوات تقودها الولايات المتحدة من أفغانستان في عام 2002 يحاول الآن إعادة تأسيس نفسه في ظل ظروف غير مواتية في باكستان.

ويعتبر مسؤولون أمريكيون أن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين في العراق والذي شن هجمات على القوات الأمريكية هناك منفصل عن الشبكة التي يقودها بن لادن وذراعه اليمني أيمن الظواهري.

وقال بيلر "سيكون أصعب عليهم النجاح في شيء يمكن مقارنته مع هجمات 11 سبتمبر التي نجح فيها (خالد شيخ محمد). هذا الدور الذي ربما قاموا به من وراء الستار فيما يبدو في بعض الأمور في أوروبا امر مختلف اختلافا كبيرا." وقال مسؤولون أمريكيون إن محمد زود القاعدة بمهارات فريدة مدعومة بمعرفة بالغرب اكتسبها من سنوات دراسته في الولايات المتحدة.

وأضاف المسؤولون الأمريكيون أنه على النقيض منه فإن خلفائه الذين تحدثت عنهم التقارير ومن بينهم أبو فرج الليبي وأبو حمزة ربيع كانوا أقل قدرة منه وكان القضاء عليهم سهلا.

واسرت السلطات الباكستانية الليبي في مايو 2005 فيما قتل ربيع في انفجار في ديسمبر من العام نفسه في منطقة وزيرستان الباكستانية وسط تقارير عن أن ذلك نتج عن ضربة صاروخية أمريكية.

وقال مسؤول أمريكي شريطة عدم الكشف عن اسمه "لا يعني هذا أنهم لا يواصلون التآمر ولا يواصلون التخطيط ولا يمتلكون القدرة على الإضرار .. لديهم القدرة على ذلك. لكن هناك ضعفا في القيادة والخبرة بالعمليات." غير أن سجل محمد كمتشدد إسلامي لم يدهش كل الخبراء.

وقال روبرت باير العميل السابق بالمخابرات الأمريكية إنه لا محمد ولا أعضاء القاعدة السابقين التابعين له قد أظهروا الدقة والسرية التي تمتعت بها جماعات المسلحين الأقدم مثل حزب الله اللبناني الذي ألقي عليه باللوم في تفجير ثكنات لمشاة البحرية الأمريكية في عام 1983 في بيروت قتل خلالها 241 من مشاة البحرية ومجندين آخرين.

وقال باير "يبدو الأمر تقريبا كما لو كان هؤلاء الرجال مهرجين.. ربما كان هذا سبب عدم تعرضنا لهجمات منذ 11 سبتمبر." رويترز والوكالات

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى