نجار وبابه مخلع!

> حسن قاسم:

> نعم ينطبق هذا المثل الشعبي على الصحفيين اليمنيين وكيانهم النقابي، بوصفهم الشريحة المبدعة والمثقفة القادرة على التعبير في وسائل الإعلام المختلفة عن مطالبهم وحقوقهم في كادر وظيفي نوعي يتوافق وينسجم مع وظيفتهم في مهنة المتاعب ومهام البحث عن الحقيقة والتعبير عن هموم وتطلعات المجتمع وشرائحه المختلفة.

والحقيقة المُرة أن الصحفيين هم بحاجة إلى من يعبر لهم عن همومهم ومشاكلهم ويمد يد العون لهم ويواسيهم في مصابهم الجلل.. فكثير منهم يعيش ظروفاً مادية صعبة، فالراتب يكاد يسد رمق العيش والديون والقروض أغلالا على الرقاب.. فيما أجبر البعض على التسول أمام أبواب المسؤولين لإيجاد قوت يومه وصار الخبر والصورة مدفوعي الثمن، ومنهم من أجبر على التقاعد رغم قمة العطاء وبراتب زهيد ومات آخرون مبكراً بحسرتهم على وضعهم المعيشي.. وأصبحت مهنة المتاعب اليوم سهلة المنال وضاعت هيبة صاحبة الجلالة وتصدأ تاجها المرصع بأخلاقيات وآداب المهنة، وكثر الدخيلون المتسلقون على جدرانها المتهالكة.

أما وضع المؤسسات والمرافق الإعلامية التي ينتسب إليها الصحفيون فما زالت نظرة الدولة قاصرة لدورها، وموازناتها لا تنسجم مع دورها ومهامها المتزايدة في أداء رسالتها الإعلامية بل هي مطالبة سنوياً برفد خزانة الدولة بمبالغ طائلة كانت يمكن أن تسهم في تحسين ظروف عامليها.

وبنظره فاحصة لأوضاع الصحفيين في أغلب دول العالم النامي والمتحضر فإنهم قد نالوا حقوقاً وامتيازات كاملة وتسهيلات خدمية متعددة وحظوا بالاحترام والرعاية والاهتمام من دولهم ومجتماعاتهم وأصبحوا أقوياء بقوة نقاباتهم الصحفية أما المتقاعدون منهم فقد كرموا براتبين، واحد من الدولة والآخر من النقابة ولهم أندية ثقافية وترفيهية خاصة بهم.

أخيراً هل سيصحو نجارنا ويدرك أن له باباً مخلعاً ينبغي له إصلاحه.. أم أن أدواته مازالت غير قادرة إلا على تكسير المزيد من الأبواب!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى