> واشنطن «الأيام» مايك مكارثي :

الرئيس الامريكي جورج بوش
الرئيس الامريكي جورج بوش
مع دخول الحرب العراقية في عامها الخامس يوم الثلاثاء المقبل يبدو أن الرئيس الامريكي جورج بوش لن يضطر إلى التعامل فقط مع النزاع الطائفي والصراع المسلح في العراق بل سيتعين عليه أن يواجه للمرة الاولى الكونجرس الذي يحاول إجبار بوش على انهاء الدور الامريكي في الحرب العراقية.

ومنذ أن بدأت الحرب على العراق بقيادة الولايات المتحدة في العشرين من آذار مارس 2003 للاطاحة بنظام صدام حسين كان بوش مستفيدا بصورة كبيرة من الكونجرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون والذي كان مؤيدا لسياسته في العراق. ولكن هذهالمرحلة انتهت حينما اطاح الناخبون بالجمهوريين وسلموا القيادةفي المجلسين التشريعيين (النواب والشيوخ) إلى الديمقراطيين تعبيرا عن استيائهم من تصاعد أعمال العنف بالعراق وسقوط المزيد من الجنود الامريكيين.

وقالت نانسي بيلوزي رئيسة مجلس النواب الامريكي في بيان صدر بمناسبة الذكرى الرابعة للحرب العراقية "أوضح الشعب الامريكي في انتخابات الخريف الماضي... انه فقد ثقته في قدرة الرئيس على انهاء الحرب.هم (الناخبون) يريدون اتخاذ طريق آخر في العراق. "

ولكن لا يبدو أن بوش بصدد الانصياع لمطالب الديمقراطيين بتحديد إطار زمني لسحب القوات الامريكية كما أصر على المضي قدما فيما يتعلق بخططه التي أعلن عنها في كانون ثان/يناير الماضي والخاصة بزيادة التواجد الامريكي في العراق بأكثر من 20 ألف جندي لقمع الصراع المتصاعد بين الشيعة والسنة.

وألقى بوش خطابا أمام مجموعة من مؤيديه من الجمهوريين يوم الخميس الماضي طالب من خلاله الديمقراطيين في مجلس النواب بدعم الجنود الامريكيين في الوقت الذي تدخل فيه المهمة الامريكية في العراق مرحلة جديدة كما دعاهم لاعطاء استراتيجيته الجديدة المنقحة فرصة للعمل.

ويأتي هذا في الوقت الذي أظهرت فيه استطلاعات الرأي أن نسبة مساندة الشعب الامريكي لتصرفات بوش في العراق وصلت لادنى معدلاتها على الاطلاق مما يؤكد أن الشعب الامريكي توقف عن تأييد الحرب التي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 3200 جندي أمريكي وإصابة أكثر من 24 ألفا.

وكان الديمقراطيون قد هرعوا لمحاولة التأثير على سياسة بوش في العراق فور سيطرتهم على المجلس في يناير الماضي حيث استدعوا كبار المسؤولين الامريكيين الى جلسات استماع ووضعوا صيغا أولية لقرارات تدين زيادة عدد القوات. واقترح بعضهم تخفيض الانفاق على الحرب التي وصلت تكلفتها حتى الان إلى أكثر من 400 مليار دولار.

ووافقت لجنة الميزانيات بالمجلس يوم الخميس على تخصيص 125 مليار دولار للحرب في العراق وافغانستان ولكنها اضافت بندا يطالب بسحب القوات الامريكية بحلول سبتمبر 2008. ولكن الديمقراطيين كانوا اقل حظا في مجلس الشيوخ حيث تمكن الجمهوريون من منع اصدار قرار يطالب بوش ببدء الانسحاب من العراق خلال 120 يوما. (د.ب.أ)