الاستعداد من أجل الحقيقة

> «الأيام» جهاد محمد معتوق / عدن

> حال الكلمة الحرة ( المسؤولة) طبعا حتى لا يكون في حريتها تعد على حرية آخرين كحال المتسابق في سباقات القفز فوق الحواجز .. فالكلمة كي تصل إلى خط النهاية (القراء) تحتاج إلى اجتياز كل الحواجز الموضوعة في طريقها.

الحاجز الأول هو الرقيب الذاتي، والذي لا يلتفت إليه كثيرون كونه عاملا داخليا ذاتيا وليس خارجيا، ولكونه نشأ وترعرع في كنف الخوف .. الخوف الذي صار من مكونات الإنسان العربي منذ وقت ليس بالقصير، الخوف الذي تقدمه الأسر صباح مساء على ذمة التربية، الخوف في المدرسة، الخوف من السلطة، جميعهم يتسابق على تغذية هذا الاحساس المحبط المدمر حتى صار جزءاً من الشخصية العربية.

الحاجز الثاني هو الحسابات الخاصة بصحف النشر، فلكل صحيفة خصوصياتها وسياستها في التعاطي مع محيطها .. واستقلال أي صحيفة مرهون بعوامل عدة وإن كان أهمها النظام السياسي للدولة والقوانين المنظمة للنشر وللحرية الصحفية، وهذا ليس موضوعنا الآن على الاقل، موضوعنا قراءة الصحيفة للمقال، فأنت وما تكتبه مرهون بحالة طقس الصحيفة، الكلمات الحارة تستقبل وتفرد لها الصفحات إذا ما حلت ضيفة عليها، وهي في صيف علاقتها مع السلطة، أما اذا ما تعارضت حرارة المقال مع لحظات صفاء تمر بها الصحيفة مع السلطة فالاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية، والصحف هنا لا تتساوى بنفس القدر الذي لا تتسـاوى مسئولياتها تجاه الـرأي العـام.

أشك أن هناك صحيفة على استعداد للتضحية بكل شيء من أجل الحقيقة .. وذلك لأن الحقيقة تبقى دائماً نسبية ولأن الأمر فيه إفراط في النرجسية لأن الحقيقة مرة أخرى كي تستقيم وتشق طريقها وسط زحام الحياة وتناقضاتها تحتاج لأكثر من الإشهار، بعبارة أخرى أن بعض الحرية ربما تقود إلى كل الحرية، وبعض الديمقراطية ربما تقود إلى كل الديمقراطية.. خطوات ثابتة وواثقة في الحرية والديمقراطية أفضل من التهريج والإسفاف باسم الحرية ومن اللا حرية .. وللحديث بقية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى